الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف (سكراب) الشيوعيه من قضية كردستان

ليث الجادر

2008 / 2 / 17
القضية الكردية


(اذا ما اتخذ الشعب الكردي قراره بالانفصال عن العراق ومضى قدما في اعلان دولته المستقله ,فان كردستان الفتيه سيحكم عليها الحصار من الجهات الاربعه وستأسر حينها في جيب مصيري مهلك لابد وان يفضي بها في نهاية المطاف الى التشتت والتجزء بين غرمائها . حيث لا شرعيه دوليه تتحصن بها ولاقوه تنتصر بها ) بمثل هذه الاستنتاجات الهزيله التي ترتكز على تفسيرات نهج تحليلي ميكانيكي بائس ,يحاول اصحاب القرار الكردي السياسي من الرد على دعوات الاستقلال ...هكذا وبكل بساطه وقحه يهمشون قدرات الجماهير ويعلقون مصيرها على ارادة قوانيين الشرعيه الدوليه التي لايؤخذ العمل بها الا بعد ان تقاس مردوداتها بارقام الريع السياسي الخاضع بالكامل لمعايير مصالح الدول العظمى ..وبذلك فانهم يسوقون لنا عقيدتهم التحرريه الجديده ذات الصياغه القائله -ان حرية الشعوب واستقلالها يجب ان تكون مرهونه بالحسابات المصلحيه للقوى العالميه , فهي الحكم الفصل الذي يمنح الشرعيه او ان يمنعها - ..اما بماذا يطالب كاكه حمه ؟ماذا يريد وماذا يدخر ؟ وماذا يمكن ان يوفره له حليفه (الجبل) من امكانيات وقدرات ؟ ..كل هذا محض افتراضات ووهم ..وفي احسن الاحوال يعتبر مجرد مخلف من مخلفات ماضي غابر ليس من الصواب الالتفات اليه وليس من المجدي محاولة استثماره وادامته ..فلا حاجه لكردستان بعد اليوم لجماهير كردستان وليس لكردستان ما يمكن ان ينفع ابناؤها ..قرار الحريه ..قرار الاستقلال يقبع اسير مزاجية السياسه الدوليه .وعلى هذا الاساس في تقييم القوه والموقف ,يدخلون مطلب الاستقلال في جدليه بيزنطيه تعبر في مضمونها عن اليأس التام من القضيه ,حينما يؤكدون بشكل قاطع الموقف الموحد الذي سيتخذه خصوم كردستان (ايران -تركيا-سوريا ) اتجاه القرار الكردي ..فيفترضون انبثاق تحالف فوري بين هذه الدول تجند فيه امكانياتها العسكريه والاقتصاديه والسياسيه في فرض طوق العزله والحصار او في الانقضاض على كردستان ..متناسين بذلك وعن قصد الخلافات الستراتيجيه التي تتحكم بعلاقات هذه الدول وما يمكن لحدث الاستقلال من ان يؤزمها ويؤثر عليها ..وهنا ايضا يضمحل في تفسيرهم الى حد التلاشي دور التشريعات الدوليه بعد ان كانت في الشطر الاول من تقييمهم تمثل العنصر الحاسم والاكيد , وبالتالي يكشفون من خلال هذا التعارض حقيقه يؤمنون بها بالسر تقول ان الاراده الدوليه هي ضد ارادة الشعوب ومع مصالح الدول وسياسة سلطاتها (مع انهم يبشرون ان زمن ملكوت الديمقراطيه قد حان وان المجتمع الدولي بقيادة الدول العظمى هم رسل هذا الملكوت ) ..واذا كانت دوافع السياسين المهيمنين على مقاليد القرار الكردي معروفه وغايات دعايتهم مفتضحه لدى الاغلبيه ..فأن الضبابيه تكتنف موقف ما تبقى من (سكراب ) القوى التقدميه الكردستانيه والعراقيه ,اللذين صاروا يوظفون الجمود العقائدي لخدمة اغراض سياسيه خانعه متلمسين بذلك طريق الذيليه والتكيفيه المبتذله ..فمرة يعارضون استقلال كردستان تحت شعار وحدة الوطن المتخم بروح وطنيه مثاليه ومرة اخرى يبررون موقفهم المعارض بذرائع عقائديه ومبدئيه هم انفسهم لا يفقهون منها الا الشكل ولايحسنون فيها الا الترديد ..المسأله عندهم هنا تتحول الى انه ليس من مهام الاشتراكي الديمقراطي -الشيوعي العراقي - او الشيوعي العمالي من ان يناضل في سبيل قضيه قوميه خصوصا وانهم يعلنون اعتقادهم بان الاضطهاد القومي قد رفع عن القوميه الكرديه في ظل (الاحتلال الاميريكي) كما يصفونه هم ..لكن الا يعني ذلك ان الاضطهاد القومي للاكراد رفع ظل الاضطهاد القومي للعراقيين ؟ فما المانع من ان يحاول الاكراد في مثل هذه الحاله من انتهاز الصدفه التاريخيه لانتزاع حريتهم من بين ايدي المتسلط القديم والمتسلط الجديد دفعة واحده ..انه وبحسب نظرتهم العاطفيه يتعارض مع مصلحة الوطن ووحدته ..لكن اي وطن وأية وطنيه تلك ؟ سيكون جوابهم حتما هو بمثابة الاقرار بشرعية الالحاق القسري للاكراد بالعراق ودولته العربيه ,,وهكذا يدورون في حلقه مفرغه مستعينين بالمثل وقيم الاخلاقيه البرجوازيه ,أو ان يضطروا في النهايه الى تبني وجهة نظر القوى الكرديه القومويه (المتمنعه الراغبه ),,بينما يحتم المنطق التقدمي موقفا اخر تسخر فيه الامكانيات السياسيه لخدمة المبادىء وبنهج ستراتيجي بعيد المدى ,حيث يمثل تبني قضية استقلال كردستان والامساك والاندفاع بها الخطوه المهمه الاولى في مسيرة مقاومة المد الامبريالي الذي يسعى بكل ما اوتي من جهد للمحافظه على الوضع الاجتماعي القلق في العراق ..انها الضربه الاستباقيه التي لابد وان توجه الى مرتكزات المشروع الامبريالي ..وهي لعبة تاريخيه لايمكن من ان يحسنها الا من هو تقدمي وبالتحديد من هو شيوعي يعرف جيدا كيف يراوغ وكيف يروض الحدث ..وبالتاكيد فلا (تقدميو) ولا ( شيوعيو) العهد الجديد يتقبلون ذلك وهم يأنفون بان يلعبوا هذه اللعبه التي يكتنفها الكثير من المخاطر وتتطلب الكثير من التضحيات ..فهم اتخذوا طريقا اخر وابتكروا لعبه تقدميه غريبه ..فراحوا وبشكل هزيل يوظفون المبادىء من اجل سياسه ويتبعون (التقيه) ويحسنون التكيفيه الذيليه ..صار همهم ان تتقبلهم الجماهير بدلا من ان يكون همهم كسبها حتى لو اضطرهم ذلك الى اقتناء (مسبحة) التقوى والزهد ...وصار شغلهم الشاغل هو كيف يحافظوا على امنهم من بطش القوى الاسلاميه باسترضائها والتذلل لها بدلا من النضال الشرس وربما العنيف في ضرب ركائزها ... ان كل ما يطلبه هؤلاء (التقدميون) هو ان يبقوا معارضين عذروين للسلطه وعشاق اخصياء للجماهير ..فهل تبقى بعد هذا لهؤلاء شيء يربطهم بمجد الشيوعيه وصرحها العظيم ..اليس من حقنا الان من ان نطعن بصحة نسبهم الماركسي الذي مازالوا يتشبثون به اسميا ليدر عليهم احترام وثقة الاخرين ؟ ثم اليس من واجب الماركسين الاقحاح في ان لا يكتفوا باعلان برائتهم من هؤلاء الادعياء وان يندفعوا الى اكثر من هذا الاجراء ؟ بالنسبة لنا ولامثالنا اللذين يجهدون لان يثبتوا صحة نسبهم الماركسي نعتبر احد معايير هذا الشرف هو الموقف من قضية استقلال كردستان مع التاكيد بشفافيه عاليه على ان هذا الموقف يمثل لنا القوس والمنزع .. الوسيله والغايه .. انها الدعوه لرفع الظلم القومي الذي يغطي فوهة مرجل غليان الصراع الطبقي ..وحينما يرفع ..فلا منفذ الا منفذ التغيير ولا ملجىء الا ملجىء العدل والمساواة ..ولا ينبغي ان نتردد في ان نعلن ان احد شعاراتنا التكتيكيه هو (( كردستان المستقله الان ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد أوضاع النازحين شمالي قطاع غزة بعد أن تقطعت بهم


.. بريطانيا تنشئ وحدة جديدة لأمن الحدود وتنهي -خطة رواندا- لترح




.. سكان برشلونة يتظاهرون ضد تدفق السياح


.. الحرب في السودان: ما أهمية ولاية سنار و ما أوضاع النازحين إل




.. حكم نهائي بإعدام القاضي المصري قاتل زوجته المذيعة شيماء جمال