الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس في الاختلاف

وديع شامخ

2008 / 2 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن أية ظاهرة وفق المنطق العلمي لا بد أن تخضع إلي أكثر من سبب لدراستها والوقوف علي نتائجها، فكان لعامل التكرار الحكم الفيصل في اهتمام العلماء لتفسير الظواهر الطبيعية، ومن الظواهر الطبيعية إلي الظواهر البشرية، ظهرت علوم مختصة في حقل الدراسات الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الإدارة، وسوف لم ينتصب لهذه العلوم شأن، إلا بعد أن دخل التاريخ والأدب كحقلين قابلين للفحص والمعاينة خارج سطوة الوقائع المقدسة والأدب النبيل.
لقد تشابكت هذه العلوم الفتية علي دراسة الظواهر الاجتماعية التي لا تخضع لتكرار المنطق العلمي الصارم،
لأن هذه العلوم الإنسانية تبحث أصلاً في دراسة المجتمع البشري والفرد بوصفهما عينات للدرس وفق مفهوم (نسبة التزايد والتناقص) في التأثير المتبادل لكليهما وليس علي أساس وجود هذه الظاهرة أو عدمها، سيما وأن دخول علم جديد من شباك العلوم وهو علم الباراسيكولوجي قد أغلق الباب تماماً علي مصير الإنسان بوصفه جزءاً من لعبة قدرة الطبيعة، فإذا كان الدرس المختبري لمعاينة حالة في ظروفها المختبرية بناءً علي ملاحظة ، فإن علم الاجتماع يؤكد علي أكذوبة الاتفاق العام لأداء الإنسان الاجتماعي ويصف هذه الظاهرة بأنها وليدة الأنظمة الواحدية الشمولية الدكتاتورية
فالإنسان في المنظومة الغيبية قد هبط إلي الأرض وهو محمل بأسئلة إبليس السبعة إلي رب العالمين، فالإنسان مثلما لم يخلق عبثاً فهو لم يهبط عبثاً.
لقد وِجد الإنسان علي أساس طرح الأسئلة علي الطبيعة والمجتمع بكل تكويناته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ... الخ ، وهنا فقط تحنّط المنطق العلمي وجاء منطق الملل والنحل في تفسير ظاهرة الاختلاف!.
هل الاختلاف هو الوسيط بين الاتفاق وعدمه أم أن الاختلاف هو مجرد معرفة للحق ضد نقيضه كما يشير المتصوفة في الإسلام؟.
وإذا كان المرض لا يعرف إلا بالصحة والظلمة بالنور فهل هذا خلاف أم اختلاف؟
الساسة العراقيون اليوم ليسوا وعاظاً للسلاطين كما ُيفترض الآن، لان عهد السلاطين قد ولى، لذا فهم معنيون جميعاً بأمر الخلاف والاختلاف للوصول بالمجتمع العراقي إلي حالة المدنية الجديدة في فهمها الجديد، وهي ليست غريبة عن المجتمع العراقي الذي أدركها في الحرب العالمية الأولي حيث فوجئوا بالمدنية الغربية تأتيهم بمخترعاتها الفكرية والاجتماعية علي حد تعبير علي الوردي،
فمتي ندرك حقاً الفارق بين الخلاف والمساجلة والاختلاف المثمر؟؟
............................................................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |