الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلام اليقظة وسيلة لإشباع الرغبات المكبوتة لدى الفرد العراقي

علي عبد الرحيم صالح

2008 / 2 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يأخذ الاشعور حيزاُ كبيراً في حياتنا اليومية أذ يعد الجزء الأكثر أهمية في نظام الشخصية ، والذي يحتوي على الدوافع والرغبات والأماني التي نسعى نحوها , فكل فرد لديه الكثير من هذه الدوافع والرغبات التي يرغب في تحقيقها ، ولكن ليس جميعها قابلة للتحقيق ، أذ يواجه الفرد كل يوم صعوبات وحواجز قد تعرقل إشباع هذه الدوافع والرغبات . و لكن ماذا سيحدث له ؟ .
يرى فرويد أنه عندما يواجه الفرد صعوبات و تنشأ عنها استمرار حالة من الإحباط و لمدة طويلة ، بسب عجز الشخص في التغلب على العوائق التي تعترض إشباع دوافعه ، تتولد لديه حالة من الضيق والتوتر النفسي المؤلم ، أذ يلجا أثرها إلى استعمال حيل دفاعية نفسية يرمي من خلالها تجنب وتخفيف حدة التوتر والضيق المتولدة لديه ، و التي نجمت من عدم تحقيق حاجاته ورغباته ، و ما أحلام اليقظة التي هي أساس الموضوع الا أحد الحيل الدفاعية النفسية التي يلجأ أليها الفرد في تحقيق مبتغاه .
وتعرف ( أحلام اليقظة ) بأنها عبارة عن تخيل إشباع دوافعنا ورغباتنا التي لم تشبع في الواقع ، اما بسبب وجود بعض العقبات او ما يسببه الكبت , ففيها تزول جميع العقبات التي تعوق إشباع رغباتنا في العالم الواقع ،أذ تقوم بدور كبير كوسيلة دفاعية يتحقق بها الإشباع الخيالي للرغبات المعاقة أو المكبوتة , أو كوسيلة للهروب من الواقع القاسي المؤلم او كوسيلة للتعويض عما يعاني منه الفرد في الحياة من فشل .
( أحلام اليقظة وسيلة للفرد العراقي لإشباع حاجاته )
يعاني الفرد العراقي في ظل أزماته الحالية الكثيرة من الحاجات والرغبات المكبوتة التي يسعى الى تحقيقها والتي تسبب لديه حالة من التوتر والقلق لا يزول الا بإشباع هذه الرغبات والحاجات ، فهي مطلب أساسي من مطالب حياته اليومية سواء كانت هذه الحاجات بيولوجية تكفل له المحافظة على البقاء في هذه الحياة كالحاجة الى الطعام مثلا ، او حاجات نفسية تكفل له الشعور بالسعادة والطمأنينة كالحاجة الى الأمن والتعبير عن ألذات او الإنجاز وغيرها من الحاجات الأخرى ، ولكن الواقع الراهن يفرض عليه عدم إشباعها. فالمجتمع العراقي يعاني من أزمات ومشاكل تعمل كعقبات وحواجز في سبيل إشباع دوافع ورغبات أفراد هذا المجتمع ، مما يدفعهم للجوء الى استعمال آليات لا شعورية تسبب لديهم حالة من الخفض المؤقت لهذه الحاجات المكبوتة ، فيوضح الدكتور احمد عزت راجح دور هذه الآلية بتأكيده ( ان أحلام اليقظة هذه تستهدف خفض التوتر والقلق الناجم عن حاجات ورغبات يعجز الفرد عن تحقيقها في عالم الواقع). فهنا عندما يشعر الفرد العراقي بالعجز او الفشل في ان يعبر عن رغباته وميوله في عالم الواقع ، بسبب عوائق معينة في البيئة التي يعيش فيها سواء كانت مادية او اجتماعية او اقتصادية ، فأنها تسبب له حالة من الشعور بالتوتر وعدم الارتياح والشد العصبي والشعور بالخيبة ، فيختل لديه التوازن والتكيف و يلجأ الى أحلام اليقظة ، التي تكون بمثابة الحل الوحيد لمشاكله ، وكوسيلة هروبية من الأحداث المحبطة والمثيرة للقلق التي يكابدها ، أذ يجد فيها وسيلة لإشباع هذه الرغبات والدوافع والميول المكبوتة ، لإزالة ما وقع عليه من إحباطه وتوتر بصورة لا شعورية ، تسمح له بالتكيف مؤقتاً او تعطيه وقتاً أطول حتى يتمكن من تمييز الكثير من جوانب مشكلته التي يعاني منها ، أذ تعمل كصمام أمان للرغبات والحاجات المحبطة وتمنع من سوء تكيفه.
( أحلام اليقظة ظاهرة صحية ولكن خطرة في نفس الوقت )
لأحلام اليقظة فوائد كما ان لها مضار فمن فوائدها أنها وسيلة للتنفيس عن الرغبات المكبوتة او المحبطة وهي بذلك تؤدي فائدة كبيرة لكثير من أفراد المجتمع العراقي حينما تقسوا عليهم ظروف الحياة ، ثم أن أحلام اليقظة قد تكون أحيانا من أسباب تجديد القوة وإثارة الهمة وزيادة المجهود وتحقيق ما يصبوا أليه الإنسان , إما مضار أحلام اليقظة فيوضحها الدكتور محمد عثمان نجاتي بقوله ( ان مضار أحلام اليقظة تنحصر في الاكتفاء بها كغاية في ذاتها والاقتصار عليها للتنفيس عن الرغبات والأماني دون محاولة القيام بالمجهود العملي لتحقيقها تحقيقاً واقعياً لذا تعتبر أحلام اليقظة نوعاً من الهروب والانسحاب من الواقع فهي هنا تضر الفرد أكثر مما تنفعه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها