الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلم العراقي واولويات المواطن

علي جاسم

2008 / 2 / 4
المجتمع المدني


لم اهتم كثيراً لمسالة تغير العلم العراقي مثلما يفعل الكثير من العراقيين الذي يعتبرون العلم العراقي جزء من ثوابتهم ومبادئهم الاخلاقية والوطنية،ليس لاني اقل وطنية او مبادئ منهم انما لاني ارى مسالة التغيير بحد ذاتها غير مقنعة في الوقت الحالي ،لان وضع العلم في اولويات اهتمام مجلس النواب لايتناسب مع المتطلبات والاحتياجات الوقتية والدائمية للمواطن العراقي الذي ينتظر تفعيل القوانين المعطلة وتشريعها بعدما طال ركونها في رفوف مجلسهم النيابي .
ان اعطاء قضية العلم هذا الحيز الكبير من وقت المجلس واهتمام الكتل السياسية ووسائل الاعلام التي اولت هذا الموضوع اهتمام كبير وحولته الى قضية مركزية وعنوان رئيسي لوسائلها المرئية والمسموعه والمقرؤة وبرامجها لاارى انها تستحق كل تلك الضجة السياسية والاعلامية بقدرماتستحقها قوانين اخرى تتصل بحياة المواطن صلة مباشرة مثل قانون سلم رواتب الموظفيين او قانون الخدمة الجامعية او القوانين الاخرى التي ينبغي اعطائها اولوية المصادقة كونها تخدم المواطن وتصب باتجاه تحقيق طموحاته بالعيش الكريم في ظل دولة حديثة ومتطورة ديمقراطياً واقتصادياً .
اعتقد ان الوقت حان لايجاد حلول حقيقة لكل المعاناة التي اثقلت المواطن على مدار الاربع سنوات الماضية لان الجميع يعرف ان المواطن في الانظمة الديمقراطية هو العامل الاساسي لتكوين الدولة ممايستدعي ضرورة بحث القضايا والقوانيين التي تقترن بمصلحة المواطن وتجنبه الانزلاق في فخ الفساد والارهاب لان عدم تنفيذ مطالبه المشروعة التي تسهل سبل عيشه ستجعله فريسة سهل بيد الفساد الادري اذا كان موظفاً والانضمام الى الجمعات المسلحة او المنحرفة عقائدياً اذا كان عاطلاً عن العمل ،لذلك ان المسؤولين في الدولة بمختلف المستويات يقفون امام مسؤولية تاريخية ازاء قضايا شعبهم وهذا مايتطلب من ممثليين الشعب ان يعملون بشكل متواصل لتشريع القوانيين الحيوية والفعالة .
ونعود الى قضية تغير العلم مرة اخرى اجد ان الاسباب المعلنة للتغير لاتستوجب كل تلك الخلافات والمناظرات ولاتسحق اهدار الوقت عليها لان النجوم الثلاثة التي حذفت من شكل العلم بدعوا انها تجسد مبدأ رئيسي من مبادئ حزب البعث المنحل "الوحدة والحرية والاشتراكية" كان يمكن ابقائها في شكل العلم مع تغير مضمونها وان تكون بالشكل الاتي "الوحدة والديمقراطية والدستورية" ان النجمة الاولى تعكس وحدة الشعب العراقي بالرغم من تعدد الاديان والمذاهب والاطياف وليس الوحدة العربية التي تقصدها نجمة البعث، وكذلك بالنسبة للديمقراطية التي تمثلها النجمة الثانية وهي جزء لايتجزء من الواقع السياسي والاجتماعي في العراق الجديد والتي ولدت بعد مخاض عسير مع الدكتاتورية ، اما النجمة الثالثة فتمثل الحياة الدستورية بكافة اشكالها ومفاصلها كونها تشكل مفصل مهمم من مفاصل المؤسسة الحكومية للدولة الحديثة والتي لاتعمل خارج اطار الدستور العراقي ، والعراقيون يدركون اهمية "الوحدة والديمقراطية والدستورية" ولن يتخلوا عن منجزاتهم المتحققة لكنهم ايضاً يحتاجون الى توفير الخدمات وتحسين مستواهم المعشي التي يقرها الدستور وتظمها الديمقراطية.
لذلك ان مسألة تغير العلم لاارها تتناسب مع ظروف البلاد الحالية التي بدات تسير نحو الانفراج والتحسن وولاتستحق كل هذا العناء والوقت لانها احدثت تبايناً بالاراء والمواقف داخل المجتمع العراقي ،لانه في الوقت التي رحبت فيه فئات عراقية كثيرة بهذا التغير فان فئات اخرى تقاطعت مع قرار التغير ورفضته بشكل قاطع وامتنعت عن رفعه على بعض المؤسسات والدوائر الحكومية ، ان العلم العراقي هو شخصية العراق وجزء من تاريخه المعاصر وينبغي ان يكون قاسم مشترك بين العراقيين لاموضع تفرقة وهذا يستدعي ان يكون هناك اجماع وطني على تغير العلم والوقت الان غير مناسب لتحيق مثل هكذا اجماع مالم يتم بحث قضايا عديدة تتعلق بتوفير المستلزمات المعيشية للمواطن ورفع مستوى دخله وذلك يتم من خلال اقرار من مجلس النواب للقوانيين والتشريعات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م


.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف




.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون: