الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [6]

عادل الحاج عبد العزيز

2008 / 2 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


جاذبة:(( قال المؤلف عفا الله عنه: قد كنت اشترطت في كتابي هذا في الجزء الأول منه أني اقسمه قسمين وأجزؤه جزئين، كل جزء يشتمل على أبواب اذكر فيها الأدوية والأغذية والأطلية المضادات والمسوحات والحقن والحمولات والمعاجين والسفوفات واللبانات والمربيات والملَّذات وغير ذلك .. وهو الجزء الأول))
(النساء وزينتهن،الجنس عند العرب)[1]
تجسيد
كتابتنا في هذا الجزء من هذه الحلقات المتصلات، تعد اوبةً ما للمخبوء في ذواتنا الوطنية. والتي هي قطعاً تنقسم لشيئين روحاً وجسدا، فيما ارجِّح اننّا دوماً في حوجة لان نزيّن الأثنين معاً. وهو فيما نظن يتطلب عكوفاً قد يطول لعلاج ما فسد منها من أعضاء بفعل سلطة طرفٍ على آخر، وما أعنيه هنا هو ثنائية الروح/ الجسد وأظنني لا أغالي إن افترضت أننّا كثيراً ما يصيبنا القنوط من امكانية إعمال الإتزان او التوازن لهكذا خلّل يجافي ما هو متسق مع العقل والتعقل المطلوبان بشدة لإصلاح كامل اجسادنا.
والعكس ربَّما صحيح، اجدني احبِّذُ عدم الإنجذاب التام لهكذا سياق قتله بحثاً الفلاسفة من قبلنا، وأوفوا ما فيه من علوم حقها بالبحث. كما ان التصوّف جاد بفضله في هذه المسألة الشائكة، وكثير من اهل العرفان لدينا جادوا بما لديهم. ليؤكد ما ذهبت اليه في ايامنا هذه أيضاً علماء الحداثة وما بعدها ليربطوها بكل يسر كلّ ذلك بعلم الما ورائيات Metaphysics الشهير.
إذاً ليس من الحكمة في شئ العكوف طويلاً في ذلك الفضاء المتصوِّف والما ورائيّ، فنحن جيل ربَّما يرتبط ارتباطاً لا فكاك منه بهذا العالم السريع الإيقاع والصاخب بشدة بفعل الظروف المحليَّة والدوليّة سامحهما الله.
انطلاقة حديثة
دائماً ما تعود بيّ الذكرى الى تلكم الأيام من العمر عندما كانت ما تزال تتشكل أغشية وعينا بكوامن ذواتنا وبالعالم من حولنا. بالعودة لخبرة ذاكرتي بفترة الثمانينيات من القرن المنصرم، فقد كانت الديمقراطيَّة الثالثة لدينا تترنح بفعل ساستنا الآباء (الطيبون)، والذاكرة الآن قد لا تُسعفني لمعرفة سبب ترنُّحها ذاك (حينها) بالضبط.
ولكن في تتابع لمسلسل اجترار الذِّكريات وهو الطَّقس الأوحد المفضل لدى قادتنا الآباء في السودان بالطبع هنا حتى لا يسرقنا التعميم المخل!
في المقابل نجد انه لا مفر لدينا كأبناء من الأحتفاء معهم بتلّكم الروايات المرويَّة بواسطتهم مراراً وتكرار
في مربع مُعاد: سياسي/ اقتصادي ، نحن/نحن ؛ وفعلاً يبدو ان ارادته هي الغالبة دوماً ذلك الجيل.
فيما كانت اجيالنا هذه وقتها تلهو وتلعب لا غير، ففي تدليل قاطع لسيطرة ذلك المنهج لديهم ذكر الدكتور منصور خالد حفظه الله في لقاء موثق بفضائيَّة الجزيرة القطريَّة[2]، قوله: انه هو تحديداً من ارسل الأطفال السودانيون حينٍّها الى الصين الشعبية آبان توليه لوزارة الشباب والرياضة (حينها) فيما كان الأطفال من اجيالنا تلَّك يلهون ويتقاذفون الكرات؛ ولا يعنيهم إن كان من يحكمهم (حينها) نميري أو هو ما وتسي تونغ.
وكأن ألسنتهم تلهج بهذه الهلوسات الصبيانيّة [3]:
رأيت النساء يشتهين من الفتى *** خصالاً تكاد الاّ في الرجال تكون
شباباً ومالاً وإنفرادا وصحةً *** ووفر متاع في النكاح يدوم
التعايش المشترك هل من إمكانية؟
نجد ان سؤال التعايش السلميّ من الأسئلة الملحة التي تلهج بها ألسنة كثير من العلوم في عالم اليوم السريع الإيقاع؛ إلاّ ان الفطن والحصيف يمكن ان يلحظ أنه تساؤل يحوي في رحمه كثير من الأجنة المتسائلة أو ربَّما (المتشالقة). على شاكلة متى واين يحين للتعاون أن يحدث؟ من الذي يشترك فيه؟ ما هو الطريق الموصل والأكثر فعالية لإحداث عملية التعايش؟
لذلك ما تقر به كثير من الدراسات الحديثة أن التخطيط يتطلب عملاً مستمراً، يواكب بدوره التغيرات في الأوضاع الناشئة بحيث لا يقتصر عمل المسؤولين عن انجازه، على مجرد ردَّات الفعل المفاجئة التي تحدث بين حين وآخر.
لذلك التخطيط الإستراتيجي ضرورة ملحة على كافة الأصعدة؛ يدعم مسلكنا هذا كل المسوح المعرفية المتوارثة في هكذا حقل، اذ تشير الى ان هناك علاقة حميمة لمسألة التخطيط في لدن المؤسسات العسكرية والمدنية وفضاء العلاقات الدولية الحديثة.
ولإعطاء القارئ العابر عبوراً سريعاً على هذه المسألة، يمكننا ان نطرح له هنا نموذجاً متواضعاً لذلك:
فبعثة الأمم المتحدة التي كانت عاملة في مأساة البوسنة والهرسك (حينها) والتي كانت تعرف بـ UNMIBH كانت تتشكل من 340 كادراً دولياً و1600 من الكوادر المحلية، إضافة الى ما يقارب 1800 ضابط شرطة، وكانت البعثة تمتلك بناية ضخمة للقيادة في سراييفو، والتي تسلمتها على شكل قرض من جامعة سراييفو؛ كما تم تطوير جهاز OHR لكي يقوم بذلك الأمر (حينها) اذ كان هناك اكثر من 700 شخص 19 مكتباً ميدانياً (حينها)[4].
ما يمكن الخلوص اليه انه كان يوجد فضاء من التعايش السلمي بين مختلف المؤسسات الدوليّة والمحليّة لانجاز المهمة الدوليّة النبيلة تلك.
الآن الأمور في واقعنا الماثل غير واضحة المعالم ومحجوبة الرؤية فيما يتعلق بإنجاز هكذا نوع من التعاون،
لذللك عساه لا يساعد على اجلائها غير الإرتكان لفضيلة الدعاء والمناجاة الما ورائية المورثة لنا في تراثنا السياسيّ؛ فنحن نحفظ هذا الدعاء عن ظهر قلب نرسله لكتابنا السودانيون الذكور هناك؛ "قل يا ايها المؤلفون المختلفون اما امساكٌ بإحسان او تسريحٌ بمعروف"؛ يهديكم الله لسواء السبيل.
عادل الحاج عبد العزيز
الهوامش
[1] الجنس عند العرب، نصوص مختارة، الجزء الأول، الطبعة الثانية 2003، منشورات الجمل، كولونيا، ألمانيا.
[2] ] حوار مع الدكتور منصور خالد اجرته قناة الجزية الفضائية بتاريخ 2007/7/14، اجرى الحوار المذيع سامي كليب، حلقة من برنامج زيارة خارجية.
[3] الجنس عند العرب، نصوص مختارة، الجزء الثاني، الطبعة الثانية 2003، منشورات الجمل، كولونيا، ألمانيا.
[4] تخيل التعايش معاً "تجديد الإنسانية بعد الصراع الإثني العنيف، 2006 تحرير: انطونيا تشايز ومارثا ميناو، ترجمة فؤاد السروجي، الأهلية للنشر، عمان، المملكة الأردنية الهاشمية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح