الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدنيون...ونزدهر في النور

جاسم الحلفي

2008 / 1 / 17
المجتمع المدني


أننا "مدنيون" ونبحث عن التضامن معنا، ولا ننمو، ولا نزدهر إلا في النور الواضح، بعيدا عن الظلام والظلمات والظلم. أنه طموحنا مع هذه الجماهير. مع هذه الكلمات أرسل لنا الفنان عبد الواحد الموسوي تصمميه الجميل لشعار (لوكو) الحملة، كي يكون رمزا لها ووشماً جميلاً يزينها، وهو عبارة عن زهور عباد الشمس متراصة بكثافة مدهشة، متجهة نحو النور، وكأنها جماهير واعية، واعدة، منطلقة بتصميم أكيد نحو بناء الدولة المدنية في العراق.
إذا فالفنان قد أدرك، منذ الوهلة الأولى، رسالة الحملة، هي للعراقيين ولأجلهم، لكل المتطلعين إلى بلد بعيد عن الإرهاب والطائفية والعنف والجوع والبطالة وهدر دم النساء وإشاعة الخوف في حياتهن.

الحلمة انطلقت من اجل عراق معافى، ذي اقتصاد قوي متنوع، يستطيع تنمية المجتمع، يوفر الطبابة، يؤمن التعليم، يبعد العوز ويطرد شبح الفقر، يقر الحقوق المدنية ويدافع عنها، يؤكد دولة المواطنة، ويفسح في المجال للمواطن كي يؤدي دوره الايجابي بالمشاركة في صنع الحاضر والمستقبل.

الحملة من اجل إقامة عراق جديد حقا، عراق يتسع لكل العراقيين، ولا يضيق بأحد ولا يتضايق من احد، عراق يؤمن جميع الحقوق، بعيدا عن ضيق الأفق، والتعصب والشوفينية والكراهية، بل يشيع ثقافة التسامح والعيش المشترك، ويؤكد ان التعددية القومية والدينية هي ليست عوامل ضعف للمجتمع بل هي عوامل إثراء وغنى معرفي ثقافي وحضاري، عراق تحفظ فيه الكرامة الإنسانية، ولا تهدر فيه الحقوق، عرق يؤتمن من يتولى على الثروات لأنها ملك كل العراقيين، لضحايا القهر والعوز والحرمان والتصفيات الجسدية، ويعوض كل من لحق به الأذى، عراق يؤمن لحاضر شعبه حياة كريمة، ويحفظ، في نفس الوقت، حق أجياله المقبلة. لذلك انطلقت الحملة بإطار غير محدد، وبأفق واسع.

لعل هناك من يقول بان نداء الحملة لم يأت بجديد! نعم هو كذلك، ولكنه استطاع، الى حد ما، صياغة هم العراق وما يشغل بال العراقيين. وكم هي رائعة تلك التعليقات التي وردت وتلك الأماني التي كتبت مع التوقيعات، والتي عبرت وتعبر، عن قوة وإصرار وعزيمة على المضي نحو العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد.
وربما هناك من يسأل أيضا وما جدوى ان أوقع؟ وهل يغيـّر توقيعي في الأمر شيئا؟ لا تردد في الجواب بنعم! لان التوقيع وعي وإرادة، وشعور بالمسؤولية تجاه الشعب والوطن، والتوقيع ليس تثبيت موقف وحسب، بل هو فعل نضالي، وعمل أنساني راقٍ، نعم انه فعل رفيع المستوى، لأنه يعبر عن الاستعداد للعمل مع الآخر، هذا الأخر ومهما بدا لك بعيدا، ولا تعرفه، فهو يشترك معك في تحديد مصير العراق.

إذا الحملة بهذا المعنى هي ليست ملكا لأحد، هي حملتنا جميعا، حملة كل من فكر فيها وحضر لها واجتمع من اجلها ووقع على ندائها، ومن ساهم في النشر والترويج لها، هي ملك الجميع ولهم الحق فيها، لذا فهي مفتوحة لأية فكرة ممكنة، ولأي جهد مساند، كلنا مسؤولون عن استمرارها وتطويرها وإدامتها، من اجل بناء الدولة المدنية في العراق.
الحملة ملك كل الـ"مدنيون" حتى أخر مدني سيوقع معنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر


.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم




.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس


.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م




.. معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة تزداد جحيماً بسبب ارتفاع