الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوجلان ... الصّهيلُ في زمَن ِالخِرافْ

زياد الأيوبي

2008 / 2 / 20
القضية الكردية


في عملية قرصنة يندر وجود مثلها في الخسة والدنائة والسفالة و الصُّغار والاجرام وعلى طول وعرض التأريخ البشري، تكالبت قوى الشّر المعهودة وجلاوزتها المأفونون وزبانيتها اللكعّ بالتآمر والتعاضد والتآزر في عدد من الدول التي لا تملك من مقومات الدولة الا آلتها العسكرية و دساتير أقبية السجون، و بعقلية قروسطية جبانة ممقوته تأنف من همجيتها الضباع والتي لا تليق الا بهؤلاء ، قامت المخابرات التركية الزنيمة و توائمها في كل من أسرائيل و كينيا و روما، و بتعاون وشراكة مفضوحة من وكالة الاستخبارات الامريكية و مباركة حكومتهاالسفيهة بالقبض على الزعيم الكردي، السروك عبدالله أوجلان (آبو) في 15 شباط 1999 ونقله جوا الى تركيا و بطائرة خاصة أعدت مسبقا لهذا الغرض لمحاكمته على أنسانيته و عكرمته في الثورة الجبارة والتي أطلقها في كردستان الشمال منتصف الثمانينات من القرن الماضي والتي لا زال يشد خطوط نضالاتها ويرسم ملامحها المستقبلية من جزيرة (آمرلي) المحاصرة بالقوات التركية الخاصة وكأني بهم يخافونه حتى في أسره الموحش مبرهنين على درجة الضعف والبلادة التي تتحكم في الذئاب البشرية التي تحكم تركيا منذ نشأتها المعاصرة.
ومن خلال البث التلفزيوني لعملية القرصنة الهمجية وأثناء الرحلة الجوية شاهدنا جميعا كيف كان الزعيم الابيّ في حالة من الغيبوبة مشدود الوثاق مكبل اليدين والقدمين ، معصوب العينين، مسجيا ، مخدرا ، فاقدا للوعي و مغيب الاحساس من فعل و تأثير ما زرعوه في جسمه من سموم و عقارات متنوعة بهدف إسلائه و إضعاف قوته العقلية بالرغم من انه كان محاطا بالعديدين من الملثمين المسلحين والذين أظهرت سماتهم البدنية و طول قاماتهم أصولهم الاوروبية والامريكية، اللهم الا واحدا ممن احاطوه حاوره بلغة الذئاب منتشيا بأبتسماته الصفراء البلهاء.
واليوم وقد مرت تسع من الاعوام العجاف على هذه الجريمة النكراء والعملية الوقحة والمؤامرة الدنيئة .. لا يسعنا نحن الكرد من جند القلم والكلمة الحرة الابيّة العصيّة على فهم هؤلاء الاوباش وفي خضم هذا الصمت المستشري دوليا و أقليميا .. الا ان نرفع صوتنا عاليا لتشق أعنان السماء منادين .. سلمت ايها البطل الذي تتباهى به البطولة وتستلهم منه الفداء معانيه ، وتفتقد حضوره عرق النضال وتحلم بلقائه لهيب المعارك وتدعوه روائح المداد وشغف الاقلام، قنديل و زوزك يناديان بأسمك بالعشية والضحى وأناة الليل .. في كركوك جنبات البيوت تحتضنك ومشروعك الجبار، تشكوا اليك الجراح من طعنات الجبناء والاراذل وتتلهف منكوبيها لعناقك ... و مهاباد تعمدك بدم القاضي الشهيد وبمحبة متصوفيها في القباب وتراتيل كهانها في معابد النار، عامودا تحتضنك بقلبه المسجي على الدرابين المعفرة بأتربة الاغتراب والضياع. حبنا لك هو حب الزنابق والنرجس لارض كردستان .. عشقنا لدربك المزروع بالاوغاد هو عشق الأحرار لفجر الحرية الزاهي بحمرة الدماء ... انت باق في كل طفل تضعها حرائر وعاتكات الكرد في كل بقعة من بقاع الارض وكادحيها المنسيون ، أنت باق مع كل كردي يموت منتصبا و ظهره للريح والبندقية ذراعه الثالث، أنت باق و سجنك والغلاظ من حراسك الذئاب الثقاة لا محالة زائلون، مانزلت وسوف لن تنزل بك وبنا الهمة و ستبقى رؤوسنا مرتفعة بك حتى في غيهب سجنك فليس في قدرة الجدران أن تحيط بعملاق يربض في القلوب و يستقر في الانفاس... وستتذكرك الاجيال عبهلة للكرد المخلدين. فبرغم القيود في معصميك والجدران والحيطان و الخلجان حول عرينك ... فكل حرف مما تقول يعصف بهم كالرعد في الليلة الظلماء و كل كلمة منك تهز أركان بنيانهم المنخورة وتجهض أحلامهم المريضة وآمالهم المثقوبة ، فأنت الحرّ الوحيد في دولة يحكمها من القبر عظام رميم .. فلا أرادة في أوطان يحكمها رفاة الطغاة بطاعة أثيلة قعساء.
ظنوا بأنهم سيأسرون الحزب بأسرك .. ويسجنون الفكر بسجنك .. ولكن هيهات !! لقد استيقظوا من الضغث و لم يفدهم الأثم في المظان، فالحزب ماض في الركب لا يلوى خطاه ومقاتليك يملأ رؤوسهم الايمان و كفوفهم من صلب الفولاذ وعبقهم الورد و البارود، وهم على دربك سائرون بأعين ترى بالايمان من خلال العتمة وتتفقد الاثار ببوصلة العقيدة بعزم لا يرده راد .. ولابأس في ان يكون للباطل جولة .. فغدا سيكون للحق دولة ... و ستنطلق حناجرنا تخترق جدران الصمت و مراسم أزمنة الخراف يوم تخرج من بوابة النصر (آمرلي) حاملا الشمس في جبهتك تغمر مشارف الوطن فيضا من نور... أهلا بمانديلا الكرد !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية