الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون ينشرون السلام في كرنفال مسيرة الاربعين

سلام الامير

2008 / 2 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بداية أود إن الفت انظار الاخوات والاخوة القراء إلى إن هذه الاسطر ليست مع أو ضد إي طرف وإنما تحاكي الضمير العراقي الحي لتكون من الشواهد على الوحدة والالفة بين أبناء الامة العراقية الواحدة الموحدة
لا يخفى إن لكل انسان في الوجود عقيدة ترشدة إلى ربه وتدله عليه ولا يخفى ايضا إن كل المخلوقات طرا تعبد الله عزوجل لكنها تختلف بالوسائل لذلك ترى ان عبدة الاصنام يعتقدون إن اصنامهم انما تقربهم إلى الله زلفى وانها وسيلة للتقرب منه تعالى اسمه
ولو إن إي شخص عمل مقارنة اومقاربة بين الأديان السماوية والمذاهب والفرق المنبثقة منها لوجد إن جميع تلك الاديان تشترك فيما بينها في كثير من الاعتقادات كتوحيد الباري والاقرار بالانبياء والرسل وان هناك تقارب كبير وليس هناك اختلاف كثير ومرجع ذلك بالحقيقة إلى مقولة إن الدين كله لله
ومن بين الأديان السماوية الكبرى هو دين الإسلام دين التراحم والسلام والتعاطف بين بني الإنسان قاطبة
وكذلك الحال لو إن احدا عمل مقارنة ومقاربة بين مذاهب الاسلام الخمسة لوجد إن الجميع متفق على اصول اساسية هي التوحيد والعدل والنبوة والمعاد سوى إن الشيعة الامامية تعتقد بالامامة بانها اصل من اصول الدين مع اختلاف بسيط بالفروع وان هذا الاختلاف ليس وليد اليوم بل مر عليه أكثرمن اثني عشر قرنا من الزمن ولست هنا لتصويب معتقد أو تخطئته إي كان هذا المعتقد بل إن الغرض الاساس هو إن لكل مذهب أو طائفة أو فرقة أو جماعة معتقدات ومراسيم وطقوس دينية تقدسها فاذا اراد إي انسان من الجميع إن يحترموا مقدساته ولا ينتقدوا طقوسه الدينية فعليه بالمقابل إن يحترم مقدسات وطقوس الجميع وهذا ما امرنا الله به من عدم سب الالهة حتى لا يسبوا الله
وللشيعة طقوس ومراسم وشعائر دينية معروفة ولها اوقات ايضا ومن هذه الأمور زيارة الاربعين الراجلة حيث يخرج مئات الالاف بل الملايين من العراقيين لاداء هذه الزيارة مشيا على الاقدام من مساكنهم حتى ارض كربلاء حيث مرقد الامام الحسين ع وهذه المسيرة الراجلة في العراق فقط ومن خصائص العراقيين
ولا ينكر إن مهد التشيع وأصله هو العراق ومنه انتشر إلى البلدان الأخرى سيما المجاورة له والقريبة منه ولذلك تجد إن مراقد اغلب ائمة الشيعة واهل بيت النبوة منتشرة في العراق من الشمال إلى الجنوب أكثر من إي بقعة في الأرض وان الامام علي وهو أول الائمة اتخذ من الكوفة عاصمة لخلافته
وليس معنى ذلك إن العراق للشيعة فقط بل على العكس فان ارض العراق يتعايش ويعيش عليها اناس من معتنقي جميع الأديان والمذاهب ومن جميع الالوان والاشكال والجامع الوحيد بيهم والرابط الوثيق هو انهم عرقيون وعراقيون فقط تجمعهم هوية الوطن
وان سكان العراق وعلى مدى تاريخ الأديان والتمذهب لم يكن الدين أو المذهب يشكلان إي نقطة خلاف اواختلاف حقيقية فيما بينهم كعراقيين وهذه حقيقة ناصعة وليست كلام من نسج الخيال أو اقتباس من قوافي الشعراء
ولقائل إن يقول ويعترض بان هذا الكلام غير تام وليس بصحيح وان هناك صراعات دامية ظهرت في فترات متفاوتة بين الفريقين ولسنا ببعدين عما اعقب نيسان الخير 2003 من صراع دامي بين الطائفتين بل حتى بين الأديان
ولجوابه نشير اشارة ولا نتوسع بالتفصيل اعتمادا على إن اللبيب بالاشارة يفهم
من إن هذه الصراعات التي تذكر انما كانت بدوافع سياسية وبتأجيج وتحريض من الساسة وبدعم وتمويل خارجي الغرض منها تحقيق مكاسب سياسية فئوية ومصالح دول عدوانية ولا تختص بأي مذهب أو طائفة بعينها بدليل اننا نرى لو ارتفع هذا التأثير السياسي المصطنع فسرعان ما يعود الافراد من الطرفين إلى التواد والتعاطف والتلاحم من جديد وتعود الروابط اقوى من السابق وانه ليس هناك خلافات حقيقية فيما بينهم وبدليل آخر ايضا هو التزاوج بين الطرفين وإلا فكيف يتزوج الرجل بامراة تعد من خصومه أو اعداءه وكذلك الحال إلى المرأة كيف تتزوج برجل من خصومها أو اعداءها والمفروض إن خصماء العقيدة لا مجال في التهاون والتعاون معهم
اليس في ذلك دليل يدل على عدم الخلاف والاختلاف الموجب للتناحر والتقاتل بين المسلمين
ومن لم يقتنع بهذا الكلام فعليه إن يشاهد الدليل القاطع على لحمة العراقيين وان لا فرق بين سني وشيعي أو مسلم وغير مسلم وهذا يتجسد في الحدث التاريخي الذي يتجدد كل سنة وهو مسيرة الاربعين الراجلة والتي تبتدء من الجنوب والشمال وتنتهي في كربلاء في يوم عشرين من شهر صفر الذي يوافق مضي اربعين يوما على استشهاد الامام الحسين ع وترى في هذا الكرنفال الملايين من العراقيين وهم يسيرون وتجد فيهم وبينهم الشيعي والسني وكل الطوائف والقوميات وتستبشر عندما ترى السنة وهم يحملون سلاحهم ويتوجهون لحماية اخوانهم واقربائهم واصهارهم الشيعة وتجد الضابط العسكري ابن الرمادي مع ابن النجف جنبا إلى جنب وحينذً نتسائل ما الذي جمع بين العربي والكردي والتركماني والاشوري السني والشيعي المسلم وغير المسلم وما هو هدفهم ولماذا هؤلاء الناس عزل من السلاح اليس المفروض انهم خصماء وسوف لن نجد إي جواب غير إن الذي جمع هؤلاء الناس هو الدين الذي هو دين الله ووحدهم الوطن وهو العراق ولم يحملوا السلاح لانهم بين اهلهم ولا يحمل المرء السلاح وهو بين اهله
ولو سالت كل واحد واحد من هؤلاء السائرين وغيرهم من العراقيين ما هي امنياتكم سيقول الجميع امنيتنا إن يتركنا أعداء العراق وبعض دول الجوار بحالنا نحن وشاننا ولا يتدخلوا في امورنا الداخلية وشوننا الدينية ولا يصنفوا وطنيتنا حسب الدين والمذهب والقومية
وسيقول الجميع كذلك نامل من السياسيين العراقيين عدم الاستماع لكل كلمة من شانها إن تزرع التفرقة والبغضاء بين العراقيين كما نطالب البعض من إن لا يستغلوا الدين لمصالحهم وإن هذه الملايين لم تخرج لتاييد زيد أو سحب الثقة من عمرو فلا داعي لالقاء الخطب والخطابات ورفع الشعارات السياسية ومضايقة الناس فجميع الملايين خرجوا لامر ديني بحت

وندعوا من الله عزوجل إن يحفظ جميع العراقيين لاسيما العزل المشاة إلى كربلاء ويبعد عن العراق والعراقيين اعدائهم ويرد كيدهم إلى نحورهم ونتمنى السلامة للجميع وان على العراقيين جميعا إلابتعاد عن كل ما يفرق الكلمة ويشق الصفوف وان لا يمكنوا من اراد استغلال الدين وتسيسه لصالحه والمتاجرة به
فان الجميع القاصي والداني يعلمون إن هذه الملايين انما ستخرج لاداء امر ديني وليس سياسي أو تاييد حزبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah