الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البديل عن الدولة هو : ماقبلها

سامي العباس

2008 / 2 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


«الشورى والحل والعقد لا تكون إلا لصاحب عصبية (أي قوة اجتماعية) يقتدر بها على حل أو عقد... وأما من لا يملك من أمر نفسه شيئاً إنما هو عيال على غيره، فأي مدخل له في الشورى... »*...
هل تبدل الحال منذ ابن خلدون ؟
من الإجحاف القول أنه لم يتبدل شيء في القرون الستة, التي تفصلنا عن عصر الرجل ..الانطباع المضلل ينبت على هامش القواسم المشتركة بين حال العرب الراهن, وحالهم أيام ابن خلدون :التشرذم السياسي والأطماع الخارجية..
"الدولة القطرية" من المستجدات على الحياة العربية..لقد ولدت في رحم المرحلة الكولونيالية.. وكان عليها أن تأخذ شرعيتها من منافسين أيديولوجيين :القومية العربية والإسلام ..عقب موجة الاستقلال, تم التوصل إلى صيغة للتعايش مستمرة حتى الآن مع المنافس الأول " القومية العربية" فأنشئت مؤسسة الجامعة العربية ولاحقا مؤسسة القمة العربية .وتأخر الأمر مع المنافس الثاني حتى نهاية الستينات..يصح هذا العرض لما آلت إليه الأمور على مستوى النخب الحاكمة.. ولكن التعايش بمؤسساته وخطابه الأيديولوجي يتعرض لضغوطات سسيولوجية هائلة من المنافس الثاني"الإسلام السياسي " ..فشل الدولة القطرية في تحولها إلى رحم للسياسة. تستو لد فيه عدة شغلها الحديثة " الأحزاب والنقابات والبرلمانات..الخ "فتح الباب لعصبيات ما قبل الدولة لتحتل صدارة المشهد العربي وربما الإسلامي ..فيما يخص المقارنة مع عصر ابن خلدون يجب أن نذهب إلى المستجدات
ونلاحق سيرورتها..أقصد الدولة وانتظام عمل مؤسساتها ..أقتطف من مقدمة ابن خلدون : ( ومن هذا الباب ..، فإن كثيراً من المنتحلين للعبادة وسلوك طرق الدين يذهبون إلى القيام على أهل الجور من الأمراء داعين إلى تغيير المنكر والنهي عنه والأمر بالمعروف رجاء الثواب عليه من الله، فيكثر أتباعهم والمتمثلون بهم من الغوغاء والدهماء ويعرضون أنفسهم في ذلك للمهالك، وأكثرهم يهلكون في هذا السبيل، مأزورين غير مأجورين لأن الله سبحانه لم يكتب ذلك عليهم... وأحوال الملوك والدول راسخة قوية لا يزحزحها ويهدم بناءها إلا المطالبة القوية التي من ورائها عصبية القبائل والعشائر... ) من الواضح أن عصبية القبائل والعشائر في عصر ابن خلدون هي عدة بناء الدولة واستمرارها. فإن ضعفت العصبية دالت الدولة إلى عصبية أقوى .ولذلك قيل أن دولة ابن خلدون مفارقة على مستوى دلالة اللفظ عن مفهوم الدولة الحديث ..الأولى من التداول أما الثانية فهي" ترجمة بتصرف "
إلا أن مربط الفرس ليس في حقل اللغة, بل في المشهد السوسيولوجي للعرب ..لايجا دل أحد في غلبة الانقسامات العمودية على الأفقية في البنية الاجتماعية لعرب القرن العشرين ..رغم ذلك فالتبدل الذي طرأ على الهوية الاجتماعية لنخب السلطة- بدءا من منتصف القرن الماضي- في معظم العالم العربي, يشير إلى إمكانية ارتسام خرائط طريق للخروج من المخنق الذي ’حبست فيه البنية بفعل الهيمنة المستمرة للانقسامات العمودية عليها ..والنجاح أو الفشل يتوقف على نوعية الزوادة الأيديولوجية التي تستخدمها هذه النخبة الراديكالية أو تلك .. ما يميز الميل الذي جنحت إليه الجدلية الاجتماعية في منتصف القرن الماضي عن نهايته :نوعية الأيديولوجيات التي تم تبنيها من قبل الراديكاليات المتنافسة..لقد نافست الأيديولوجيات : "الليبرالية, والقومية –الاشتراكية, والماركسية " كعصبيات حديثة, العصبيات التقليدية "القبائل والعشائر "وأزاحتها عن صدارة المشهد ..صحيح أن هذه الأخيرة قد وجدت طريقة للتلطي وراء هذه العصبية الحديثة أو تلك .إلا أن الاضطرار إلى التلطي والاختباء دلالة على طور الضعف الذي آلت إليه أوضاع عصبيات تقليدية راسخة ظلت طيلة قرون تعيد إنتاج نفسها .. ليس المشهد الآن تفاؤلياً كما كان في الخمسينات ..ولكنه ليس بالسوء الذي يشير إليه انتعاش العصبيات التقليدية ..بقاء الدولة هو خارطة الطريق للخروج من الأزمة ..فمن الصومال إلى العراق إلى لبنان . الدرس يتكرر: عودة الروح إلى العصبيات التقليدية يجري بالتوازي مع إ نسحاب الروح من جسد الدولة..

*- مقدمة ابن خلدون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ