الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسْالة مُغلقة إلى القيادة الكرُديّة : هل نحنُ عِراقيوّن أمْ كُردستانيّون؟

زياد الأيوبي

2008 / 1 / 20
المجتمع المدني


الأشقاء الأعزاء قادة الشعب الكردي و أمناء أهدافه المطاطية السامية ... السلام "عليكما" و رحمة الله و بركاته.
في البداية، أشد على يديكم غير متملق أو متزلف، و أستميحكم عذرا لهذا الاقتحام المفاجيء لجدول اعمالكم المليئ بالمشاكل العصية و القرارات الصعبة مما يمليهم متطلبات التحولات المصيرية و الواقع المأزوم لمنطقتنا، اذ ان الحديث اليكم عملا بالقوانين المرعية، يستوجب المرور بسلسلة المراجع والمستشارين ، غير أن عشمي فيكم كبير الا تتحسسوا من إثارة أسئلة مدوية تنكأ الجراح و تثقل الخواطر، كونكم غرر القوم ممن تحملون قيمنا الروحية الثابته وتعلمون أن عزتكم مستمدة من عزة شعبكم و إن سلطتكم نابعة من أيماننا بقضيتنا العادلة و إن سلاحكم الظافر في كل المعارك كانت ولم تزل جماهيركم الابية..
أخوتي الأفاضل ... أن سؤالي اليوم ليس في حول على الفهم ولا يحتاج الى تقديم مسهب، و أنتم تتمتعون بالوفير من مزايا الكفاءة وخصائص القيادة عملا وتنظيرا و تأثيرا ، فالركن الاساس لأي طرح سياسي هو ان يكون ممكنا بالدرجة الاولى وأن ترتقي الى مستوى الطموح الجماهيري بالدرجة الثانية بعيدا عن الشعارات والوعود الرومانسية والتحليق في فضاءات الوهم ، غير أن ليس كل إنجاز في حدود الممكن ينفع أن يكون بديلا مقنعا عما ترتئيه الجماهير حقا طبيعيا لها وطموحا راسخا دفعت ثمنه مظالـما ومجازرا و أشلاءً و دماء.
إن من أولويات المسؤوليات التأريخية للقيادة الطليعية الواعية هي عملية التفاعل المتبادل بينها وبين الجماهير من أجل تفعيل قواها الكامنة بغية توحيد الارادة في عملية التطور فكرا وعملا، ومثل هذا التفاعل الخلاق حريّ بأن يحول دونكم والوقوع في تقديرات خاطئة والرضوخ لحلول ملوثة عانينا منهم الامرين عقودا في ظل المسخ البعثي والدجل العروبي وخطابهم الاستفزازي المستبد والذي اتسم بالكذب والنفاق والمداهنة و افتقر الى أبسط مفاهيم الحرية والعدل والقانون.
ولقد برهن لكم الشارع الكردي بأنه يملك سلفا قناعة بعدالة قضيته وشرعية طموحاته ولا يحتاج إلى من يلقنه دروسا في الوطنية والتضحية والايثار، والاستفتاء الشعبي الذي جرى على رؤوس الأشهاد والذي ناشد حق تقرير المصير والاستقلال التام في دولة كردستان أظهر جازما ميول الشعب و تطلعاتها الحقيقة، هذه التطلعات المشروعة بقوانين الأرض والسماء ، والتي أهملت من جانبكم و افردت إفراد البعير المعبد بدلا من ان تقدم كمشروع الى الحكومة التنفيذية المنتخبة و تنقل الى السلطة التشريعية حتى يجرى التصويت له او ضده ، كما ان السلطة القضائية والمفترض بها ان تكون المراقب المحايد لسير هذه العملية التزمت هي الاخرى سكوتا يلفه الارتياب من قدراتها جاعلين من العملية برمتها وكأنها ممارسة تخريبية مواربين الباب على مصراعيه لسفاسف المهرجين و لكل شامت رخيص و متربص سفيه و قزم بليد وكل من يفتقر إلى أدنى مقومات الشجاعة من تنظيمات هلامية و تجمعات طحلبية تسفِّه القيم وتدِّني المفاهيم، ليستلوا خناجرهم المسمومة ويزرعوها في جسد شعبنا الابي غيلة و نكاية ساعين إلى حشد العداء وتكالب المتربصين في عبارات لايمكن تردادها لإنحطاطها وسفالة قائليها ، فإن كنتم يا سادة لا تأخذون برأي الشعب ففيم إستفتائهم؟ وماذا كنتم تنتظرون من شارع يتبعكم –مع الاسف - كما القطيع للراعي؟ هل توقعتم نتيجة يرضي هذا المحيط الأهوج ؟ واية قيمة لرأي يرضي الجميع؟
لقد وافى الشعب بكل تعهداته، ولقد سمعتم الجعجعة و رأيتم الطحين، و عقدة الريب قطعت باليقين ، ونتيجة الاستفتاء خرقت بكل شجاعة كل الحدود المزورة و غربلت كل المقدسات الكاذبة، وجائتكم الجماهير بالقول الفصل .... فعذيركم ؟ ولسان حالنا يقول: فإما حياة تسرّ الصديق وإما ممات يغيظ العدى!.
فهل نحن يا سادة – كوردستانيون – أم عراقيون ، فمن يطارد هدفين في نفس الوقت سيفشل في الحصول على أي منهما - وكلا الخيارين جرح هذا يسيل وذاك لا يلتام - و قد أبهم علينا الامر وصار خطبا لا عهد لنا بفك طلاسمه.
فأن كنتم قد قررتم باننا عراقيون فالاولى بكم أن تحثونا على النظر للمصالح العامة للعراق وتثبيت ركائزه أولا، ودعونا من العنتريات التي لاتستند الي اي حساب دقيق ولا تتعدى بالونات أختبار لتجارب معروفة النتائج مسبقا ولا تحملونا مالا طاقة لنا عليه ففي كل الاحوال عين الرضا عن الكرد كليلة.
وأقترح البدأ بتثقيف الكرد عن ماهية الفيدرالية واهميتها ونسبة نجاحها في العراق (بلغة مفهومة) خصوصا بين اهالي ضحايا حلبجة والانفال والمقابر الجماعية والسجون المظلمة وتقديم الضمانات الكفيلة بأن مآسيهم سوق لن تتكرر، وعقوبة المدانين ممن حكموا العراق بالنار والحديد وانصارهم ، كما لابد من بناء هوية عراقية جديدة و اعادة الثقة بين السنة والشيعة وبين الكرد والعرب والتركمان والاشوريين والكلدان والصابئة على اسس وطنية بعيدة عن الاهواء الحزبية والعشائرية والطائفية.
فأيا نحن فإنا و إياكم على الدرب ماضون ولو كره الواعون والمثقفون ، وايا تختارون فأمضوا و نحن القطعان المأمورة من ورائكم ولسوف ترون تسابق المتملقين في إبداء الولائات لكل صفقة تطبلون لها و تزمرون، فبفضل ارشاداتكم الحكيمة جعلتمونا كالقردة نرقص على كل الانغام مهما بلغ فيهم النشاز والخروج عن المألوف ، ومن يسول له نفسه ان يمس أختياركم بسوء سنريهم الهرف وأيمن الله ... أنبؤونا مع نوفل الشكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية