الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولماذا لا نتظاهر... ؟!

بيتر صموئيل

2008 / 1 / 25
المجتمع المدني


أسئل هذا السؤال الى كل من اشترك يوم الابعاء 23 /1 /2008 فى مظاهرة هى الكبيرة من نوعها و ربما لم تحدث فى مصر منذ وقت طويل لدرجة انها اربكت المرور فى وسط البلد وأضطر الامن للتدخل لتسهيل المرور والسير ، وهذه المظاهرة عبارة عن احتجاج عن ما يحدث للأخوة الفلسطنيين كل يوم من قتل و ذبح و إهدار لكرامة الكبير منهم و الصغير ، وأسئل هذا السؤال أيضا لكل مواطن ترك مكان وظيفته وصرف الوقت والمجهود للمشاركة فى هذا المظاهرة حتى يصل احتجاجه و تعبيره عن رأيه الى من يهمه الامر ولكى ما تُحل قضية الشعب الفلسطينى الشقيق و يعيش فى امان و سلام ، و هذا شعور طيب و محمود ان يشترك الناس فى ضيقات جيرانهم من البلدان المجاورة، و لكن السؤال الذى أقصده هو
" لماذا لا نتظاهر " – بهذا الشكل الكبير الغير معتاد علينا طالما هناك حق التظاهر- حينما نرى كل يوم الملايين من شبابنا يجلسون بلا عمل و لا دخل و لا يجدون ما يفعلونه سوى الجلوس على المقاهى طوال النهار؛ والمشاكل و العراك باليل فى البيوت مع الاهالى ،
و لماذا لا نتظاهر أيضاً عندما نعرف ان الكثير من المصريين تحت خط الفقر وان دخل الكثير منهم لا يتعدى دولار واحد و هذا حسب التقارير المنشورة حديثا و ليس افتراء ،
و لماذا لا نتظاهر حينما يغرق مئات المصريين سواء فى عبارة أو قرب السواحل الإيطالية أو التركية فى محاولة للبحث عن لقمة العيش حتى ولو كان الثمن هو الموت ، و لماذا لا نتظاهر حينما تُرتفع الاسعار كل يوم بشكل جنونى سواء أسعار السلع الغذائية او اسعار العقارات من شقق و محلات بشكل غير طبيعى ولا يستطيع أحد ان يوقفها ، و لماذا لا نتظاهر أيضا حينما نقف كل يوم امام افران العيش فى مسابقة للحصول على رغيف الخبز قد يصل وقتها (أى المسابقة) الى عدة ساعات و فيها يفقد الانسان كل شىء من و قت و جهد و كرامة و أحيانا يفقد دمه ، ولماذا لا نتظاهر حينما نرى الفساد فى الكثير من المصالح الحكومية – وهذا الكلام بشهادة الحكومة نفسها أن المحليات مليئة بالفساد-
و حين يحاول أى منا قضاء مصلحته يجب أن يدفع إكراميات و مجاملات وشاى لكى لا تتعطل مصلحته و يفقد وقته ومجهوده ، و السؤال هنا لماذا لا نتظاهر إذن عندما نرى و يحدث فينا كل يوم كل هذه المأسى و لكن عندما يحدث مكروه الى أى أحد اخر؛ نجرى كلنا و تُرفع اللافتات و تتعالى الكلمات والصرخات ونصرف الوقت والجهد من أجل التعبير عن أرانا فى ما يحدث لغيرنا، و لا أقول هنا ان المظاهرة من أجل حصول الاخوة الفلسطنين على حقوقهم امر لا قيمة له ، إطلاقا لم أقصد هذا و لكن ما قصدته هو انه بالأولى على الشباب و الشعب المصرى ان يتظاهروا من اجل ما يحدث كل يوم للمواطن المصرى من إهدار لحقوقه و كرامته وما يعانيه المواطن من فقر ومرض وبطاله وفساد ، وهذه دعوه لكل الشباب أن يعبروا عن رأيهم بالأسلوب المناسب المسموح به جراء لما يحدث لهم ولذويهم كل يوم من إهانه و إهدار للحقوق و الكرامة و حزن ويأس من الحالة التى وصلنا اليها، ومن أجل هذا أطالب الشباب وأقول لهم تعالوا نتظاهر من اجل الأخرين بعد أن نقضى على كل مشكلاتنا و تذهب كل همومنا و نستريح من مشقة الوقوف فى طابور العيش و يجد كل منا الوظيفة المناسبة له دون وسطة او تحيز و يجد كل مواطن الكرامة و الادمية و الاحترام فى وطنه و الحياة الكريمة ، حينئذ نستطيع ان نتظاهر من أجل جيراننا و أشقائنا و نطالب بحياه كريمة لهم و نتظاهر ونرفع اللافتات من أجلهم ومن اجل أمنهم و سلامتهم، وأقول هذا حتى لا يقال علينا " إننا زى القرع ....نمد لبره" بمعنى اننا نتظاهر من أجل أشقائنا ولا نتظاهر من أجل الحصول على حق أنفسنا فى الحياة حياة كريمة، فبالأولى نتظاهر لأجل مستقبل أفضل لبلدنا ولشعبنا و حياة كريمة لنا جميعا فى هذا الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السوريون في إقليم كردستان يتمسكون بحلم العودة إلى م


.. Ctجولة مفاوضات جديدة تنطلق في مسقط بين الحكومة اليمنية والح




.. إطلاق نار مكثف صوب خيام النازحين بالمواصي


.. شهادات صادمة من سجن سدي تيمان عن عمليات تنكيل وحرمان وتعذيب




.. دوجاريك: القيود المفروضة على الوصول لا تزال تعرقل عمليات الإ