الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلم العراقي و -المودة- الاسلامية

محيي هادي

2008 / 1 / 20
المجتمع المدني


لا يخفي على أحد بأن العلم العراقي الحالي، ذا النجمات الثلاث، هو من نتاجات الفكر القومي-البعثي-الإجرامي. و إذا كان البعثيون قد فسروا النجمات الثلاث بأنها تعبير عن الوحدة الفاشلة بين الدول الثلاث: مصر و سوريا و العراق، ثم تحول هذا التعبير بعدئذ إلى الكلمات القومية: وحدة، حرية، اشتراكية، فإنها بالنسبة لي طعنات ثلاث، من الطعنات التي قام بها المجرمون البعثيون ضد الامة العراقية.
و لقد استغل المجرمون البعثيون "المودة" الاسلامية، أثناء الحرب ضد الجارة ايران، ليضيفوا كلمتي "الله أكبر" على هذا العلم الدموي، و لتكون هاتان الكلمتان مضادتين لكلمة "الله" أو "لا إله إلا الله" المنقوشة على علم إيران.

و بعد تحرر العراق و سقوط الصنم واصل ساسة العراق الحالي، و بضغوط أعوان الصنم في الجامعة العربية، على نفس العلم البعثي، إلا أنهم و حفاظا على "المودة" الاسلامية، غيروا نوع خط كلمتي "الله أكبر" من الخط الصنمي إلى الخط الكوفي، ففي إعتقادهم أن الخط الكوفي هو أكثر إسلامية من سابقه الدموي.
و اليوم، و بعد احتجاجات و اعتراضات كثيرة، يصر الحكام العراقيون الجدد على نفس العلم و لكن بتغيير لون كلمتي "الله أكبر" من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر، على اعتبار أن اللون الاصفر موجود في شمس علم الأكراد. و إضافة إلى ذلك فإنهم غيروا تفسير النجمات-الطعنات الثلاث إلى تفسير إسلامي جديد عجيب، فأصبحوا يقولون انها تعني: السلام، التسامح، العدالة.

عن السلام: وعلى الرغم من أن كلمة الاسلام هي مقاربة من كلمة السلام، و يرغب اهل السلام المسلمين أن يكون كذلك، إلا أن التاريخ الاسلامي يشير إلى عكس ذلك، لا بل أن آيات السلام قد نسختها آيات الحروب و السيف.
و عن التسامح: هل حقا أن المسلمين متسامحون. إن الاحداث الحالية التي نراها في العراق لا تدل إلا على أنهم ليسوا أبدا بمتسامحين ببعضهم وبأشباههم فكيف يكون هذا التسامح مع الغير!!
و عن العدل: فإن العدالة التي نراها اليوم هي الفساد و تكنيز المال التي يقولون أن الاسلام يحرمها.
هذا هو الواقع، و هو حقيقة نراها اليوم مثلما قرأناها عن السابق، أما الاحلام فهي شيء آخر.

و عن تبديل اللون الاخضر إلى اللون الاصفر أود أن أذكر للاسلامويين أن اللون الاصفر، كما يفسرها كثير من الاكراد، هو تعبير عن لون النار المجوسية، فهل يريد المدافعون الاسلاميون عن بقاء العلم العراقي على حاله، و لكن مع لون أصفر، أن تحرق النار المجوسية كلمتي "الله أكبر"؟. هذا من ناحية، و هل يرضى الاسلاميون أن تحرق كلمتي الله و تداس تحت الاقدام عند وجود احتجاجات ما؟ إن هناك اسلاميون شيعة يطعنون في عثمان بن عفان لأنه أمر بحرق بقية "القرآئين" بعد الاتفاق على قرآن واحد، هو القرآن الحالي كما يقولون، لوجود كلمة الله فيها، و أن حرق كلمة الله حرام!!

إن العلم البعثي مهما حالوا تبديل لونه أو تغيير تفسير معانيه هو علم بعثي يمثل الاجرام الذي قام به مجروموه على أرض الوطن. فيجب أن يُبدل كاملا بدون تعثر و تخوف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | ماذا بعد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إ


.. تباين ردود الأفعال الدولية حول مطالبة -الجنائية الدولية- باع




.. محاكمة غيابية في فرنسا لـ 3 مسؤولين سوريين بتهمة ارتكاب جرائ


.. الحكم بإعدام مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بالمنصو




.. بايدن يهاجم طلب الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت.. -أ