الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمهات بلاقيمة

باسنت موسى

2008 / 1 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عندما شرعت في الكتابة اليوم ترددت كثيراً أمام العنوان وهو "أمهات بلا قيمة" وذلك لشعوري ومن حولي كذلك أن العنوان قاسي جداً، فالأم هي رمز وتجسيد لكل معاني الحنان والحب والعطاء في مخيلتنا وواقعنا، وكل هذا جميل وصحيح، ولكن يبقى السؤال: هل نحتاج من الأم الحب والعطاء والحنان فقط، أم نحتاج مع كل هذا للعقل والحوار والمنطق؟؟ برأيي أننا نحتاج من الأم كل تلك الصفات السالفة الذكر مجتمعة. فالحنان وحده لن يأتي بثمار نجاح حقيقي مع أبناء اليوم ولدي أمثلة كثيرة من الحياة لأمهات أخذوا لقب"أم" بالصدفة ولم يدركوا خطورة وحجم المسئولية الملقاة على عاتقهم كأمهات.
المثال الأول:- سيدة رزقها الله بابنتين وولد وبالطبع الولد هو ثالث الأبناء لأنها لو كانت أنجبته قبل المرة الثالثة لما أنجبت بعده، أي أنها أنجبت البنتين لتحصل على المزيد من فرص تجريب الحظ لإنجاب الولد، المهم جاء الولد وهي تعلمت ببيت أسرتها أن الولد هو السند وهو العزوة وامتداد اسم العائلة، أي أن هذا الولد كل شيء بالحياة فأعطته كل الاهتمام والحب ومساحات التسامح وتطور كل هذا ليصبح نوع رديء من الدلع والميوعه ولم تعطى بناتها أي مساحة تسامح، كما لم توليهم ذات القدر من الحب والاهتمام بل على العكس كانت البنات تخدم وتدعم وتدلع هذا الرجل السند كما تقول الأم، ومرت الأيام وكبر الولد وتعدى عمره الخامسة والعشرين ولم يحصل بعد على شهادته الجامعية لتكرار مرات رسوبه كما لم يحصل على عمل مناسب يدر عليه ولو قدر بسيط من المال يغطي احتياجاته، والعجيب أن الأم تتقبل هذا الوضع بهدوء بال غير عادي، بل تتلمس لهذا الفاشل كل الأعذار فهي ترى أن التعليم صعب وليس عقل ابنها هو الذي لا يستوعب!! كما أنها ترى أن فرص العمل محدودة وليس أن ابنها هو الذي لا يسعى للعمل!! والطامة الكبرى أنها تشعر أن ابنها متعكر المزاج لأنه لم يتزوج لذلك هي ستساعده في أن يتزوج وتقوم هي بالصرف عليه هو وبيته!!! هل هذه أم؟؟ ما معنى الأمومة لدى تلك السيدة؟؟ وهل معنى حنان الأمومة أن نفسد قدرات أبنائنا في التفاعل مع الحياة بإيجابية واشتباك حقيقي؟؟
المثال الثاني:- عندما أشاهد على الفضائيات الأمهات المكلومات وهن يبكين بفعل هروب بناتهن القصر وزواجهن من شباب من غير عقيدتهن الدينية وتبعات ذلك الزواج من حمل وأطفال، أشعر ببعض الأسى والحزن لكنني سرعان ما أفيق من هذا الشعور لأسأل وأين كانت الأم عندما دق قلب إبنتها لشاب؟؟ كانت مشغولة على ما يبدو بإعداد الطعام وتنظيف المنزل وتجهيز ملاءات وأكواب وأواني لجهاز إبنتها، كانت مشغولة بكل ما تحتاجه إبنتها من أمور مادية، لكنها لم تنشغل وسط كل هذا بالإبنة ذاتها وبمشاعرها وببنائها من الداخل لتكون شابة قوية ... لم تصارع هذه الأم مع إبنتها هجوم المشاعر وتدفقها بلا حساب في فترة النمو بأخطر مراحل العمر. لذلك هي أم لا تستحق أيضاً لقب "أم" لأنها أخلت بواجباتها وأدوارها التي يجب أن تلعبها في حياة بناتها، ومهما كانت المخططات التي نسمعها للإيقاع بهؤلاء الفتيات فإن الأسر وخاصة الأمهات تتحمل مسؤولية أكثر من تسعين بالمائة من الخطأ.
المثال الثالث :- في أي علاقة زوجية حتماً تحدث خلافات ليست هناك مشكلة في ذلك، المشكلة في الطريقة التي تتعامل بها بعض النساء الأمهات مع تلك الخلافات، ولكن للأسف وكما رأيت في الكثير النساء من حولي أن بعضهن يقمن بشحن الأطفال ضد الوالد بكل ما يمكن من وسائل لكراهية الأب والحط من قيمته ودوره، ثم ينتهي الخلاف وتعود هي –الأم- لزوجها لكن لا يعود الأبناء لأبيهم بشكل طبيعي، حيث يعاملونه بشكل متدني متدرج بمعنى وهم صغار سيكون عدم احترامهم له غير واضح في سلوكيات كبيرة لكن عندما يكبرون ويكون هو في موضع طالب الدعم والمساعدة النفسية منهم تظهر فجاجتهم وسوء تربيتهم بصورة واضحة قد تقضي على حياة الأب. هل أمثال هؤلاء السيدات المتهورات الغير قادرات على ضبط انفعالتهن يستحققن لقب "أم"؟ بالطبع لا، بل يستحققن لقب متهورات فاسدات أضعن أبنائهن تحت وطأة انفعالاتهن.

تلك أمثلة من نساء قادتهم الظروف وحدها ليبقوا أمهات فدمروا الكثير من الأشياء الجميلة تحت وطأة جهلهم. وصدقت حقاً مقولة "الأم هي اللي بتربي مش اللي تخلف بس" وحقاً فالحشرات والحيوانات كلها تنجب وكذلك النساء كلهن قد يستطعن الإنجاب، لكن من تعلم وتبني قلة منهن وقد لا ينجبن بالضرورة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف