الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجاب السياسي واثره في تخلف المرأة المسلمة والمجتمعات الاسلامية

عبد العالي الحراك

2008 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الوعي العام لدى افراد المجتمع ومستوى تطوره , ومن ضمنها الافكار السائدة والعقائد والقيم هو الذي يقررالعادات والتقاليد بصورة عامة ومنها الزي واللباس . ولما كان المجتمع يتطور ويتقدم الى الامام فتتطور اذن عاداته وتقاليده , فتختفي بعض التقاليد والعادات وتظهر اخرى وقد تكون مكتسبة من مجتمعات بشرية تقدمت على غيرها , عن طريق العلاقات والاتصالات بين البشر. واذا جئنا الى مسالة الحجاب السياسي واقول سياسي لانه صدر بأوامر سياسية لحكام الاسلام السياسي وله اهداف سياسية اسلامية مذهبية يخص هذا المذهب نوع من الحجاب ويخص المذهب الاخر نوع اخر. انه لباس مقيد لحرية المرأة المسلمة واجبارها على ارتدائه من قبل الاهل ورجال الدين الذي تسيسوا اخيرا واشتغلوا بالسياسة وتركوا الدين الا ما يخدم مصالحهم السياسية . ففي العراق كانت العباءة رداء المرأة الجميل في الريف عموما , واقل انتشارا بعض الشيء في المدينة, وهو امر طبيعي مقبول لا يؤشر الى أي هدف سياسي او ايديولوجي , ودرجة الالتزام به تعبر بصوررة عامة عن المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمرأة وعائلتها وقدرتها على التحرر من التأثير الاجتماعي العام للمجتمع الذي تعيشه . ففي اواخر الخمسينات ومع بداية التحرر الاجتماعي والثقافي الذي عاشه العراق وعموم المنطقة العربية ازدهرت المرأة في وعيها وتحررها وانتشرت المطالبة بحقوقها في الحياة ومن ضمنها حريتها في اختيار لباسها , ودعوتها لتجاوز كثير من المعوقات الاجتماعية البالية , فأنتشرت ظاهرة السفور بين البنات والنساء ابتداء من طالبات المدارس والجامعات , وانحسرت في المدينة قليلا ظاهرة ارتداء العباءة في المدينة ,ولكن بعد ظهور الاحزاب السياسية الاسلامية في الستينات , برزت ظاهرة الحجاب الذي اخذ تعبيرا ايديولوجيا وسياسيا معينا تفشى بشكل غريب بعد تغيير النظام السياسي في ايران في اواخر عام1979واجبرت النساء في ايران من قبل النظام السياسي الجديد على ارتداء الحجاب بشكله المعروف من قبل جميع النساء والبنات ومن عمر التسعة سنوات , وشكلت لجان من الحرس الثوري الايراني لمراقبة الحالة واجبار النساء على ارتدائه, وستتعرض للعقوبة كل من تعارض او ترفض . وانتشرت الظاهرة في المجتمعات العربية والاسلامية , وكان حلقة اخرى اضافية الى حلقات التخلف التي يعاني منها مجتمعنا العربي والمجتمعات الاسلامية الاخرى . واكبر مثال على ذلك ايران التي يحكمها الاسلام السياسي منذ ثلاثين سنة , لم تتطور في أي مجال بما يناسب خيراتها البشرية والمادية الهائلة , بل تقهقرت حضاريا عما كانت عليه في زمن الشاه وانشغلت حكوماتها بامور سطحية لا تمس التطور والتقدم في جوهره رغم الغنى الذي تتمتع به ايران والعقول العلمية والثقافية التي تعيش في الخارج . ونلاحظ في العراق نفس الحالة , فالتركيز يكون على قشور الدين ومظاهره اكثر من الانتباه الى جوهره. فالحجاب اصبح العلامة المميزة لعمق التخلف الذي تفرضه احزاب الاسلام السياسي على المجتمع , وخاصة النساء. فالتي لا تتحجب تقتل , وقتلن المئات فقط في مدينة البصرة . الحجاب هو رمز سياسي قسري يفوق أي شعار سياسي اسلامي , واية صورة لزعيم ديني . القصد منه الابقاء على المرأة متخلفة ومتأخرة , تخدم الرجل فقط في البيت وتشبع رغباته الجنسية كزوجة او زوجات . والاسلاميون ينظرون الى المرأة كجنس وكعورى , عليها ان تحافظ على عورتها , وهذه العورى اتسعت ولم يبقى منها الا ثقوب للعينين ترى منها النور الذي احجب عنها . فأذا كانت قريش تؤد البنات قبل الاسلام , فالاسلاميون السياسيون في عصرنا هذا يحجبون النساء اكراها , وهو ؤد مستمر طيلة حياتها , لا تستطيع ان ترفضه او تعترض عليه . عندما تلبس الحجاب طفلة في التاسعة من عمرها, فأنها اصبحت مكلفة وملتزمة بجميع الممنوعات , وليس لها حرية في امورها وعندها يتوقف عقلها عن التفكير الذاتي وتصبح تابعة للاوامر والتعليمات , والخوف يسيطر عليها من كل جانب , لان كل دافع ذاتي متحررلها يعتبر معصية للاب او الاخ او الزوج , وبالنتيجة فهو معصية لله.. يقتلون نصف مجتمعنا بالسلاح والنصف الاخر بالحجاب السياسي والفكري. لم نرى محجبة تقترح او تناقش في برلمان او قاعة اجتماع . فكيف تعترض وكيف تدافع عن حقوقها؟ اختفن تلكن النساء رافعات الهامة والصوت في سبيل حقوقهن, ولم نرى واحدة لا في التلفزيون ولا في الشارع ولا في قاعة اجتماع . نساء محجبات يتخذن موقعا ثابتا لا يتغير في قاعة البرلمان , لا حديث لهن ولا رأي ولا تصريح يصدر من افواههن, ومعاناتهن تفوق الخيال وتمتد عبر الأجواء والمدارات. انا لا اقول ان سبب تخلفنا هو فقط الحجاب ولكنه زي مكروه , تكرهه المرأة نفسها كمن تكره الزواج عليها من اخرى يقرها الدين والمذهب , فهي لا تحب التقيد والانطواء المرأة اكثر شوقا للحرية والتحرر من الرجل , اذا اعطيت ولوخيطا من حقوقها وفي مقدمة ذلك الحرية . العكس حصل بعد الاحتلال وتسلط الطائفية السياسية.. لا شيء من حريتها بل كل شيء ضدها , ابتداءا من تحجيب بنتها ذات التسعة سنوات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري


.. 166-An-Nisa




.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام