الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-شراب- قذر

باسنت موسى

2008 / 2 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يبدو أنني من كثرة تعرضي لمواقف شتى داخل مترو الأنفاق المصري سأكتب يوما كل تلك المواقف في سلسلة تحت عنوان "مذكراتي مع المترو" واليوم أعزائي سأتحدث لكم عن إحدى حلقات تلك السلسلة.
بداية وكما تعلمون فالمترو الآن بكل عرباته وليس المخصصة للسيدات فقط تحول لسوق تجاري تجد به كل شيء بدءا من كتب الأدعية الدينية إلى مستلزمات المدارس والتجميل للنساء نهاية بإسدال الصلاة للمرأة المؤمنة وتيشرتات الرجال الصيفي، لكن وجود كل تلك المبيعات بالمترو لا يعني أن الجميع يستخدم المترو كسوق للكسب التجاري، فكل تلك الأنشطة المبيعية على الرغم من تحفظي على طريقة ومكان بيعها إلا أنها ليست كارثية أو مستغلة للأفراد كنشاط التسول الذي يقوم به البعض أيضا داخل المترو، حيث تجد أطفال وشباب وشابات يجرون في عربات المترو بحركات سريعة ملقين على أرجل الركاب وريقات مكتوبة بالكمبيوتر تقول ساعدوني على الحياة فقد توفى أبي ولم يعد لدينا عائل، وبالأمس وأنا بالمترو رأيت فتاة شديدة النحافة ترتدي عباءة سوداء وتغطي وجهها بالنقاب ولا يظهر لها أي معالم سوى نحافة جسدها والشراب القذر الذي ترتديه أسفل "شبشب" لونه بيج ولا أفهم لماذا علمتها لكي أعرفها من هذا "الشراب القذر والشبشب" ربما لأنه لا يظهر منها أي شيء يجعلني لو رأيتها مرة أخرى أعرفها، غير هذا كما أن اللون البيج وإن كان قذر إلا أنه كسر حده السواد المتلفحة به تلك البائسة، المهم وزعت وريقاتها في حركة سريعة كالمعتاد لكنني فؤجئت وهذه أول مرة تحدث لي أنها لم تلقي بإحدى وريقاتها لي طلبا للتسول ولا أفهم لماذا لكن ربما وجدت هي أنني "وهذا يبدو من شكل ملابسي كافرة سافرة" وبالتالي لن أتعاطف معها وألقي لها بأي مال كما يمكن أن يكون سبب تجاهلها لي ومن هم على شاكلتي الإعتقاد بأن أموالنا حرام مثلا فلا تريد أن تلوث مال حلال من مؤمنين بمال كافرة مثلي، على العموم إهمالها هذا أثار فضولي للنظر لباقي السيدات المحظوظات بجانبي الحاصلات على ورقة من فتاة الزي الأسود وجدت أنها تروي فيها كيف أنها فتاة يتميه لها أربع أخوات من الفتيات ولا يريدن سوى العيش الكريم كفتيات مسلمات وحيدات مع أمهن المسلمة خاتمة شكواها وطلبها للمال بحديث إسلامي عن وجوب إعطاء السائل من اليتيم ما يطلب من مال. المهم وأنا عائدة من مشواري إرتدتُ المترو أيضا وكانت الساعة الحادية عشر مساء وكنت جالسة ناظرة لكتاب بيدي وعندما أستريح من قراءة للكتاب أنظر بشكل لا إرادي لأرجل النساء من أمامي ولكم أن تتخيلوا ماذا وجدت؟؟ وجدت الشراب البيج أكثر قذارة وذات الشبشب الذي رأيته صباحا، وعندما نظرت لصاحبته وجدتها منقبة إذن هي تلك الفتاة التي كانت تشحذ بالظهر وكان أمامها كيس من البلاستيك به عملات كثيرة ووجدت الفتاة غير مرتدية جوانتى يديها وتعد حصيلة يومها من الشحاذة وطبعا ظهرت يديها وكانت ترتدي ما يشير إلا أنها مخطوبة بالإضافة لعدد من الخواتم كانوا تحديدا ثلاثة وتظهر من العباءة ثلاث أسوار ذهبية عريضة الحجم.
أنظروا معي كم أن تلك الفتاة ذكية وفهمت جيدا شروط لعبة اليوم، فهي صنعت لنفسها شكل إسلامي ينال رضا وإستعطاف أفراد مجتمعنا ونجحت بهذا الشكل خداع من قد يفكر بأنها نصابة مثلا، خاصة وأن مجتمعنا المصري الآن والحمد لله حصر كل الفضائل في أثواب قماش تتلفح بها المرأة حتى لو كان العفن الفكري والجسدي أسفل تلك الأثواب، المهم أن يكون الثوب كاملا لتؤثر في الآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط