الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الإرهاب تحاصرنا في المدرسة والمسجد

مستخدم العقل

2008 / 2 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استكمالا لسلسلة المقالات حول ضرورة نقد النصّ المقدّس الإسلامي (متمثلا في القرآن والأحاديث النبوية) في حال لو كنّا بالفعل نسعى لمحاربة الإرهاب، فيجب علينا حينئذ إعادة قراءة مايدرسه أبناؤنا في المدرسة والمسجد من تعاليم دينية، فلايمكننا أن نطالب أبناءنا باحترام عقائد الآخرين ومقدّساتهم بينما هم يقرأون الآيات من 57 الى 62 من سورة الأنبياء التي تحكي قصة سيدنا ابراهيم وكيف أنه قام بتدمير الآلهة التي يعبدها قومه ويقدّسونها، بل وسخر منهم بعد ذلك قائلاً إن كبير تلك الآلهة هو من فَعَل ذلك. كيف نستطيع إقناع أبناءنا أن قتل غير المسلم هو إرهاب مخالف للقيم الإنسانية بينما هم يقرأون الآية 5 من سورة التوبة التي تقول (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). فالآية لاتكتفي بالأمر بقتال المشركين، بل تأمر المسلمين بتعقّبهم أينما كانوا بحيث لايتركوهم إلا في حال لو أسلموا (أي أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة). كيف نطالب أبناءنا بالإحسان الى جيرانهم غير المسلمين بينما هم يتلون في صلاتهم الآية 123 من سورة التوبة التي تطالبهم بقتال جيرانهم من الكفّار (أي غير المسلمين) فتقول بالنص (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ). كيف نطالب أبناءنا بإشاعة المودّة والرحمة بين البشر (من مسلمين وغير مسلمين) بينما هم يحفظون الآية 1 من سورة الممتحنة التي تقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ)، فالآية تعتبر إظهار المودّة لمن كفر بالإسلام جريمة في حدّ ذاتها.

أما بخصوص ثقافة الإرهاب التي يتعلّمها أبناؤنا من السنّة النبوية فحدّث ولاحرج، فمن المعروف تاريخياً أن الرسول كان قد هاجر الى يثرب ومعه عشرات من المهاجرين معظمهم هاربون من الرق الذين لا مال معهم ولاحرفة يجيدونها وبالتالي فقد كان أمام الرسول تحديان هامان:
• التحدي الأول هو توفير الطعام اللازم لأفراد شعبه الصغير (خصوصا من المهاجرين)
• والتحدي الثاني هو بناء الدولة المركزية التي طالما حلم بها

حينئذ فقد كان الحلّ الوحيد المتاح للرسول هو أن على قوافل التجارة التي تمر بالقرب من يثرب (وخصوصا القوافل المملوكة لقريش)، فمثل ذلك العمل يؤمّن المال والطعام اللازمان لشعبه الصغير وفي نفس الوقت يضعف الهيبة السياسية لقريش ممّا يساعده على بناء الدولة التي يحلم بها. من أجل ذلك بدأ الرسول بالدعوة للجهاد الذي كان حجر الأساس لبناء الدولة الوليدة ولذلك السبب فقد اهتم الرسول كثيرا بالدعوة للجهاد واعتبره من أهم واجبات المسلم. ولكيّ يضمن تفاني أتباعه في ذلك الجهاد فقد بالغ الرسول في التشديد على الجهاد وبالغ في وصف الأجر الذي سيناله المجاهد سواء في الدنيا أو في الآخرة ولم ينس كذلك أن يصف سوء عاقبة المسلم الذي يرفض الجهاد حيث اعتبره من المنافقين وبالتالي أقصاه من جماعة المسلمين وذلك بخلاف عذاب الآخرة الذي بالغ أيضا في وصفه. من أجل ذلك نجد أن كتب الصحاح تمتليء بالأحاديث النبوية التي تشجّع على الجهاد مثل الحديث الوارد بصحيح البخاري والذي يقول (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل ؟ فقال : إيمان بالله ورسوله . قيل : ثم ماذا ؟ قال : الجهاد في سبيل الله . قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور). وقد استعرضنا في مقال سابق الحور العين التي وعد بها الرسول مقاتليه في حال لو قتلوا أثناء المعركة، أما بخصوص مكافأتهم الدنيوية في حال لو انتصروا فقد كانت تتمثل في سلب قتلاهم من غير المسلمين (أي الاستيلاء على ممتلكاتهم) بالإضافة الى سبي زوجاتهم وبناتهم ليمارس المجاهد الجنس معهن كيفما شاء، وهناك العديد من الآيات التي أكّدت على تلك المكافآت (المال والجنس). وتجب الإشارة هنا الى أنه بالرغم من أن الرسول كان يتبع عادة العرب في سبي زوجات أعدائه، إلا أنه كان أول من سمح لمقاتليه بممارسة الجنس (أي اغتصاب) تلك النساء المتزوجات وذلك بدليل الحديث الوارد بصحيح مسلم والذي ينص على (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم حنين ، بعث جيشا إلى أوطاس . فلقوا عدوا . فقاتلوهم . فظهروا عليهم . وأصابوا لهم سبايا . فكأن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين . فأنزل الله عز وجل في ذلك : { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } أي فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن).

بناءا على تلك السياسة القتالية التي استمدت شرعيتها من مثل تلك الأحاديث والآيات القرآنية فقد استطاع الرسول أن يبعث عدة سرايا للسطو على قوافل التجارة وعلى القرى المجاورة مثل سرية نخلة وسرية خضرة وسرية الفلس حتى كانت غزوة بدر والتي استطاع فيها الرسول أن يسطو على قافلة ضخمة لقريش بالإضافة الى فدية الأسرى ممّا عزز موقفه الاقتصادي والسياسي وبالتالي فقد بدأ يشعر بالقوة الحقيقية فلم يلبث أن بدأ في تهديد اليهود الذين كان قد عقد معهم معاهدات من قبل. فنجد العديد من الأحاديث التي تدل على نيّته في إجلاء اليهود والاستيلاء على أموالهم الطائلة مثل الحديث التالي من صحيح البخاري (بينا نحن في المسجد ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( انطلقوا إلى يهود) . فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدراس ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فناداهم فقال : (يا معشر يهود ، أسلموا تسلموا) . فقالوا : بلغت يا أبا القاسم ، قال : فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ذلك أريد ، أسلموا تسلموا ) . فقالوا : قد بلغت يا أبا القاسم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ذلك أريد ) . ثم قالها الثالثة ، فقال : (اعلموا أنما الأرض لله ورسوله ، وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض ، فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه ، وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ورسوله)). وهناك أيضا حديث آخر من صحيح مسلم يؤكد فيه الرسول نيّته لإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا يدع إلا مسلما.

بعد ذلك تتابعت فبدأ الرسول بإخراج يهود بني قينقاع حيث استغل مشاجرة في السوق (مشكوك في صحتها تاريخيا) لإجلاء جميع أفراد القافلة من أرضهم والاستيلاء على أموالهم ثم تبع ذلك بيهود بني النضير الذين أجلاهم لسبب أثار عجب أصحابه أنفسهم (وهو أن اثنين منهم كانوا يحاولون اغتياله) وبالطبع فقد استولى على معظم أموالهم. أثناء ذلك لم يتوقف الرسول عن إرسال السرايا والغزوات لنهب القرى المجاورة وتدمير أماكن العبادة فيها وذلك بهدف توفير المال اللازم لدولته وكذلك لتعزيز قوة دولته السياسية حتى كانت مذبحة بني قريظة التي قام الرسول فيها بذبح جميع رجال القبيلة وسبي جميع نسائها وأطفالها ليبيعهم في سوق النخاسة كعبيد ليشتري بثمنهم سلاحا. بعد ذلك جاء فتح مكة وهو الهدف ذو الأهمية السياسية والعاطفية البالغة في حياة الرسول، وبالرغم من أن فتح مكة كان هو الغزوة الوحيدة التي تمت دون إراقة دماء تقريبا إلا أن الأمر لم يخل من أن يعطي الرسول لأصحابه قائمة بأسماء مجموعة من الرجال والنساء الذين يجب عليهم قتلهم ولو وجدوهم معلقين بأستار الكعبة. بعد ذلك كان فتح خيبر ثم الموافقة على الإبقاء على حياة أهل فدك مقابل نصف محصول أرضهم.

إنني لاأتصوّر أن يدرس أبناؤنا مثل ذلك التاريخ بكل مافيه من إرهاب وعقاب جماعي وتطهير عرقي على أساس الدين واستباحة لدماء وأموال ونساء غير المسلمين ثم نطالبهم في النهاية ألا يفعلوا مثلما فعل الرسول بينما نحن في نفس الوقت نأمرهم بحفظ الآية التي تقول (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ). فهل يوجد لدينا بعد ذلك أي أمل في القضاء على الإرهاب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر


.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا




.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت


.. 108-Al-Baqarah




.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل