الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة العقد النفسية

باسنت موسى

2008 / 1 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أتعجب من إحتلال رجل الدين شيخاً كان أو قساً لوظائف لا تناسب طبيعة إعداده الديني المحدود والملتزم بفهم وشرح العقائد الدينية لأتباع الدين الذي ينتمي هو له، لكن ولتقديسنا المفرط لزي وقيمة رجل الدين في حياتنا منحناه حق الإفتاء فيما هو خارج نطاق تخصصه الديني وعلى الرغم من فشله الواضح في الحديث عن ما لا يخصه إلا أننا سعدنا بهذا الفشل لعده أسباب منها أنه يحافظ بفشله في التعليم هذا على ثوابتنا الإجتماعية المريضة الجامدة ويؤكد نظرتنا المتخوفة من الله رمز البطش والعقاب في حياتنا وليس كما يجب أن يكون رمز الحنان والأبوة والتفهم.
منذ ساعات وقبل كتابة سطورى تلك كنت أتابع برنامج إجتماعي على إحدى القنوات الدينية وحقيقة أنا لاأفضل تلك القناة أو حتى مذيعة البرنامج لكنني عندما أوجه نقد أعمل على تنحية مشاعري الشخصية جانباً حتى لا أبدو منفعلة النقد بلا منطق يوضح رأيى الذي ينبغى أن يبنى على أساس واضح لأكون محترمة ويحترمني الآخرين.
المهم بدأت المذيعة بسؤال ضيفها رجل الدين عن أسس وحدود العلاقة بين الخطيب وخطيبته؟ فرد سيادته أنه تجنباً للإنحرافات الجنسية التي قد يؤجهها الحب والعاطفة على كل خاطب أن يحب خطيبته بشكل روحاني وينظر لجزء من علاقتها بها على أنها أخت له, أما ما يخص هل يحق له أن يمسك يدها أم لا؟ فهذا سؤال تتوقف الإجابة عليه وفق رأي سيادته على مدى تأثير ذلك السلوك على الشاب الخاطب فإذا كانت تلك "المسكة" تؤثر عليه سلبياً وتمنحه خيالات جنسية مدمرة له في المساء فعليه فوراً أن يبتعد عن هذا السلوك المشين وليؤجل الأمر لما بعد الزواج حيث يكون كل شيء متاح في إطار من الشرعية الدينية والإجتماعية, إلى هنا وأنتهى البرنامج وباقي التفاصيل الخاصة بالحلقة لا تفيد القارىء في شيء بل ربما تصيبه بنوبة صداع وضغط دم مرتفع كما حدث لي بعد المشاهدة حيث أنني ولا أعرف هل لفرط حساسيتي أم لحده شخصيتي عندما أسمع حديث لا قيمة له يبث خرافات وسموم أشعر بأن الدم يتدفق بقوة وعنف لرأسي مما يسبب لي آلام الصداع الشديد والضغط العالي ويبدو أنني لو بقيت بذلك التأثر لسوف أموت سريعاً لأن واقعنا ملىء بالمثيرات السلبية التي ترهقني حقاً.
نعود للحلقة وما أرغب أن أعقب عليه وذلك وفق أسس علمية قرأتها دون أن أتطرق لمدى موافقة تلك الأسس للمجتمع أو الدين، علاقة الحب بين الرجل والمرأة تكونها عدد من الإنجذابات بين الطرفين منها الفكرية والعاطفية إضافة للجنسية أيضاً وليس معنى أن ينظر طرفي علاقة خطوبة وبالتالي زواج بأنهم يشعرون بإنجذاب ورغبة جنسية في الآخر أنهم مخطئين بل أنه من الكارثة أن نقول حب خطيبك أو خطيبتك في جزء من فكرك كما تحب أخوتك هذا حقاً كارثي, فنحن بهذا نخلط أنواع الحب ولانفهمها وهذا يشوه داخلنا الإنساني وينكر ويحتقر رغبات هي ليست دونية كما نظن بل هى قمة التواصل ودليل على عمق الحب.
ولا يمكن أن يكون العالم من حولنا يتحدث عن فهم جديد وإعادة صياغة لمختلف العلاقات الإنسانية ونحن مازلنا نتحدث ونهتم عن مدى إجازة أن يمسك الخطيبان وهل هذا يؤثر سلبياً بخيالات جنسية على الطرفين أم لا؟ ماينبغى أن يدركه الشباب الذكور أنهم ليسوا كائنات جنسية بل أن الشاب عندما يتوتر وتتكون لديه مشكلات لكونه تلامست يده مع فتاة عليه أن يعالج وأن يعتبر سلوكه هذا ليس دليل أنه مهذب ورفيع الأخلاق بل أنه غير مهذب الشخصية ويسير بفكر جنسي طوال الوقت والدليل أنه مع أقل المحفزات يسيل لعاب ظمأه وتظهر نتائج الحرمان والكبت الذي يعيشه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات