الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنصار المهدي بين المغالاة والخروج عن العقيدة

سلام خماط

2008 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يتطلع مجتمع ما نحو النهوض والتقدم فلابد له ان يسعى لاستثمار كل الطاقات المعنوية والمادية لهذا النهوض من أجل الارتقاء بالواقع المعاش إلى المستوى المطلوب ,لان الإنسان يتمتع بقابليات تجعله قادرا على صنع الحياة .
وما التعايش السلمي واحترام الأخر إلا أساس من أسس التنمية الإنسانية ونتاج من نتاجات العقل ,وان الأفكار الإنسانية التي ابتدعها العقل البشري أصبحت سلاح في صراعه المستمر مع رموز الشر وقوى الظلام ,وان الإعلام الحر هو من نتاج الديمقراطية ,والديمقراطية الحقيقية تتطلب وجود مواطنين ينظرون إلى أبعد من مجرد مصالحهم الشخصية والفئوية ولديهم الحرص الحقيقي كذلك على المصلحة العامة للمجتمع.
إلا إن بعض المجتمعات طغت عليها حالة الجمود بسبب بعض الأفكار التبريرية التي تدعو إلى الاهتمام بالقضايا السطحية على حساب القضايا الأساسية والمصالح الحقيقية ,
إن بعض المعتقدات والشعائر الدينية والتي لا تمت لجوهر الدين تشكل خطرا حقيقيا لتطلعات المجتمع نحو التقدم ,والتي تؤكد على الزيف والمغالاة وتقف ضد القيم الأخلاقية وتعمل على تهديم الوحدة الاجتماعية,إلا إن الفهم الصحيح للمعتقدات يبقى رهنا للوعي السليم لها .
وحين يكون الفهم خاطئا والوعي ناقصا ,تصبح هذه المعتقدات والشعائر مجرد طقوس أقرب منها إلى الأوهام ,عندها تتحول إلى عوائق أمام مسيرة التقدم في حركة المجتمع .
إن المعتقدات الصحيحة يجب أن تكون باعثا للإصلاح ويجب إن تشكل دافعا لتحمل المسؤولية تجاه قيم الحق والعدل ,والتي ستقود العقيدة حركتها على المستوى الإنساني العام .
لكن نجد إن بعض الحركات المتخلفة تحاول صرف هذه العقيدة عن معانيها وأهدافها وتحولها إلى أفكار هدامة مستغلة بعض المناسبات الدينية وتحويلها إلى صدامات دموية يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء ,فبدل أن يكون الاعتقاد بالإمام المهدي (ع) ملهما للأمل ودافعا للإبداع ,أصبح ضمن هذه التوجهات سببا للركود وفقدان التطلع إلى إمام ,وجعلوا من غيبة الإمام غيبة للأمة وغيبة للنهج الرسالي من الحياة.,والمفروض هو العكس من ذلك تماما حيث يجب تكون الغيبة تضاعف مسؤولية الأمة وتزيد مهام ووظائف أصحاب العقيدة الصحيحة من أتباع نهج الإمامة .
وتكون الغيبة كذلك دافعا للعلم والعمل وإحقاق الحق ومحاربة الباطل من خلال تأدية الفرائض والابتعاد عن كل ما يضر الناس مهما كان لونهم وجنسهم ودينهم .
فهنالك تحديات تواجه العراق على الصعيدين الداخلي والإقليمي,وان أخطر وضع يصل إليه البلد هو انشغال أبناءه وطوائفه بمشاكل جانبية حتى وصلت هذه المشاكل إلى أبناء الطائفة الواحدة متجاهلين القضايا الكبرى من احتلال وفساد إداري ومحاصصة وصلت حد النزاعات المسلحة ,ولا يعلمون بان هذه التناحرات إنما يغذيها المحتل الغاشم .
هنا أود إن أذكر بما صرح به هنري كيسنجر مخطط السياسة الاميريكية بعد قمع الانتفاضة العراقية عام 1991عندما أعلن: إن الولايات المتحدة الاميريكية لا تسمح بقيام نظام مركزي قوي في العراق (بعد سقوط صدام ) بل تريده عراقا ضغيفا ومريضا تعطيه الجرعة في الوقت المناسب.
من هنا فان الإطراف المختلفة تسعى إلى إحراز الانتصارات الداخلية على بعضها البعض ,بينما يقف المحتل ساخرا من الجميع .
لقد اجتهد المسلمون في العصور السابقة لحل مشاكل المجتمع بالإضافة إلى أثراء حركة المعرفة ,ولهذه الأسباب بقيت الحضارة الاسلامية في تفاعل مع الزمن ان لم تكن قد وصلت إلى مستوى الريادة .
هنا نستطيع القول يجب على علماء الدين بمختلف مذاهبهم ان يتباروا ويتنافسوا ليسجلوا انجازات تحسب في رصيد الإسلام لتؤكد حضوره كدين وفكر ومنهج على الساحة العالمية.
فالوطن والعمل من اجل سعادة الشعب هو المعيار الحقيقي عندما تتنازع الافكار ,فبدون الوطن لا تكون أي قيمة لأي شخص مهما كان ومهما ادعى.
سلام خماط










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ