الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة خارج المألوف

باسنت موسى

2008 / 1 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


جمعني مع صديقة تعيش بإحدى الدول الأوربية نقاش طويل حول عدد من النقاط التي ترتبط بنمط حياة كل منا كفتاة وتطرق بنا
الحديث إلي نقطة مهمة وهي "مسألة العيش خارج نطاق الأسرة والاستقلال بالحياة" ترى تلك الصديقة أن مجتمعها الغربي المنفتح لا يجرم الفتاة التي تستقل بحياتها بعيداً عن الأهل وهي لأنها إبنة هذا المجتمع الغربي وتلك الثقافة المنفتحة لا ترى في ذلك الاستقلال عيباً أو خطراً، لكن أسرتها ترى أن ذلك أمر غير نافع لإبنتهم ويحمل مؤشرات ضرر أكبر بكثير من مؤشرات النجاح، خاصة وأن والدها متحفظ على بعض سلوكيات الغرب لأنه شرقي الخلفية الثقافية والفكرية، وسألتني صديقتي وأنت يا باسنت كيف تري الاستقلال بالحياة خارج نطاق الأسرة؟ وهل يمكنك القيام بذلك في مصر؟ حقيقة السؤالين يبديان للوهلة الأولى أنه من اليسر الإجابة عليهما، وهكذا أنا تصورت وكنت سأندفع في الرد عليها لكن بعد لحظات قليلة من التفكير أدركت أن تلك التساؤلات قوية الطرح وصعبة الإجابة. فأنا كفتاة أرى ذاتي أحمل قدراً من الانفتاح لظروف نشأتي وعملي، لا أحمل رفضاً مسبقاً لمسألة الاستقلال المادي والنفسي عن الأسرة، لكن أن يشمل هذا الاستقلال المكان أيضاً يكون الأمر صعب جداً ولا يمكنني القيام به في مصر مطلقاً، فأسرتي سترفض انفصالي المكاني عنها وسيظن الجميع بي أنني أصبحت سيئة السلوك وأريد الانفصال لإطلاق العنان لرغباتي الجنسية، هكذا سيحصروا الأمر برمته بل أن والدتي إذا أقدمت على طرح تلك الفكرة عليها ربما ستقطاعني وتغضب مني طوال حياتي، وأنا رغم اقتناعي بالفكرة إلا أنه لا يمكنني طرحها. وأتذكر أنه منذ شهور قابلت فتاة في نهاية العشرينات من العمر وتعمل في مجال الرسم التشكيلي وتعيش مع مجموعة من صديقاتها في شقة منفصلة عن بيتها وهي تكسب جيداً من عملها وتعيش سعيدة متصالحة مع اختيارها بالانفصال عن أهلها، بل وترى أنها إذا وجدت شاب يناسبها ووجدت لديها ولديه رغبة في إتمام علاقة جسدية ستقدم على ذلك دون خوف من المجتمع أو قيود الدين. تلك الفتاة على الرغم من اختلافي مع بعض أفكارها إلا أنني أحترم قدرتها في التعبير عن ذاتها وأفكارها في مجتمع لا يقبل بذلك على الإطلاق بل يقبل بالزيف والخداع.
للاستقلال عن الأسرة مكانياً الكثير من الإيجابيات لكننا نفهم من هذا الاستقلال الحق في الحرية الجنسية فقط، وذلك لأن الجنس هو شاغلنا الأكبر بالحياة، فعندما نستقل بحياتنا عن دعم أسرتنا سنكون نفسياً أقوى لأننا سنعتمد على دعم أنفسنا وقت الأزمات النفسية على قوتنا الداخلية في تقبل الأزمة وعلى عقلنا في ابتكار طرق لتخطيها بسلام، ولنلمح سلوكنا عندما نكون بعيدين عن أسرتنا نكون أكثر مسئولية وأكثر إدراكاً. لكن عندما نكون في كنف الأسرة يكون الأمر غير ذلك وعجباً أن نجد أناس تخطو سن الثلاثين وما زالوا يعيشون في كنف رعاية أسرهم منتظرين دعمهم المادي والنفسي، ولا يترك هذا الدعم إلا بالزواج في حين أن الزواج ذاته مسئولية تحتاج أن يكون الفرد مدرباً على الاستقلال ليكون قادراً على دعم من يحتاجون للعيش في كنفه ليستمدوا منه الرعاية والحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح