الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيير العلم : قرار خجول جدا

طارق الحارس

2008 / 2 / 3
المجتمع المدني


لم يغير البرلمان العراقي علم الدولة العراقية مثلما كانت تطالب وتتمنى الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي ، بل أن الذي حصل هو أن البرلمان قرر تغيير شكل العلم وبشكل مؤقت حدده بعام واحد .
القرار الذي اتخذه البرلمان العراقي في جلسة صاخبة شهد رفع النجوم الثلاثة ، فضلا عن تغيير شكل الخط لعبارة " الله أكبر " من الخط الذي كان عليه بقلم المقبور صدام الى الخط الكوفي .
أما عن التغيير المؤقت والذي حدده قرار البرلمان بعام واحد فمن المؤكد أنه جاء نتيجة ضغط الرسالة التي وجهها السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان الى البرلمان العراقي بسبب قرب موعد انعقاد مؤتمر البرلمانيين العرب المقرر اقامته في مدينة أربيل والتي من المعروف أنها من مدن اقليم كردستان التي ترفض رفع علم النظام السابق لأسباب معروفة للجميع .
ضغط الرسالة أجبر أعضاء البرلمان في بغداد على التداول السريع وجعلهم يعتقدون أن العلم المؤقت هو الحل الأمثل للخلاص من الأزمة التي وضعهم فيها رئيس اقليم كردستان ، لكن السؤال هو : أين كان البرلمان العراقي طوال المدة الماضية عن قضية تغيير العلم العراقي التي تعد من الفقرات المهمة التي أكد عليها الدستور العراقي ضمن مواده ؟
وأما عن رفع النجوم الثلاثة التي فسرها النظام السابق على أنها تمثل أهداف حزب البعث ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) حسب قرار " مجلس قيادة الثورة " المرقم ( 33 ) والصادر في العام 1986 ، تلك النجوم التي حاول بعض أعضاء البرلمان العراقي الدفاع عنها بتغيير معناها فنعتقد أن ما فعله البرلمان برفعها عن العلم المؤقت يعد خطوة جيدة ، لكنها تبقى خجولة على أمل أن يتم تغيير شكل العلم كاملا بعد نهاية هذا العام .
نحن نعد الخطوة التي قام بها البرلمان العراقي بتغيير شكل العلم وليس تغييره كاملا ، فضلا عن صفة " المؤقت " التي رافقت القرار خطوة خجولة لأنها لم تحقق مطالب الغالبية العظمى من أبناء العراق ، وأيضا فانها لم تنفذ الفقرة الخاصة بقضية تغيير العلم في الدستور العراقي الجديد ، لذا فأننا سننتظر عاما جديدا على أمل أن يفهم أعضاء البرلمان بأننا نريد علما جديدا في كافة تفاصيله وليس علما يذكرنا بأي لون من ألوان النظام السابق .
هنا لابد لنا من الاشارة الى أن مهمة تشريع العلم الجديد تقع على مسؤولية البرلمان العراقي ، لكننا نجد أن مهمة تصميم العلم الجديد يجب أن تقع على عاتق لجنة تتألف من مختصين في مجال التصميم والرسم ونفضل أن لا تكون مرتبطة بأي حزب أو كتلة سياسية .
لابد لنا من التذكير هنا بأن المعترضين على تغيير العلم ، وهم أقلية ، عادوا الى الاسطوانة نفسها التي تقول أن العلم يمثل رمز الدولة العراقية الذي لا يمكن التلاعب به ، ونعتقد أن علينا التذكير أيضا بأن العلم الصدامي يمثل رمز الظلم ، والقتل ، والاعدامات ، والحروب ، والجوع ، وتبديد ثروات البلد وأهداف حزب البعث المحظور حسب الدستور العراقي وأن مَن يحاول الوقوف بوجه تغييره يؤيد الظلم ، والقتل ، والاعدامات و و و و و .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | وكالة -إرنا- نقلاً عن مصادر ميدانية: فرق الإغاث


.. ناجون من الهولوكوست يتظاهرون في بريطانيا رفضا للعدوان الإسرا




.. رغم بدء تشغيل الرصيف العائم.. الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى


.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي




.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري