الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطر السلفي على الهوية الامازيغية المسلمة

المهدي مالك

2008 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة
اولا ان السلفية هي اتجاه ديني دخيل علينا كشعب مغربي و هذا الاتجاه ليس عنده اصل في هوية المغاربة الدينية و الثقافية فتاريخ المغرب الحقيقي لم يعترف بهذا الفكر الهادم بل اعترف بالتصوف بمعناه المفيد و ليس بمعناه الخرافي ,و اعترف هذا التاريخ بالاجتهاد الديني من خلال اختراع الحزب الراتب و انشاء الزوايا الخ.
لكن السلفية دخلت الى المغرب بشكل عملي في عقد الثلاثينات من القرن الماضي حيث كانت نخبة مؤمنة بالمشرق و مذاهبه الايدولوجية و من بين رموز هذا الفكر فهناك المرحوم علال الفاسي و المكي الناصري و الحاج محمد المختار السوسي
الذي احترمه لكنه وقع في فخ تقديس السلفية كحل لمواجهة الاحتلال الاجنبي و الحفاظ على الدين الاسلامي.
غير ان هذا الطرح في اعتقادي المتواضع ليس صحيحا بالمرة حيث ان هويتنا الامازيغية المسلمة لم تحتاج في يوم من الايام الى السلفية للحفاظ على هذا الدين القيم لانها اعتمدت كثيرا على كل ما هو محلي اصلي في شمال افريقيا لكن الحركة الوطنية أدخلت السلفية كاتجاه غريب يهدف الى جعل المغرب يمشي على خطى المشرق دينيا و ايديولوجيا و اقبار الهوية الامازيغية كتاريخ و كحضارة انسانية و كاعراف مدنية تتماشى مع مرجعيتنا الاسلامية كمغاربة,اذن السلفية دخلت الينا فكريا منذ الاستعمار و هي السبب الاساسي في اقبار اعرافنا العريقة.
لكن هنا يطرح السؤال الكبير هل السلفية مازالت تشكل خطرا حقيقيا على الشخصية المغربية عموما و على الهوية الامازيغية المسلمة خصوصا .
اننا كمغاربة علينا ان نعي اشياء جوهرية و هي اولا ان السلفية لا مكان لها عندنا نهائيا بل لها مكان طبيعي في الخليج العربي , ثانيا ان المغرب قد انخرط في مسار التحديث و التطوير في كل مناحي الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الخ بمعنى انه لن يسمح له بالتراجع الى الوراء و الى عصر الاصنام المتخلفة التي تستغل الدين لمصالحها الخاصة , ثالثا ان الاصلاح الديني انطلق منذ الاحداث الارهابية التي عرفتها الدار البيضاء في 16 ماي الشهير و هذا الاصلاح جاء في وقته أي في وقت اصبحنا نعيش في احضان اسلام غير اسلامنا الحضاري و المتسامح مع الاخر مهما كان دينه او ثقافته و اصبحنا نرى شبابنا ينكر هويته الدينية من اجل اعتناق السلفية الهادفة الى التكفير من ليس منهم و اقبار تقاليدنا الخصوصية.
ان هويتنا الامازيغية المسلمة ظلت لقرون عديدة تقاوم الاستعمار الاجنبي بمختلف ابعاده المتعددة لكنها صارت اليوم مهددة اكثر من أي وقت مضى من طرف السلفية لماذا لاسباب موضوعية سنرجع اليها لاحقا.
ان السلفيون الجدد في المغرب المعاصر يحاولون شيئا فشيئا جعلنا نشبه النموذج السعودي الصحيح حسب نظريتهم و من خلال القضاء على تقاليدنا الدينية او الثقافية او الاجتماعية التي تركها اجدادنا الامازيغيين حيث اجتهدوا كثيرا في عدة ميادين كالدين من خلال ترجمة القران الكريم الى الامازيغية في مراحل تاريخية و تحويل الفقه المالكي الى شعر امازيغي.
و هناك اجتهاد قراءة الحزب الراتب الذي له وقت و هو بعد صلاة المغرب و في وقت الفجر و مازال هذا التقليد حي في بوادينا المغربية,
و كما ان قراءة الحزب الراتب هو اجتهاد امازيغي فقهي صرف و صاحب هذا الاجتهاد هو مؤسس الدولة الموحدية المهدي بن تومرت .
اذن نحن نملك هوية مستقلة عن النموذج السلفي البعيد عن افكارنا و عاداتنا
حيث له مواقف متشددة تجاه العديد من القضايا المجتمعية كقضية المراة مثلا بحيث يعتبر صوتها عورة و يمنعها من التمتع بحقوقها الانسانية و السياسية
و الاجتماعية كقيادة السيارة تحت ذريعة الحفاظ على الشرف و العرض كانها عند خروجها ستفعل الحرام بينما كانت النساء في عهد الرسول الاكرم يخرجن الى الجهاد و يعملن في التجارة و حتى في الشعر ,
و الاسلام لم يدعوا ابدا الى سلك هذا السلوك الغريب عنه بل امر بالمساواة بين الجنسين و الالتزام بالعفاف و الشرف بالنسبة للمراة المسلمة .
و كما ان هذا النموذج السلفي يعتبر الفن بكل ابعاده حرام في الدين و ينسى هذا الاخير مجموعة من الحقائق الواضحة في تاريخنا الاسلامي كاستقبال اهل المدينة للرسول الاكرم بقصيدة طلع البدر علينا تعبيرا عن أفراحهم بهذا الحدث الكبير.
لكن البعض ذوي هذا الفكر الهادم عندنا يرى ان فنوننا الامازيغية كاحواش و فن الروايس الخ حرام ,و اقول سبحان الله لان هذا التيار لم يرى الا فنوننا الامازيغية الداعية الى قيمنا النبيلة و التربية الدينية و يتجاهل الفيديو الكليب العربي و هذا الاخير يعطينا مشاهد لا علاقة لها ابدا بالاخلاق و احترام المشاهد الجالس مع اسرته الموقرة .
و ندخل الان الى الاسباب الموضوعية التي جعلتني اقول بان الهوية الامازيغية المسلمة صارت مهددة من السلفية اكثر من أي وقت مضى لان المغرب مازال منفتح كثيرا على المشرق و قضاياه السياسية و الايديولوجية و يترك تقاليد اجدادنا الدينية تموت شيئا فشيئا امامنا بسبب الخطر السلفي المنتشر في بوادينا قبل مدننا
و هذا الخطر اخذ يقتل تقاليدنا تحت شعار هذا يخالف مع السلف الصالح و يقصدون بذلك جعلنا نشبه النموذج السعودي الصحيح حسب نظريتهم الرجعية .
ثانيا ان من بين مطالبنا كحركة امازيغية هي العلمانية الاصيلة في تاريخنا و في حضارتنا الدينية و العلمانية في اعتقادي ساعدت على استقلالنا الكامل عن المشرق او الغرب بمعنى ان الامازيغيين كانوا يسيرون شؤونهم المتعددة بعيدا عن الغرباء عليهم ,
و علينا اليوم محاربة هذا الضيف الذي طال جلوسه عندنا و يحاول جهدا ان يجعلنا ننسى علمانيتنا الاسلامية من اجل الدخول الى عصر الظلام و الجاهلية الحقيقية و علينا كذلك بدء التفكير بشكل حقيقي في العلمانية كمشروع ضروري بالنسبة للحفاظ على شخصيتنا المغربية عموما و الحفاظ على هويتنا الامازيغية المسلمة..

تنبيه
اشير بان بعض الاشخاص اخذوا ينشرون مقالاتي في عدة مواقع دون كتابة اسمي و هذا اعتبره سرقة فكرية و انني لست ضد نشر مقالاتي لكنني ضد هذه السرقة الواضحة لهذه الانتاجات لدى المرجو من يريد نشر مقالاتي كتابة اسمي على الاقل.
و لن اسمح لاي كان بالاعتداء على انتاجاتي الفكرية و خصوصا كتابي الذي يعد ملكية خاصة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال


.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل




.. 106-Al-Baqarah


.. 107-Al-Baqarah




.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان