الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هَمسات حب إلى والدي الشهيد

سُلاف رشيد

2008 / 2 / 15
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


تهدأُ الروحُ حينَ تغفو بين كفيكَ ، وتتنفسُ طيبَ الحنان ِ ، إذ َتمسحُ بهما على شعري ،طفلة ً كنتُ ، وأنتَ تـُداري في روحي نضوجَ أمرأة ٍ ،وأمرأة ً أصبحتُ وأنتَ تــُداري في روحي براءة َطفلة ٍ ،نحلق ُ
بعيدا ً أنا وأنت َ بفضاء ٍ لايسكب ُ أثيرهُ بين جناحينا ، وفي سماء ٍلا تستوعب ُ كلَ أمانينا ، وكأن الكون َ قد خـُلقَ لنا وحدنا ،أنا وأنت َ.
تهدأ ُ الروح حين َ تستحمُ بكوثر ِ الحب ِ الرقراق بعينيك َ،وتنتشي وهي غارقة ٌ ٌبفرح ِطفولي لابتسامتك َ ،فمازالَ بعضٌ من ظلال ِ إبتسامات ِطفولتكَ ،تــُندي إبتساماتَ صباحات ألقوش،ومازال في روحي دفءٌ من ظلالها تلك ، أتدفأ ُ به من وحشة ِ زمهرير ِ الغربة ِ.
تهدأ ُ الروح ُحين َتـُلامسُ أناملكَ وجنتيَّ ،وهي تمسح ُ دمعة ً ، ذرفتها بدلال ٍطفولي ، أنت أشبعتني به ، فأزدادُ دلالا ً ، وتزداد ُ انت َأ ُبوة ً،وتغدو لروحي جنة ً، على ضفاف ِلمسات أناملك َ،فمازلتُ أغسل ُ عينيَّ برحيق ِتلك اللمسات ،حين تحاصرني أنيابُ ذئاب الغربة ِ .
تهدأ الروح ُ حين َتروي لي قصة ً ، عن حطاب ٍفقير ٍ، ينهضُ كل صباح ٍ ، يحملُ على كتفيه
حباله ُوبيده فأسهُ ، كانت طيورُ الغابة ِ تعشقُ غناءهُ ، يعمل ويغني ، حتى يجمعُ كمية ً من الحطب ِ، يكفي ثمنها طعاما لأطفاله الخمسة ،وفي يوم ٍ قائض ،لدغته الأفعى ، وقبل أن يموت ، قالَ لأطفالهِ ، ليس الفقرُ بعيب ٍ، ولكن َّ السرقة َهي العيبُ بعينه ، فأياكم والسرقة ،كنت تروي لي ،وأنا أحاولُ أن لاتغمضَ عيناي ،فصوتك موسيقى الحلم الساكن في كل خلاياي.
تهدأ ُالروح ُحين َأحاورُ خيوط َالذكرى في جدائلي ، وأنتَ تربطها بشريط ٍأحمرَ ، كي تزهو فرحا ً، وتتنفسُ ملئ رئتيكَ حبا ًوأنتشاءا ً ، وكأنني أصبحتُ ملكة ًبالشرائطِ الحمراء ِ ، فيغرق ُ كفي في كفك َ، لتصطحبني لعالم ٍهو الأنقى والأجمل والأبهى ،وتدعوني أفتخارا ًرفيقة َدربكَ .
تهدأ ُالروح ُحينَ أضع ُقدميَّ على مدار ِخطواتكَ ، في طريق ٍتلمستها أنتَ، من قبلِ أن أضع َعليها خطواتي ، فتزهرُ في مسامات جسدي ، زنابق ُ من حب ٍلكل كلمةٍ نطقتَ بها ، أو نظرة َحنان ٍعطرتني بها ، أو همسة َحب ٍ، علمتني كيفَ أن أهمسها لك َمن غربتي المرة ُهذه ،وانت تسكن ُهناك ، في وطن ٍهو أشهى ما أحببتَ ، وبين أحبة ٍ هم أصدقَ ما أخترت َ.
أهمس إليك من غربتي ، همسة َحب ٍ،لأنني أخشى على روحك َ، من حرقة ِالقلبِ التي أحملها بين ضلوعي ، لهذا الفراقُ الذي أمتدَ طويلا ً.
أهمسُ إليك همسة َحب ٍ، لانها تليقُ بك ، لأنك كنتَ تزرع ُالحب أبدا ً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي


.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه




.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر