الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الديمقراطية شعارا أم ممارسة

مهند الحسيني

2008 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل ان ابدا بالموضوع سأطرح بعض التساؤلات التي لم اطرحها عبثا وانما لدي اسبابي في طرح هذه التساؤلات .. فمنها :
لماذا نتخلف نحن العرب خاصة والمسلمين عامة عن اللحاق بركب الحضارة ؟ ولماذا نتصادم مع الثقافة المهيمنة ؟
وهل بالضرورة ان الثقافة العربية والاسلامية تتناقض وتتضاد مع ثقافة العصر السائدة ؟
ثم لماذا لا نكون رافدا من روافدها ؟
ولماذا لا نتفاعل معها وتؤثر فيها وتؤثر فينا ( ونحن المفروض نمتلك حضارة عالية الشان ) .
وكما فعلت اسيا والمتمثلة ياليابان في هذا العصر , حيث دخلت عصر التكنولوجيا من اوسع ابوابها مع محافظتها على تقافتها وتراثها , اذا انها (اي اليابان ) أخذت من الحضارة الغربية الحديثة كل ما تحتاج اليه من نظم وقوانين وعلم وثقافة اضافة الى الاقتصاد .
اذن فلماذا لم تأخذ أمتنا العربية ودعاتها بأسباب النجاح والتفوق والتقدم والرقي ؟ فقد كنا نحن والغرب متساويين الى حد ما في القوة والمنعة والتقدم منذ حوالي 600 عاما الماضية .. اذ نحن بقينا نراوح في مكاننا والغرب اخذ يهرول متقدما علينا في جميع الاصعدة الحياتية والعلمية , وصفتنا هي حالة الركود الثقافي والفكري .
وحتى اسلوبنا في الحياة بات معطلا , فنحن بتنا نجتر القصص والافكار والأحداث والتي مضى عليها اكثر من الف عام ورحنا نتباهى بتاريخ مجيد ومشرف لنتوقف عنده فقط ونروجه لأقناع انفسنا فقط غير محاولين أن نتجاوزه الى الحاضر والمستقبل .
وفي رأيي المتواضع أن اهم أسباب تقدم الغرب تكنولوجيا وعلميا واقتصاديا وفي كل النواحي الحياتية هي سببان لا أكثر :

السبب الاول

هو تخليه عن فكرة حكم الدولة بالدين إذ تم فصل الدين عن الدولة فالاول بين الفرد وربه واما الدولة فهي لكافة شرائح لمجتمع التي تجتمع على اساس المواطنة لا على اساس ديني او مذهبي او عرقي او حتى على اساس ايدلوجي .
فالغرب قد نجح في فصل الدين عن الدولة منذ القرن السادس عشر وكلنا يعرف ماذا فعل كهنة الكنيسة ومحاكم التفتيش في العلماء والمفكرين وما غاليلو الا مثال صارخ عندما اكتشف أن الارض تدور وليست الشمس هي التي تدور حيث أجبروه بالقوة على التراجع والانكسار تحت التهديد والاعدام ( وفي ايامنا هذه لا تدرس كروية الارض في بعض بلداننا العربية مثل السعودية) .
وهذا الفصل وارجاع الراهب الى كنيسته اتاح للعلماء والمفكرين الحرية في الانطلاق باكتشافاتهم وتجاربهم حتى توصولوا من خلالها الى الثورة الصناعية والتي بدات بالبخار ولم تنتهي بالذرة والليزر والثورة المعلوماتية , فلا شئ محرما في حضارة الغرب أمام العلم والتجربة والاستكشاف للوصول الى الحقيقة الغائبة .
في حين ان الدين الاسلامي لا يحرم العلم والاكتشاف فالقران الذي هو جوهر الدين يوصي بالنفاذ من أقطار السماوات بسلطان العلم أو غيره .. فهل هذا الا كلام صريح للسعي وراء المعارف اللامتناهية ؟

والسبب الثاني :

بالاضافة الى الثورة الصناعية التي أحدثت تقدما هائلا سريعا على صعيد الأنسانية كان هناك تقدم في صناعة الاسلحة والالات والمكننة وغيرها من التقنيات , مما اعطى للغرب تفوقا تكنلوجيا متمثلا بالفارق بين صناعة السيف وصناعة المدفع الحديث ( لتحديد ميزان القوى فقط وليس لبسط القوة ولاسلطان ) ومكملا لهذا التقدم التقني أنطلقت ايضا ثورة فكرية وثقافية هائلة وشاملة بدات تحديدا سنة 1789 مع الثورة الفرنسية والتي استقرت بعد مخاض دموي عسير سيطر في النهاية حكم القانون وسيادة الشعب وانتشرت الحرية والمساواة وكذلك الديمقراطية والتي أصبحت ممارسة يومية فطرية فهي باتت افكارا تربوية وسياسية تعيش مع الفرد الغربي رغم تفاوت درجاتها بين بلد واخر .
وهذه الصورة الثانية أتاحت للمفكرين والفلاسفة وأصحاب العقائد بالانطلاق والتصارع والتنافس المهني ليبقى في النهاية الأفضل دون تحريم أو تحليل , اذ ان المقياس والحكم هو القانون والدستور , فابتعادنا عن خرق القانون المدني(( قولا وفعلا )) هو الفصل بين التحليل والتحريم , والمهم هو عدم الركون الى ماهو قديم لا ينفع للحكم بين الخطا والصواب .
والبعض يتصور ان الديمقراطية هي شعارات او هي عبارة عن الية انية يتم التعامل بها حسب الاهواء فان كانت نافعة للفرد فهي اصبحت اكسير الحياة وان خالفت بعضا من المبادئ التي نعتقد به او مستنا فستصبح وقتها رجسا من عمل الشيطان يجب علينا تجنبه .... ولكن حقيقة الديمقراطية هي ممارسة وثقافة تنشا عليها الشعوب والامم أكثر منها شعارات ينادى بها المنفعيون والانتهازيون .

وخلاصة القول إذا لم نبدا بممارسة الديمقراطية والحرية في بيوتنا وبالذات مع نصف المجتمع من زوجات او بنات وأخوات , فلا تقدم ولا مساهمة في حضارة العصر مهما ااستوردنا وسائل التقدم والعمران .... فعبثا يبني البناؤون دارا بغير اساس ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah