الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص الحياة المبكية

باسنت موسى

2008 / 2 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عندما أشرع في عمل تحقيق صحفي حول قضية ما, أبحث أول شيء عن أطراف تلك القضية سواء كانوا أفراد عاديين أو مصادر متخصصة ثم بعد ذلك أدير بينهم محاور التحقيق ليحدث تكامل في وجهات النظر المطروحة، والأسبوع الماضي كنت بصدد عمل تحقيق شباب عن الصدمات العاطفية التي قد تحدث لبعض الذكور أو الإناث فتؤثر على مجرى حياتهم وربما ترسم لهم صورة مشوهة عن معنى جميل وراقي كالحب, بالفعل بدأت البحث عن شباب ليتحدثوا لنا ووجدت كثير منهم لكن قصص فشلهم العاطفي لم تثير إهتمامي أو لنقل لم تجعلني أتوقف أمامها، إلى أن تقابلت من خلال الصدفة وحدها بفتاة جميلة الشكل والعقل إلى حد كبير جداًَ، وعمرها في أوائل العشرينات لكن على الرغم من عمرها الصغير هذا وجمالها إلا إنها حزينة القلب تشعر بالتدني والجرح وهذا يظهر واضحاً من خلال بؤس نطقها للكلمات ولمعة الدموع الساخنة في عينها فسألتها بحرص خوفاً من أن تندفع باكية لو ضغطت عليها بأسئلتي وأشكر الله أنني نجحت في جعلها تتحدث معي وحكت لي قصتها مع الحب والخداع الذي مورس بحقها كإنسانة لها مشاعر من قبل شاب أقل ما يمكن أن نصفه بأنه شخص متدني لحد القذارة، سألخص لكم مفردات قصتها في سطور قليلة.
هى فتاة في بدايات العشرينات جميلة وناجحة من أسرة ليست فقيرة إرتبطت عاطفياً بشاب في منتصف الثلاثينات وظنت خاطئة أن عمره الكبير هذا قد يكون عامل نضج في شخصيته ولكنه أثبت لها أن النضج ليس بالعمر في كثير من الأحوال وصارت علاقتهم متأرجحة بين الصعود والهبوط العاطفي إلا أن بدأ هذا الشاب يضعها كفتاة صغيرة في مفترق طرق خطير وأظهر إصراره على معرفه من هو بحياة تلك الفتاة؟ وهل وضعه حبيب أم غير ذلك؟ وليجعلها تعبر مفترق الطرق هذا بدأ في تضييق كل الفرص والمساحات التي تجعلها تتخلص من تسأولاته بالطرق الدبلوماسية المعتادة والاجابات التي على شاكلة أنت شخص مهم بحياتي لكن لا أعرف تحديداً نوعية تلك الأهمية، ومع الوقت وإصرار هذا الشاب إنطلقت الفتاة وقالت له: نعم سأجيب على سؤالك, أنا أحبك فكان رد فعله غريب نعم, لكن يدل على حقارته حيث أوضح لها أنه ينظر لها كصديقة له ثم تراجع عن كونها صديقة وبدأ يقول لها أعطيني فرصة للتفكير لأقول لكي من أنتي بحياتي ثم بعد فترة تجاوزت الأسبوعين تقريباً كما قالت لي عاد إليها طالباً أن تصفح عنه وتقول "أنا مسمحاك على مافعلته بي" مذكراً إياها بأن الله لن يسامحنا على أخطائنا ما لم نسامح خليقته المسيئين لنا, إلى هنا وأنتهت قصة تلك الفتاة, لكن شعورها بالتدني مازال متعمق في داخلها خاصة وأنها بعد أن بدأت في إعادة شريط علاقتها بهذا الشاب بدأت تلمح في مقاطع منه أنها أستدرجت لإشباع غرور ما داخل نفس هذا الشاب.
تلك القصة بمفرداتها أثارت في نفسي الحزن عند سماعها وذلك لأن تلك الفتاة الصغيرة دخلت علاقة ببراءة وجودها في زماننا الغابر, هذا يعنى أن صاحبها سيخسر الكثير كما أنها أستخدمت كأداة في يد هذا الشاب لإشباع غروره كرجل وحيد في منتصف الثلاثينات يحتاج للشعور بأنه مازال مرغوب من قبل الفتيات الصغيرات.
لكن على الرغم من كل ذلك إلا أنني أقول لها ولغيرها من الأفراد ذكور أو أناث وقعوا تحت براثن أناس بلا قلب أو ضمير وإستدرجوا في علاقات عاطفية خلقت لهم صدمات نفسية كبيرة بالحياة, حاولوا أن تتخطوا مرحلة الألم تلك واعتمدوا في الحياة أن تستمدوا من داخلهم السعادة والحب وإحترام الذات وليس من قبل الآخرين أحباء عاطفيين كانوا أو غير ذلك، أما المخادعين الذين يشعرون بالإنتشاء العاطفي على جثث الآخرين أقول لهم القتل أنواع وعندما تمارس خداع عاطفي على الآخرين فأنت تقتلهم والله سيحاسبكم يوماً على هذا وسيكون حسابه ليس بهين وستشعرون وقتها بقسوة ومرارة ما فعلتم بالآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح