الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عروض الأزياء عروض للجمال وليس للأزياء

احمد محمود القاسم

2008 / 2 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


طالعنا القنوات الفضائية بشكل شبه يومي، ببرامج لعروض الأزياء الصيفية والربيعية والشتوية، والمتابع لهذه العروض يستطيع أن يكتشف بنفسه أن هذه العروض ما هي إلا عروض للجمال والمتعة، وليست عروض للأزياء، فالملاحظ أن الكثير من العارضات، يظهرن جمال أجسامهن ومفاتنهن، وليس جمال ما يلبسنه من الثياب والفساتين، والغريب أن الفساتين والثياب الشتوية المفروض ان تحمي الجسم من البرد والصقيع، تظهر بشكل فاضح جسم ومفاتن العارضان، مما يوحي بان هذه العروض، ليست عروضا للأزياء والملابس، بقدر ما هي عروض للإثارة والجمال والمفاتن، وحتى يمكن القول بأنها سوق للحريم.
خلال جلسات عائلية، مع الكثير من الأقارب والأصدقاء والضيوف، صادفنا عروض كثيرة للأزياء، على شاشة التلفزيون، إلا أن معظم الحاضرين خاصة من الرجال يصف هذه العروض بالقول: "إن هذه العارضة أجمل من تلك، وتلك أجمل من فلانة “ فلم اسمع من احد انه قال: " بان فستان فلانة أجمل من فستان فلانة"، فلا احد يهتم بجمال الثياب أو الفساتين، بقدر ما يهمه جمال جسم العارضة ومفاتنها. وكان من الممكن والأجدى والأكثر مصارحة هو: " اعتبار عروض الأزياء مسابقة للجمال بين العارضات، ومسابقة للإثارة "، خاصة إن ما يتحقق من مكاسب مادية باسم عروض الأزياء، لا يتم نتيجة لميع فستان معين ذو موديل جذاب مثلا، أو لان هناك طلب متزايد على الفساتين، بل لأنه من الملاحظ أن ما ينتج من بيع أشرطة الفيديو الخاصة بعروض الأزياء والصفقات، التي توقع ما بين منظمي العروض والعارضات وتجار الحريم، هو الأكثر رواجا ودخلا لكل منظمي عروض الأزياء، إضافة إلى الحفلات الحمراء التي تعقب عروض الأزياء بين مليارديرات ومليونيرات العالم، مع شهيرات عروض الأزياء أمثال نعومي كامبل وكلوديا شيفر وغيرهم.
لقد أصبحت عروض الأزياء مدخلا ناجحا لتجارة الحريم والجنس، ومدخل شرعي لهذه التجارة الرابحة، والتي لو طرحت بشكلها المجرد، ستلاقي الكثير من الرفض والاستنكار، من الكثير من الناس المحافظة على الشرف والدين. لقد تطورت هذه العروض أيضا، بحيث أصبحت أكثر جذبا، حيث يقمن العارضات يعرض للملابس الداخلية أيضا، بشتى الأشكال والألوان والأحجام. التوقعات المستقبلية لهذه العروض بعد ان تزال ورقة التوت، سوف يصبح الإعلان عنها بعروض الجمال والمتعة، وليس عروض للأزياء، ولعقد الصفقات التجارية، بين تجار الحريم في الدول المختلفة، فمن لديه بضاعة ذات نوعية عالية الجودة، وأسعارا مناسبة، ورخيصة، ليتقدم الآن والدفع مقدما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلة لوبان.. الأسرة التي تحلم بحكم فرنسا


.. ورشة عمل في الرقة لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة




.. غادة عبد الرازق: المرأة القوية ليست بالضرورة أن تكون بلا مشا


.. غادة عبد الرازق: المخرجون يطلبونني في شخصية المرأة القوية وا




.. كوباني تحتضن مهرجان زيلان الثالث