الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارفعوا الجدران الكونكريتيه التي تُقَطِعْ أوصال مدينة السلام

عماد الاخرس

2008 / 2 / 24
المجتمع المدني


حبيبتي بغداد مدينة السلام تحيط بأحيائها السكنية ذو التاريخ العريق جدران كئيبة رمادية اللون كونكريتيه زنتها ستة أطنان وارتفاعها 12 قدما وعرضها 5 أقدام .. جدران وظيفتها الحقيقية قطع الأوصال الاجتماعية والانسانيه لسكانها في محاوله لفصلهم طائفيا.. جدران تُذَكِرُنا بحواجز الفصل العنصري الصهيونية .. فهل حقا أصبح شعب السلام أسير هذه الجدران الطائفية ؟
لقد كانت ولازالت هذه الجدران سببا في عطل عدد كبير من النشاطات الاقتصادية وقطع أرزاق الكثير من الأسر العراقية ومحاولة بائسة يراد منها تذويب أواصر المودة والمحبة التي ترتبط بها فيما بينها على اختلاف أديانها ومذاهبها وحافزا للمزيد من الانقسامات الطائفية للنسيج السياسي والاجتماعي العراقي .
وبدلا من أن تكون هذه الجدران درعا بوجه الحاقدين على العراق وشعبه ممن استغلوا التعددية المذهبية كورقه لتحقيق أهدافهم ونواياهم في محاربة النظام الجديد والانتقام لعهدهم أصبحت سجنا كبيرا لمن يقطنون الأحياء التي أحيطت بها ومصدر نقمه على العهد الجديد!
لقد كانت الحجة في إنشاء هذه الجدران لحجب الرؤية عن الإرهابيين وتقليل هجماتهم البربرية التي تهدف إلى إثارة الفتنه الطائفية وأعلنت الحكومة في بداية إنشائها بأنها ستكون مؤقتة.. لذا فالسؤال الذي يطرح نفسه.. هناك تحسناً ملحوظاً في الوضع الأمني وقلة في الهجمات الإرهابية.. إذن لماذا لا يتم رفع وإزالة كافة هذه الحواجز وهل أصبحت هذه الجدران ألكاتمه للحريات والأنفاس دائمة ؟
ولا يخفى على احد أبدا بان مجرد إنشاء هذه الحواجز في عهد الاحتلال والتأكيد عليها من قبل قواته وسرعة الانجاز في تنفيذها يجعل الشك واردا على إن إنشائها تم لتنفيذ مخططات يراد منها تعزيز الفصل الطائفي وتمزيق وتشتيت العراق وشعبه وفق أسس ستكون بارودا ينفجر متى ما تشاء .
لقد دحر الإرهاب ولم تبقى سوى ذيوله من الهجمات الانتحارية التي تستهدف العراقيين بلا تمييز طائفي ويعود الفضل في ذلك إلى تحسن القدرة القتالية لقوات الجيش والشرطة العراقية إضافة إلى يقظة وتفهم العراقيين جميعا للمخططات الحاقدة التي يراد منها تحقيق أهداف سياسيه داخليه كانت أم خارجية ..أي أن هذه الجدران لم تكن يوما سببا في التصدي للإرهاب ودحره.. لذا فيقع على عاتق الحكومة العراقية تكذيب ورد التصريحات المستمرة لسادة قوى الاحتلال بان التحسن الأمني في العراق يعود إلى حدوث الفصل الطائفي كواقع حال بين الأحياء السكنية الذي تم تعزيزه بإنشاء جدرانهم الطائفية.
وأقولها صراحة .. على الجميع أن يكون على دراية كاملة بان إنشاء هذه الحواجز الطائفية لم يجد نفعا لأن الأسس التي يستند عليها الإرهاب في الساحة العراقية سياسيه قبل أن تكون اجتماعيه مرتبطة بالمجتمع العراقي وإن إنشائها لن يكون سوى احد المشاريع الإستنزافيه لأموال الدولة وميزانيتها .. ولو إن هذه الأموال التي صرفت على إنشائها تم صرفها على تجهيز قوات الجيش والداخلية لكانت الأمور تسير على أفضل مما هي عليه الآن.
لقد حان الوقت للحكومة لإثبات حسن نيتها والإسراع بإزالة هذه الجدران.. أما التراخي وعدم الإسراع في إزالتها معناه إن للحكومة دورا في تعزيز الفصل الطائفي للأسر العراقية.. وعليها إن أرادت التصدي للإرهاب فهناك وسائل أخرى أكثر فاعلية ولا تكن سببا في تمزيق الوشائج التي تربط المجتمع العراقي.
ولتعلم الحكومة بان استمرار بقاء هذه الحواجز يقلل من حالة التلاحم والوحدة بين العراقيين الشرفاء من مختلف المذاهب والأعراق ممن يهمهم العراق وطنا.. حيث إن وجودها عاملا نفسيا قويا مؤثرا بالاتجاه السلبي في ذلك وبالنتيجة يضعف من إمكانية التصدي للإرهاب.. وعليها أن تثق بأهالي الأحياء المحجوزة كونكرييتا وتفي بالتزاماتها اتجاههم وتقديم الخدمات وفرص العمل لهم ليكونوا الدرع القوى الأمين في التصدي لقوى الشر .
إن التظاهر ومطالبة الأسر العراقية التي تقطن المناطق المشمولة بالفصل الطائفي بإزالة هذه الحواجز دليلا قاطعا على إنها ترفض كل النوايا العدوانية التي تهدف إلى تمزيق النسيج العراقي سواء كانت داخليه أو خارجية و إشعار صادق للجميع بأنها ستبقى مختلطة مذهبيا وستزيد من تفاعلها وتداخلها مهما حاول أعداء العراق استخدام الصراع المذهبي كوسيلة لتهديمها وتفريقها.
سيأتي اليوم ومن المؤكد انه قريب ليعلن أبناء هذه الأحياء عصيانهم ويثبتوا للعالم اجمع ولقوى الاحتلال وكل القوى التي تسعى إلى تعزيز الفصل الطائفي إن التداخل المذهبي للأسر العراقية سيبقى ابد الدهر لم توقفه مخططات الاحتلال أو ذوى النوايا السياسية السيئة ممن يستخدمون هذه الورقة لغرض تدمير وتمزيق العراق وشعبه أو إعادة بنائه على أسس التصنيف المذهبي سعيا في الحصول على المكاسب الشخصية.
أتمنى أن تبدأ الحكومة المباشرة وبسرعة في نقل هذه الجدران والاستفادة منها في أماكن أخرى لكي لا يتم هدر المبالغ الطائله التي صرفت على إنشائها.
وأخيرا لابد من التذكير بالتراخي في افتتاح جسر ألأئمة وأتمنى أن لا يكون مقصوداً لأنه الفتيلة الأولى لهذا الفصل الطائفي في مدينة السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تحاول عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية.. ما القصة


.. نقل أطفال مصابين في القصف الإسرائيلي على مدرسة النازحين في خ




.. In defence of free expression and peaceful assembly in solid


.. شاهد| لحظات اعتقال أسرة منفذ عملية الطعن في كرمئيل بالجليل ا




.. الانتخابات التشريعية البريطانية: الجدل يشتد حول الهجرة والمه