الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحور العين هي إهانة للشعور الإنساني

مستخدم العقل

2008 / 2 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استكمالا للمقالة السابقة بشأن ضرورة نقد النص الإسلامي المقدّس كخطوة أولى لاقتلاع ثقافة الإرهاب التي تتبنّاها بعض الحركات الإسلامية المستمدة لشرعيتها من واقع النص الإسلامي المقدّس نفسه، فإننا نلاحظ أن الرسول حين أمر أتباعه بالجهاد فإنه كان يستخدم لترغيبهم السلاحين الأكثر تأثيرا في فكر الرجل البدوي في ذلك الوقت، وهما المال والجنس. فنجد أن الرسول قد سمح لصحابته أن يستولوا على ممتلكات من يقتلونهم وكذلك سمح لهم أن يسبوا زوجات وبنات هؤلاء الأعداء ليمارسوا معهن الجنس كيفما يشاؤون والشرط الوحيد هو انتظار انقضاء عدة تلكم النساء (بينما الرسول لم ينتظر انقضاء عدة صفية - ولكن هذا موضوع آخر). هذا هو الجزاء الذي وعد به الرسول المجاهد الذي يظل على قيد الحياة، أما جزاء المجاهد الذي يقتل في المعركة فهو الحور العين (أي نساء الجنة). فالقرآن والأحاديث لم يدّخرا جهدا في وصف محاسن الحور العين، بل أكاد اقول أنه ما من شيء من نعيم الجنة حظى باهتمام القرآن والأحاديث مثل الحور العين. فمن الآيات القرآنية التي جاءت في وصف جمال الحور العين الآيتين 48 و 49 من سورة الصافات (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) وكذلك الآية 54 من سورة الدخان (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) وكذلك الآية 20 من سورة الطور (مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) والآيتين 22 و 23 من سورة الواقعة (وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ)، والآيات التي تؤكد على عذرية الحور العين هي الآيات من 72 الى 74 من سورة الرحمن (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)، بل لقد وصل الحال الى وصف شكل أثدائهن بأنها كواعب أي لم تتدل بعد (دليلا على عذريتهن) وذلك في الآية 33 من سورة النبأ (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا).

أما الأحاديث النبوية فقد بالغت في وصف الحور العين بشكل يدعو للعجب بعض الشيء. فالرسول يؤكد أن الرجل المؤمن سيستطيع أن يعاشر مائة عذراء كل يوم وذلك في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة (قيل : يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة ؟ قال : إي والذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في اليوم الواحد مائة عذراء)، وقد بالغ الرسول في وصف جمال الحور العين بطريقة تبدو كاريكاتيرية الى حد ما وذلك في الحديث الصحيح الوارد بالبخاري (أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة ، قلوبهم على قلب رجل واحد ، لا تباغض بينهم ولا تحاسد ، لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين ، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم)، وبالطبع فقد ربط الرسول بين جائزة الحور العين وبين الشهادة في الجهاد وذلك في الحديث الصحيح الذي رواه أنس بن مالك (أن رجلا أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني رجل أسود منتن الريح قبيح الوجه لا مال لي فإن أنا قاتلت هؤلاء حتى أقتل فأين أنا ؟ قال : في الجنة . فقاتل حتى قتل ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قد بيض الله وجهك وطيب ريحك وأكثر مالك ، وقال لهذا أو لغيره : لقد رأيت زوجته من الحور العين نازعة جبة له من صوف تدخل بينه وبين جبته). وكما أكد القرآن الكريم على شكل أثدائهن، فإن الرسول يؤكد أيضا على شكل مؤخرتهن وذلك في الحديث الشريف الوارد بمسند الإمام أحمد (إن أدنى أهل الجنة منزلة أن له لسبع درجات وهو على السادسة وفوقه السابعة وأن له لثلثمائة خادم ويغدى عليه ويراح كل يوم ثلثمائة صحفة ولا أعلمه إلا قال من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى وأنه ليلذ أوله كما يلذ آخره وأنه ليقول يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء وإن له من الحور العين لاثنين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا وإن الواحدة منهن ليأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض)، وبالطبع فلم ينس الرسول أن يؤكد أن المؤمن في الجنة ستتوافر له القدرة الجنسية اللائقة بهؤلاء الحور العين وذلك ثابت في الحديث الصحيح الذي رواه زيد بن الأرقم (إن الرجل من أهل الجنة ، ليعطى قوة مائة رجل في الأكل و الشرب و الشهوة و الجماع ، حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده ، فإذا بطنه قد ضمر).

ومع كل ذلك الوصف المبالغ فيه للحور العين فإنني أتعجب كيف أن الرجل المسلم لايشعر بنوع من الإهانة لكونه مجرد آلة للجنس في نظر الله ورسوله. ففي رأيي أن الرجل السويّ لايمكنه أن يستمتع بممارسة الجنس مع مائة عذراء يوميا. فالجنس بذلك الشكل سيجعل من ذلك الرجل –في رأيي- مجرد حيوان آخر لايختلف كثيرا عن أساطير راسبوتين أو قصص جيمس بوند التافهة. الجنس في رأيي –الذي أعتقد أن الكثير من الرجال يشاركونني فيه- هو ذروة لعلاقة الحب والرحمة والتعاطف والجاذبية بين شخصين، أما حين يمارس الرجل الجنس مع مائة عذراء يوميا فإنه بالتأكيد يهين نفسه أولا.

السؤال الأهم هنا والذي أتعجّب بشدة كيف لم يسأله أي مسلم لنفسه هو عمّا إذا كان الله سيخلق تلك الحور العين على شكل آدمي بمشاعر وروح وأحاسيس. فإذا كان هذا هو الحال فإن الله سيكون قد ظلم تلك الحور العين بالتأكيد حين يخلقها ككائن آدمي (بمشاعر وروح) لتكون وظيفتها الوحيدة هي إرضاء الرغبة الجنسية لرجل. فكيف ستشعر تلك المرأة حين ينظر اليها الرجل فلايجد فيها إلا مجرد أداة لتفريغ الرغبة الجنسية. كيف لم يسأل الرجل المسلم نفسه إن كان الله يمكنه أن يظلم مخلوقا بهذا الشكل المهين، أم لعلّ ذلك الرجل الذي يحلم بالحور العين ينتظر أن يخلقها الله بدون مشاعر أو روح، وفي هذه الحالة ستكون مجرد دمية أو روبوت في أحسن الأحوال. ألم يسأل ذلك الرجل نفسه إن كان يقبل أن يدعوه الله لممارسة الجنس مع دمية أو روبوت؟

للأسف فإن فكرة الحور العين (التي كانت الدافع لمئات الإرهابيين لكي يقتلوا آلاف الأبرياء) هي إما أن تكون إهانة للمرأة أو للرجل أو للأثنين معاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س


.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر




.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah