الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الام وعلام اللطم وضرب الزناجيل والتطبير يا شيعة العراق ؟

ناديه كاظم شبيل

2008 / 1 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


انطلقت ثورة الامام الحسين في اواخر 60 هجريا وانتهت بفاجعة كربلاء سنة 61 هجريا . قدم الامام الحسين الى كربلاء بعد ان تلقّى الاف الرسائل من اهل العراق يحثونه فيها على القدوم الى العراق ،والتصدي ليزيد بن معاويه ،لما عرف عنه من ظلم وجور وخروج عن المنهج الصحيح في ادارة امور البلاد والعباد ، بناء على ذلك قدم الامام الى العراق مع اهل بيته ، للوقوف بوجه الحاكم الطاغية اولا وايقاظ ضمائر الناس التي اماتها الخوف من فتك الجبابرة المتكبرين ثانيا .واقامة الحكم العادل حيث يكون فيه جميع المواطنين كاسنان المشط ثالنا.
لم تكن ثورته طلبا للسلطه بل كانت هدفا اسمى من ذلك وهو احقاق الحق وازهاق الباطل ، وذلك بنزع الخوف من قلوب الجماهير ،واعلانها صرخة مدوية بالرفض القاطع لانتخاب الظالمين والمستبدين لادارة شؤون الدوله ،والدفاع عن القيم والمثل الانسانيه العليا ، ولكي تكون ثورته مشعلا للاجيال القادمه ، كي لا يستسلوا لواقعهم المرير خوفا على حياتهم او حياة احبتهم ،ولذا نراه اصطحب في ثورته العملاقة تلك ، اقرب المقربين اليه من ال بيته بما فيهم الكبير والصغير .
كانت الجماهير الرافضة لحكم المستبدين هي طاقة الثوره ، ثورة الانسان على واقعه المرير ،لبناء مجتمع متكامل ،فالانسان بطبيعته حر ،يرفض الاستكانة والعبودية مهما طال ليل الظلم ، فالثورة هي القوة الجماهيرية التي تعيد توازن المجتمع ،لينعم الجميع بالحرية والعدالة الاجتماعية ، ولا يتم ذلك الا من خلال التضحيات الجسام ،والصمود الى ان تنطلق شرارة الثورة لتمتد الى كل الجماهير وتوقظ فيها الاحساس بالرغبة في الموت او النصر .
الذي حدث ان موقف اهل العراق المتخاذل ،وتخليهم عن الامام في احرج الضروف ،وتركه وال بيته واخلص اصحابه يواجهون جيوش الاستبداد دون ناصر او معين ، وترك اطفاله يتساقطون في ساحة المعركة واحدا تلو الاخر ، وترك شقيقته تواجه النيران التي اضرمها اهل العراق في خيامهم ، جعل كفة النصر العسكري وليس المنهجي لصالح يزيد .
بدل ان يستيقظ الضمير في شخصية الفرد العراقي بعد واقعة كربلاء ، ويسيرون على خط الامام برفض اعداء الشعب والتصدي لهم ،وفضح الاعيبهم بمقدرات الشعب ،وبدل ان يسعوا لاقامة حكومة ديمقراطية عادله ،تمثل الشعب في تطلعاته في العيش الكريم ،دون خوف او وجل من احتكار سلطة او سلعة ، نراهم يتخذون من هذه الثورة العملاقه ،مجرد ذكرى ، يتفننون فيها في ابتداع المسرحيات ،من خيول وسيوف ،واشعال نيران في الخيام وصراخ وعويل للنساء والاطفال ، ثم اللطم وضرب الزناجيل ،والقامات ، حيث الدماء تغطي وجوه الرجال وحتى الاطفال الرضّع ، ظنا منهم انهم قد كفّروا عن تخاذلهم عن امامهم وعن استسلامهم لحكام الجور .
ان ما نشاهده على الساحة العراقية يدمي قلب الحسين ، فالحسين يريدها نهضة فكرية ،وثورة بوجه المستبدين ،وليس مسرحية تثير الشجون اياما معدودات وينتهي الامر . لقد مر العراق بنكبات وويلات وخراب ودمار شامل ،واهل العراق يغطّون في سبات عميق ، لا يستيقظون فيه الا لضرب الرؤوس في عاشوراء ، وكأن العراق لم يشهد الا عاشوراء واحدة هي عاشوراء كربلاء ، ان كل يوم يمر فيه اهلنا في العراق حيث تنتهك الاعراض ،ويقتل العلماء والاطباء والاساتذه هو عاشوراء ،وكل يوم تلقى فيه الجثث بلا رؤوس في مياه دجلة او شوارع بغداد هو كربلاء ،وكل يوم تنتهك فيه اعراض العراقيات هو كربلاء ، في كل قطرة دم تسال ومن كل الاديان والقوميات على ارض العراق هو كربلاء ، في كل يوم يقتل فيه اعلامي او اعلامية لا لذنب الا لفضحهم واقع العراق المشين هو كربلاء . في كل يوم يتشرد فيه العراقيين في العراء او في ارض الجوار هو كربلاء .
وضوءكم باطل سادتي العلماء ،لان لون الدم هو الغالب في نهري دجلة والفرات ، طعامكم حرام سادتي العلماء لأن اشجاركم سقيت بدماء الشهداء ، حجكم غير مبرور وسعيكم غير مشكور لأنكم آثرتم انفسكم على الفقراء والمساكين ،فحججتم اربعا والفقير لم ينل ولا حجة واحده ، تحزبتم وتعصبتم وتركتم الشعب يخوض في بحر من الدماء والخوف والجوع والحرمان .تعلموا الثورة من الامام الحسين ،ثورة فعلية يضحي فيها المرء بالغالي والنفيس من اجل الملايين التي تشكوكم بصمت الى الله ،ولكنها عندما تثور ستكونوا انتم وحكام الجور وقودا لاشعال ثورتها العارمه .
ان الاعيبكم ومسرحياتكم وابتكاركم لكل اساليب جلد الذات ، ما هي الا حسدا وغيرة منكم لتلك الثورة المعطاء التي صار فيها الحسين واله رمزا للشهادة والفداء من اجل اعلاء كلمة الحق ، بينما انتم لا زلتم في سباتكم العميق ،غير ابهين بكل ما تتعرض له النساء من ترمل وقتل وسبي ، ان صمتكم عن كل هذا هذا يدمي قلب الحسين الف مرة في اليوم ، ادخلوا البسمة الى ثغر الحسين من خلال نصرة العراقيين والعراقيات ، اطلقوها صرخة تصل الى عنان السماء : لا لآميركا ، لا للغزاة ،لا للوهابين والتكفيريين، لا للطائفية والعنصريه ،لا للفكر الواحد ،بل نهضة جماعية لكافة شرائح المجتمع العراقي ، وبروح عصرية متطوره ،تواكب تقدم الامم والشعوب










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذه الفاضله
وليد الاسدي ( 2010 / 12 / 30 - 07:53 )
ان الشعائر الحسينيه هي نابعه من روح ثورة الامام الحسين
انتي ذكرتي التطبير لبعض من المحبين وهذا الشي هو من قناعه الشخص
ولكن لم تذكري المجالس الحسينيه التي تقام في جميع دول العالم
التي تعمل على توعيه المجتمعات المسلمه وتعرفهم بالدين الاسلامي الصحيح
ونهج نبينا محمد وال بيته الطيبين الطاهرين ان للشعائر الحسينيه دور كبير في نشر الدين الاسلامي في جميع دول العالم الممثل بالمنبر الحسيني
اتمنى ان لا تنزعجي من ردي هذا
مع جزيل الشكر


2 - التعبير عن حب الامام هو السير على نهجه الشريف
ناديه كاظم شبيل ( 2010 / 12 / 30 - 10:11 )
اخي وليد
تحيه طيبه
اشكر تعليقكم على وجهة نظري في التعبير عن حب الامام الحسين عليه السلام
وانا واحده من محبيه ، ولكن التعبير في الحب يختلف من شخص الى اخر
انا ارى ان توعية الناس وبالاخص البسطاء على محبة الامام من خلال اتباع نهجه في الحياة ، وتواضعه الجم ، وحبه لعمل الخير ،ان كل ماتذكره الحسينيات هو اللطم والبكاء ، التي نهى عنهما الامام عليه السلام في وصيته للعقيله زينب ، فكيف بباقي الشعب ،في رأيي المتواضع لو حمل كل حسيني فسيلة نخل وزرعها في الطريق الذي سار به الركب العلوي ، وحفر ابارا لسقيا العابرين لاصبحت صحراء العراق واحة وارفة الضلال ،وحبذا لو اطلق عليها لقب الواحة الحسينيه ، اليس هذا عملا ايجابيا يرضى عنه الله والامام ام ان التطبير والزناجيل افضل ؟ .

اخر الافلام

.. لماذا تخشى الكنيسة الكاثوليكية الذكاء الاصطناعي؟


.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضي المقدسة بالصلاة في المسجد




.. ساعة حوار | برنامج -مراجعات- يكشف شهادات من داخل جماعة الإخو


.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضى المقدسة بالصلاة فى المسجد




.. 26-An-Nisa