الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بنازير بوتو: هل هي ضحية المواجهة مع الإسلاميين أم ضحية التنافس على مواجهتهم ؟

سامي العباس

2008 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يشكل مقتل بنازير بوتو في ختام سلسلة من محاولات سابقة لاغتيالها انعطافة في المواجهة بين الحداثة على تلاوينها الأيديولوجية ،و بين "الرأس الحربي" لممانعة الحداثة.. أقصد : السلفية الجهادية على تنوع مسمياتها الحركية داخل الإسلام السياسي ؟..لا تمتلك الليبرالية في العالم العربي – الإسلامي زعيما يضاهي الراحلة في مستويين : الصبر على محنة الليبرالية في العالم الإسلامي , والثقة بأنها المستقبل القادم من جهة . والجماهيرية التي هي محصلة تناغم بين شكلين للعمل في السياسة : البيت السياسي /الحزب السياسي من جهة ثانية .
ولعل الحظ العاثر لليبرالية في الحوض العربي – الإسلامي قد تأتى من ارتباطها" أي الليبرالية " بالبيوتات السياسية..إذ انهارت بانهيار الأخيرة , إثر احتلال الجيوش خشبة المسرح في العالم الثالث . باحتضان ٍ من بيئة دولية منا سبة تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية" الحرب الباردة ".. وبوظيفتين محليتين :
- الأولى : تأمين الضبط والربط اللازمين لبناء الدولة في مجتمعات لم تعرفها " للتوسع في هذه النقطة يراجع كتاب العرب والسياسة لمحمد جابر الأنصاري "
- والثانية : التسريع الإرادوي لعملية التحول الرأسمالي " بتحويل الدولة إلى رأسمالي كبير. ونهوضها بأعباء تصفية علاقات الإنتاج الإقطاعية في الريف ".. ولعل الوظيفة الثانية تشكل الوجه الثاني الجذاب للعملية التي نهضت بها الجيوش في بعض من العالم الثالث ..
حيال الوظيفة المحلية الأولى, وعلى سبيل المثال لا الحصر : يرتبط الحضور الواهي للدولة اللبنانية بعد الاستقلال, والمستمر حتى الآن, بالدور الذي تلعبه " الديمقراطية التوافقية" في الإبقاء المموه للعصائب القبلية خارج عملية التدامج الوطني , الذي يؤمنه قيام الدولة القوية بوظائفها ..ولبنان يمتلك محاولة جادة للجيش اللبناني في هذا السياق " تجربة الجنرال شهاب "التي انهارت أمام استخدام " سينكي " للديمقراطية, من قبل العصائب القبلية التي تسمي نفسها إيغالا في السينكية " عوائل روحية لبنانية " ..والغريب في الأمر قدرة هذه العصائب في التجربة اللبنانية على إعادة هضم النزعات المهرطقة التي تخرج عليها , أكانت "شخصيات أم أحزاب ليبرالية أو اشتراكية أو قومية " أنظر في هذا السياق,مآلات بعض رموز الشهابية ..
أعود إلى مقتل بنازير يوتو وما قد يطلقه من ديناميات في عقر دار الخزان الديمغرافي للتطرف الجهادي..
فباكستان التي اقتطعها الإسلام من الجسد الهندي في منتصف القرن الماضي .والذي ُأبقي إسلامها في حالة استنفار دائم لوقوعه على جبهتين: الهندوسية والشيوعية , تستدير اليوم في محاولة لإخراج إسلامها من دائرة التوظيف السياسي على المستويين :
- الداخلي المتصل بعملية استكمال بناء الدولة التي تتذاوب فيها عصبيات ما قبلها "القبلية والمذهبية"..
- الخارجي المتصل باستراتيجيات الصراع الدولي ..
ومن جديد يستيقظ التنافس القديم بين الجيش والنخبة الليبرالية على قيادة دفة المواجهة مع ممانعة الحداثة وفي النواة منها الإسلام السياسي ..ويتذبذب الدعم الغربي "الأمريكي – الأوربي " بين هذين الخيارين ..
ليست المسارح في العالم العربي – الإسلامي متشابهة .بالرغم من القواسم المشتركة ..إلا أن الميل الأمريكي لإعادة التجديد للجيوش في قيادة المواجهة المفتوحة مع الرأس الحربي للإسلام السياسي " السلفية الجهادية " أصبحت إشاراته متلاحقة .فمن الجزائر إلى مصر إلى الباكستان تتقلص فرص التحول إلى صندوق الاقتراع ..بعد أن قرر طرفا النزاع : الحداثة وممانعتها اللجوء إلى السلاح ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah