الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


{4} حوارات مع الله

الحكيم الرائي

2003 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حتى اذا افلتنا من هذا كله
سيظل الموت رابضا متربصا بنا يبتلعنا..
قلتها له وكأننى اتعمد تكسير مجادفيه

اطلق زفرة عميقة
الكل يموت قال

حتى الالهة تموت قلت له
حتى الالهة تموت وتحيا
كيف يكون الاله الها ان كان يموت رددت عليه بغل

ضحك قائلا:كيف يكون الأله الها ان لم يمت ويحيا,انت تسطيع ان تكون الها يمكنك ان تكن هنا مكانى اذا غلبت الموت وقهرته

كيف اقهر الموت وهو قاهر الكل بما فيهم انتما

رد ناظرا اليها لم يقهرنا نحن قهرناه ودعسناه بالنعال
لأنكم الهة ..قلت محتجا
لا بل لأننا نفهم الشعرة الرفيعة التى تفصل الموت عن الحياة
المسافة بين ماهو موجود بالقوة والموجود بالفعل
المساحة بين الطاقة والجسد
العلاقة بين الوعى بالذات والخلود
انت كنت طفلا والأن صرت رجلا
ولدت مسلما وانت الآن تنطاح الألهة
مالذى تغير فيك
لو اصبحت اليوم بوذيا ماذا تبقى منك .تبقى انت
لو غيرت اسمك الى رافائيل ماذا تبقى منك
تبقى منك .. انت
فأنت لست الأسم ولا الدين ولا الجسد ولا الوطن
انت ذاتك العميقة, تبقى هى لا يطمرها الطين والتغير,والنسيان فهى اعمق واكبر مما تظن
تظن انك جرما صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر
الم يقل الشاعر هذا..

قلت بنظرات زائغة نعم قال هذا

 

لمح فى نظرتى هذا الزيغ..اقترب منى وربت على كتفى .تبدوا متعبا قالها بهدوء ..يمكنك ان تظل هنا لتنال قسطا من الراحة..البيت كبير ونحن متعودون على آستضافة الناس

اعتدلت فى جلستى قائلا
لا اريد ان أثقل عليكم
لا ابدا أجابة باتسامة
بريهة ودخلت رغبة بوجهها الطفولى وتنورتها القصيرة الجميلة بشعرها الأ
سود الفاحم وساقها الفاتنتان

قمت مستاذنا ابتسما لى فى ذات الوقت.خرجت سائرا بجوار رغبة ..انتهى بنا رده آخر قصير الى قاعة فسيحة واسعة تبدو كحديقة آسيوية جميلة طيور صغيرة تقفز بين الشجيرات المرصوصة فى الجوانب بعناية فائقة ,نافورة مياه اندلسية فى الوسط مقاعد من الجريد عليها وسائد
كثيرة,القيت بنفسى على مقعد منهم..نظرت الى رغبة بعيون متعبة انحنت وخلعت عنى خذائى, ثم جواربى المتسخة
قم تحمم
اين تسآلت
فى هذا الحوض
خلعت ملابسى الا ما يستر العورة
ابتسمت لا تخجل...قالت فى لهجة مرحة
وطآت قدمى الحوض استلقيت على ظهرى مستسلما لحرارة المياة ,الأنغام الرائعة, ورائحة العطور الآخاذة...
وسارت مسارت حياتى كلها فى شريط سينمائى امام عيناى
رآيت وجه آبى بملامحه الحميمة نظرات امى الحنونة ملامح آختى وهى تصرخ مستغيثة بأمى بسبب الدب الذى خطفته منها..
وأفقت شاعرا بيدا ناعمة تعبث فى شعرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah


.. 253-Al-Baqarah




.. 254-Al-Baqarah