الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلميذة والأستاذ

باسنت موسى

2008 / 2 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


طالما أمنت أن العلاقات الإنسانية لا يمكن أن تخضع لمقاييس نجاح أو إخفاق ثابتة بمعنى أن كل اثنين داخل علاقة أياً كان نوعها -صداقة أو زمالة أو حب- يشكلون بمفردات علاقتهم حالة فريدة من نوعها يرسمون هم فقط مقاييس نجاحها أو إخفاقها.
منذ أيام كنت أستمع لحديث تليفزيوني مع النجمة الشابة منة شلبي وتناول الحديث نجاحها المميز في فيلمها الأخير "هي فوضى" والذي أخرجه يوسف شاهين بالتعاون مع خالد يوسف وبعد انتهاء الحديث عن نجاح الفيلم وكيف ألتزمت "منة" بتوجيهات الإخراج انتقلت المذيعة للحديث عن قصة الحب الشهيرة التي ربطت "منة" كممثلة شابة صغيرة لم تصل بعد للخامسة والعشرين بالمخرج الكبير خالد يوسف والذي تجاوز الأربعين إضافة لكونه متزوج ولديه أطفال من ذلك الزواج، وأجابت منة بشكل مختصر جداً مؤكدة أن العلاقة أخذت منحىَ جديد غير الحب والزواج وهذا ليس معناه نهاية للحب أو التعاون الفني، فالانفصال العاطفي بينها وبين خالد يوسف جاء احترام لمعايير بعينها اجتماعية في الغالب، لكن ورغم إجابة "منة" الشديدة الدقة إلا أن عينها كانت تلمع بالحب الكبير كلما جاء ذكر أسم خالد يوسف، وهذا ليس انطباعي الشخصي أنا فقط فالجميع يدرك جيداً كيف يلمح الحب في عيون المحبين دون أن يصرح لسانهم به.
مفردات علاقة منة بخالد يوسف معروف جزء كبير منها لكون الاثنين شخصيات عامة ناجحة وبارزة في المجتمع وتحديداً في مجال السينما، ولو قمنا بقياس تلك المفردات على الفكر السائد عن الحب بين رجل يسبق محبوبته في العمر بسنوات عديدة لاكتشفنا أن تعميمنا لمبررات ودوافع ونتائج مثل تلك العلاقات سلوك غير دقيق.
خالد ومنة لا يجمعهم العمر ولا ذات الجيل لكن يجمعهم العمل والهدف الواحد وهذا أقوى ما يمكن أن يجمع أثنين لأن وحدة الهدف والرؤية للحياة تزيل فوارق العمر وتجعل كل فرد على استعداد للاستفادة من خبرات الآخر دون أن يكون صاحب العمر الأكبر هو وحده مَن يعطي الخبرة والحياة والأمان وكل شيء، كما أنه ليس دائماً مَن تحب رجل يكبرها بسنوات كثيرة تكون مفتقدة لوجود الأب في حياتها وتريد تعويض هذا الفقدان بدخول رجل كبير يؤدي هذا الدور فالرجل داخل علاقة عاطفية أياً كان فارق العمر مع الفتاة التي تشاركه تلك العلاقة لا يقوم تجاهها بواجبات الأب وإنما الحبيب والوضع مختلف حتماً والنظرة كأب لرجل في وضع حبيب هو خلل نفسي لاشك في هذا، الأستاذ عندما يحب تلميذته التي تشاركه في مجال عمله حتماً تكون أنجب وأنجح تلميذاته وأكثرهم فهماً لفكره ورؤيته الحياتية فهو لا ينظر لها كأنثى صغيرة وجميلة فقط وإنما ككيان مكمل لمسيرته المهنية، ومنة شلبي من أنجح وأجرأ بنات جيلها والمتتبع لأعمالها وأحاديثها يدرك جيداً كيف أنها متقاربة الفكر إلى حد كبير مع خالد يوسف بصورة ربما يفسرها البعض على أنها سيطرة من قبله على فكرها في حين أن هذا التقارب ليس سيطرة برأيي وإنما هو توحد كبير بين أثنين يجمع العالم على استحالة اتفاقهم.
الحب الحقيقي الكبير والذي يخترق عمق مشاعرنا لا نجده مرات كثيرة في الحياة لكن ولقسوة القدر والزمن وسيطرة حتمية الالتزام بمعايير النجاح الزوجي والعاطفي المتعارف عليها قد نضطر للتخلي عن هذا الحب مثلما فعل خالد ومنة ويبقى السؤال هل ستكون نهاية قصتهم العاطفية تلك نهاية للتعاون الفني فيما بينهم؟ الأيام القادمة وحدها هي التي تحمل الإجابة وإن كنت أعتقد أنهم لن يتعاونوا لأن علاقة الحب لا تتحول مهما كان وعي ونضج الشخصين إلى أي درجة أقل من العلاقات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا