الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إختطاف الكرامة : مصر لن تموت !!

محمود الزهيري

2008 / 1 / 19
المجتمع المدني


كانت أحداث الخميس الماضي بالقاهرة وبالتحديد بميدان السيدة زينب , وشوارعها الموصلة لهذا الميدان , والمكتظة بالحضور الأمني الكثيف الذي لم نري له سابق عهد في رعب الأجهزة الأمنية التي خشيت من غضبة الشعب المصري وارتدت الألبسة المدنية , وماكان يميزها إلا الأسلحة النارية وأجهزة اللاسلكي , والأحذية التي كانت متشابهة إلي حد كبير .
كان الرعب ليس كامناً في قلب أجهزة الأمن بجميع أنواعها وتشكيلاتها العسكرية من فرق الصاعقة والكاراتيه , وقوات مكافحة الشغب والإرهاب , والتي حالت بين وجود المتظاهرين بميدان السيدة زينب لإحياء زكري إنتفاضة الخبز الواحد والثلاثون من العام 1977 في 18 , 19 يناير , ولكن الرعب الحقيقي هو الساكن في العقل الحائر لنظام خارت قواه العقلية , وخسرعاطفته الوطنية تجاه الوطن والمواطنين , فكان لابد من فقدان العقل وإعدام العاطفة علي مفترق طرق الظلم والفساد والإستبداد واغتصاب الحكم والسلطة وهتك عرض وطن , واذدراء مواطنيه !!
إن لم تكن مصر هي الشعب الذي يحيا بالعزة والشرف والكرامة الوطنية , فماذا تكون مصر ؟
إن لم تكن مصر هي الحرية والعدالة والدستور الحقيقي والقانون وتداول الحكم والسلطة بطرق سلمية دستورية قانونية , فماذا تكون مصر ؟
هل مصر تم إختزالها في العقل المفقود والقلب الضائع لنظام سلطة الفساد في رغيف خبز غير آدمي , وكوب ماء مسمم , وملايين المرضي والعطلي والمأزومين , وملايين المفقورين والعاطلين , والمتسربين بإرادة الفساد العليا من صفوف الحياة الإنسانية الكريمة ؟!!
هل من يحكم مصر وشعب مصر يجدر به أن يهتك عرض مصر ويغتصب إرادة شعبها , ويجلس علي كرسي الحكم فيها بإرادة زعيم عصابة تتشابه مع عصابات المافيا المسلحة التي تصنع لنفسها شرعية خارجة عن إطار إرادة شرعية الشعب والدستور والقانون ؟
إن ماحدث يوم الخميس 17 يناير 2008 لهو العار بحق , لأنه حينما تتحول الدولة إلي أداة بوليسية عسكرية في يد النظام الحاكم وتقوم بأعمال الميليشيات العسكرية المسلحة , وتختطف المواطنين من الشوارع وتزج بهم في عربات الترحيلات والأمن المركزي وتستولي علي متعلقاتهم الشخصية وتعتدي علي البعض منهم بأنواع من الإهانات البدنية والشخصية , بل ويتم سب الوطن والمواطنين , فهذا هو التحول الأخطر في البقية الباقية من حياة النظام الحاكم ومؤشر حقيقي علي بدايات إنهياره وسقوطه السقوط المريع .
فما الذي تركته الأجهزة الأمنية حينما تقوم بأعمال البلطجة والإرهاب وتختطف المواطنين وتتركهم في الصحراء العارية ليلاً , بلا طعام ولاشراب , ولا ملابس تقيهم شرالبرد القاتل , وبماذا تختلف أجهزة الأمن عن العصابات والميليشيات العسكرية المسلحة ؟
وماذا كانت تقصد أجهزة الأمن ومن كان من ورائها في الأمر والتوجيه ؟
وماذا لو قتلت أجهزة الأمن المختطفين ودفنتهم في الصحراء بطريق السويس / العين السخنة ؟
وهل كان من الممكن أن يدري أحد بمثل جرائم القتل هذه ؟!!
إن المتهم والمجرم الحقيقي المتوجب محاكمته هو الأجهزة الأمنية والنظام الحاكم , لأنهما أجرما في حق الشعب , وانتهكا حقوق المواطنين بكافة أساليب البلطجة والإرهاب وأعمال القتل والجرح والتعذيب , والإيلام النفسي والبدني .
إن المجرم الحقيقي من صمت وسكن وخرس لسانه وقصف قلمه بيده , وكسرعدسة كاميرته , وأقفل باب صحيفته , وحجب عن الشعب والعالم الحقيقة .
ففي نفس التو واللحظة التي يهان فيها شعب مصر فإنه مازالت أصداء العالم الحر تستنكر مايحدث في مصر بشأن ملف حقوق الإنسان والحريات إذ أصدر البرلمان الأوروبي قراراً يدين مصرفي مسألة حقوق الإنسان , وذلك بعد إنعقاد البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورج , وحسب مانشرت صحيفة الأهرام المصرية أن :
وزارة الخارجية قد استدعت أمس سفراء الدول الـ‏27‏ الأعضاء بالاتحاد الأوروبي‏ ,‏ لإبلاغهم برفض مصر القاطع لمشروع القرار المقدم إلي البرلمان الأوروبي حول حالة حقوق الإنسان في مصر وذلك قبل إقراره أمس‏ .‏ وكان البرلمان الأوروبي قد أقر أمس في ستراسبورج قرارا ينتقد سجل مصر في حقوق الانسان ‏,‏ وأعلن رئيس الكتلة الاشتراكية مارتن شولز في البرلمان الأوروبي أن البرلمان المصري ينبغي أن يتحاور معنا في مضمون القرار إذا رآه مبالغا فيه‏.‏
وماكان من رئيس مجلس الشعب المصري أن ينتقد هذا القرار في صورة من الصورالتي يرمي بها البرلمان الأوروبي بتهمة التحيز وعدم الديمقراطية وكأن مجلس الشعب المصري هو الراعي الرسمي للحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية في مصر والعالم مؤكداً في صياغة غريبة : أن الرد المصري الحاسم تجاه مشروع القرار أحدث تأثيرا كبيراً‏,‏ وأدي إلي تمرير القرار المزعوم بأغلبية ضعيفة للغاية بلغت‏4%‏ فقط من عدد نواب البرلمان الأوروبي ‏.‏ وأوضح الدكتور سرور إنه من بين‏795‏ عضوا هم عدد نواب البرلمان الأوروبي لم يحضر جلسة التصويت علي القرار إلا ‏52 ‏ فقط أي ‏4% ,‏ وبالتالي فإن القرار يعتبر من القرارات الضعيفة‏ ,‏ وذلك بفضل الضغط المصري برلمانيا وحكوميا‏ .‏
بينما : أعرب أحمد أبو الغيط وزير الخارجية عن رفض مصر الكامل للقرار الذي أصدره البرلمان الأوروبي بعنوان الوضع في مصر‏,‏ وقال‏ :‏ إن القرار يكشف عن جهل معيب من تلك المؤسسة بوضع مصر أو كيفية التعامل معها‏ ,‏ وكذلك بالتطورات والإصلاحات السياسية‏ ,‏ والاقتصادية‏ ,‏ والاجتماعية التي شهدتها مصر خلال الأعوام السابقة‏ .‏ وأضاف أبو الغيط أن مصر لا تحتاج إلي تلقي دروس من أي طرف‏ ,‏ وبالذات إذا اتصف هذا الطرف بقدر عال من العنجهية المشوبة بالجهل‏ .‏
وفعلاً أوروبا كما أراد لها أحمد أبو الغيط جاهلة وعنجهية في مؤسستها الضخمة المتمثلة في البرلمان الأوروبي , ولا أدري ماذا يمكن أن يفهم من ترجمة كلمة عنجهية مشوبة بجهل حينما يقرؤها أعضاء الإتحاد الأوروبي , صاحب الإعانات والمعونات لمصر, والذي يموت المصريين غرقي أمام شواطئه ؟!!
وأقول ماذا يمكن أن نصف ماحدث يوم الخميس 17 يناير 2008 في وضح النهار من اختطاف لنشطاء حركة كفاية حال كونهم مواطنين مصريين , وليسوا من مواطني الإتحاد الأوروبي ؟
إنها رعاية وحماية الحريات العامة والخاصة , إنها الديقراطية في أبهي صورها وأمجد شموخها , إنها ديمقراطية تبادل الحكم والسلطة , لاديمقراطية التوريث وإغتصاب الحكم والسلطة بالقهر والغصب وهتك الأعراض وانتهاك حرمة المواطنين والأوطان !!
إنها أوروبا بشعوبها , وليست أوروبا بحكامها !!
إننا لم نسمع في أوروبا أن هناك دولة سارت حسب تعليمات السيد الرئيس !!
ومن ثم فإن مايحدث في مصر يتم بتعليمات من السيد الرئيس !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. صعود أقصى اليمين بالجولة الأولى من الانتخابات يثير ق


.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |




.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال


.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ




.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا