الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيعة والسنة كمذهبين دينيين أهون على بعضهما البعض من ان يكونا كتلتين سياسيتين

عبد العالي الحراك

2008 / 1 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يدعي متصدو المذهبين انهما يمثلان خطين عقائديين مختلفين في امورفقهية وتعبدية ومراجعية وقيادة سياسية , على اساسها بني الاختلاف وتعمق مع السنين , وتأسس المذهبان ولكل منهما اطروحاته وحججه ودواعيه , ولم يصلا الى مستوى الصراع العنيف رغم المشاحنات والتهجمات الفكرية والاعلامية , من هذا الطرف ضد الطرف الآخر ,التي تظهر بين الفترة والاخرى. الى ان تعاظم الخلاف والصراع , بعد انتصارالخميني في ايران , وبناء مشروع الدولة الاسلامية الشيعية , الذي اعتبره متصدو المذهب السني الرسميين المتمثلين بحكام السعودية ورواد المذهبية الطائفية الوهابية , تهديد خطير لوجودهم المذهبي والسياسي. فكانت الحرب العراقية الايرانية عام ( 1980_1988) تعبير علني واضح في معظم جوانبها ,عن اشتداد الصراع المذهبي وتحوله الى حرب طاحنة , راح ضحيتها الملايين. وما تطور الاوضاع في افغانستان وانتصار حركة طالبان , ثم ظهور الارهاب على المستوى العالمي وانتشار المد الاسلامي في باكستان والجزائر وباقي الدول العربية , الا تعبير عن التخندق الطائفي الذي تدعم جناحيه وتؤيدانه كل من ايران والمملكة العربية السعودية . وما ترتب على هذا التطور السلبي الخطيرمن اضرار كبيرة على العراق وشعب العراق حيث , اسقط نظامه والغيت دولته وانهارت مؤسساته وبناه الفوقية والتحتية واشتد الصراع المذهبي الاهلي وتحول الى قتل وذبح على الاسم و الهوية المذهبية . وكل من ايران والسعودية تدعمان هذا الطرف ضد الطرف الاخر بكل الوسائل المعنوية والمادية ومن ضمنها المال والسلاح والمعلومات . ولولا انتباه الشعب العراقي لأنتهت الامور نحو الاسوء في حرب اهلية لا تعرف نتائجها , والسبب في تأجيج الخلاف المذهبي القديم وتأجيجه عسكريا يعود لتدخل السياسة في الدين والمذهب وخوف اصحاب المواقع السياسية والمصالح الاقتصادية على مواقعهم ومصالحهم , وكان الشعب الضحية , فلو بقي الناس على عقائدهم ومذاهبهم بعيدا عن السياسية تجارة المتدين المتسيس , لما حصل الذي حصل ولم يحصل الذي يحصل الان , ولعم الامن والاستقرار والسلام . فأتباع المذهبين قد تعايشا اكثر من الف عام في سلام وطمأنينة وما السياسة التي يتبعها قادة المذهبين المنضويين في تكتلاتهم السياسية الطائفية الا السبب الواضح والكبير في تدهور العلاقة بينهما وشمول جميع افراد الشعب بالدمار وتحمل التضحيات . والخلاف النظري بينهما اهون بكثير من خلاف السلاح وانهار الدم .. فلكي يعود السلام والاستقرار يجب على اتباع المذهبين ان يثوروا على قادة احزابهم السياسية الطائفية ويلغوا تكتلاتهم العنصرية ويعودوا الى وطنهم العراق ووطنيتهم العراقية الخالصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري


.. 166-An-Nisa




.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام