الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفض إعدام شخص لكنه وافق على إعدام ثورة وشعب!!! الطالباني إنموذجاً

شيار محمد صالح

2008 / 2 / 28
القضية الكردية


بالرغم من الكثير من الدعوات التي أطلقها العمال الكردستاني لحل القضية الكردية بشكل سلمي بلغة الحوار، وبعيداً عن العنف ولغة النار والبارود والقتلى، إلا أن الحكومة التركية والمدعومة من قبل جنرالات الجيش التركي الفاشي أصرَّت وبكل قوة على أنه ليس هناك حوار بين الكرد والترك سوى قعقة وأزيز الرصاص وهدير الطائرات الحربية التي جلبت الموت والدمار على المدنيين من شعب كردستان الآمن. وبذلك قرعت الحكومة التركية والجيش الطوراني الفاشي طبول الحرب وتوغلت في جنوب كردستان معلنةَ ساعة الصفر لبدء هذا التحرك بغية القضاء على العمال الكردستاني وذلك في أيام معدودات حسب تقديراتهم وحساباتهم التي خططوا لها في سراديب ثكناتهم العسكرية ملتحفين هذه المرة عباءة اسلاموية السيد أردوغان الذي أعلن نفسه الخليفة المنتظر لإلحاق تركيا بعجلة الحضارة والمدنية والديمقراطية مقلداً أسياده الجدد – القدماء- الأمريكيين في نشر الحرية وحقوق الانسان.
التحالف الأمريكي التركي ليس بالشيء الجديد على مسرح السياسة والدبلوماسية الدولية، بل هو قديم قدم تشكل الجمهورية التركية والامور التي نشهدها الان هي استمرارية لما هو موجود بالأصل وربط تركيا أكثر بعجلة المصالح الأمريكية في المنطقة لتنفيذ المشروع الأمريكي الموسوم بالشرق الأوسط الجديد "الكبير"، ولكن هذه المرة على حساب الشعب الكردي الذي وثق بعض الأحيان بالثور الأمريكي وحسبه من الكائنات الأليفة، ولكن على ما يبدو أنهم لم يغيروا من تقرباتهم للكرد وأنه ليس هناك صديق سوى المصالح حسب المفهوم الأمريكي في العلاقات الدبلوماسية والسياسية.
أجل، توغل الجيش التركي جنوب كردستان منذ أيام أربع وها نحن نلج اليوم الخامس وما زال الاعلام التركي يزف النصر تلو النصر لشعبه المسكين المخدوع حتى نخاع عظامه وأنه دمر وحطَّم وقتل وشرد المئات من مقاتلي العمال الكردستاني وكأنهم سوف ينتهون من مهمتهم خلال ساعات قليلة. لكن المتتبع لمجريات الأمور على أرض الواقع يرى العمس تماماً وأنه ليس هناك لا إنتصار ولا همّ يحزنون، بل عشرات القتلى من الجيش التركي وخسائر مادية كبيرة جداً وحتى أن العمال الكردستاني أعلن عن إسقاط مروحية عسكرية من نوع "كوبرا" ومقتل طاقمها وأنه إلى الآن لم يتقدم الجيش التركي كيلومتر واحد بالرغم من استخدامه المفرط للقوة خاصة في القصف الجوي والمدفعي وحتى بالأسلحة العنقودية المحرمة دولياً وحتى أخلاقياً وانسانياً. لكن هذا الجيش وكي يثبت الانتصار فإنه لن يتورع عن استخدام حتى الأسلحة الكيمياوية إن لم يحقق أهدافه وتلقى الضربات والهزيمة من قوات الدفاع الشعبي الكردستاني "الجناح العسكري للعمال الكردستاني".
وأعلن العمال الكردستاني وعلى لسان السيد باهوز أردال القائد العسكري في قوات الدفاع الشعبي الكردستاني أنهم "سينقلون الحرب إلى العمق التركي وخاصة المدن التركية" هذا يعتبر مرحلة جديدة من الصراع سوف تفتح أبوابها على المنطقة، وسيلحق الضرر بتركيا أولاً وأخيراً إن هي لم تسحب جيشها وتوقف هذه الحرب.
وحسب ما تناقلته وكالات الأنباء أن السيد غول الرئيس التركي قد أبلغ نظيره العراقي السيد جلال الطالباني عن هذا الاجتياح قبل وقوعه وأنه طلب من الطالباني زيارة تركيا وأن الطالباني قبل بهذه الزيارة، وبعد أيام تم الإعلان عن عدم ذهاب السيد الطالباني الى تركيا نظراً للمستجدات وعواقب الاجتياح التركي. وبنفس الوقت أعلن السيد مسعود البارزاني عن رفضه للاجتياح التركي هذا من الأساس وأن العنف لن يحل هذه المشكلة بل ينبغي حلها سلمياً وهذا يعتبر موقف ايجابي.
إن كان بالفعل أن السيد الطالباني له علم مسبق بهذا الاجتياح ولم يرفضه فهذا يعتبر سابقة خطيرة في العلاقات الكردية – الكردية وأنه طعنة في الخلف كما يقال. لأنه على الأقل كان عليه أن يرقض هذا الاجتياح من الأساس وأن يلعب دوره في حل القضية الكردية في تركيا بشكل سلمي وليس بالعنف. ومن ناحية أخرى صرح السيد أردال بأن: "جلال الطالباني دعى الجيش التركي لمنطقة قنديل". هذا يعني أن هناط تواطىء من قبل جلال الطالباني مع الأتراك من أجل ضرب وتصفية العمال الكردستاني بأيدي كردية.
وكلنا يعلم أن السيد جلال الطالباني رفض التوقيع على مذكرة إعدام الدكتاتور صدام حسين على أساس أن الطالباني وقع على معاهدة رفض الإعدام، وأن وجدانه وأخلاقه لا تسمح له بأن يخون توقيعه ذاك، مع العلم أننا جميعاً نعلم علم اليقين ماذا جنى الكرد من صدام حسين من ويلات وقتل ودمار واسلحة كيمياوية ومئات الآلاف من المفقودين إلى هذه اللحظة ولا نريد الإطالة هنا، ولكن السيد جلال الطالباني يوافق على إعدام ثورة بأكملها وشعب بالملايين وأن وجدانه لا يعذبه على ذلك لأنه يقوم بعمل مشرف يخدم القضية الكردية. إي وجدان هذا وأي أخلاق هذه. ثورة العمال الكردستاني هي حركة شعبية كردية تسعى لنيل حقوق الكرد وكافة شعوب المنطقة وأن هذه الثورة هي تاريخ شعب بلا تاريخ. فبأي وجدان وافق السيد الطالباني على إعدام هذه الثورة والتاريخ والشعب والأمل. لعمري أن من يقبل بذلك لا يحترم لا توقيعه ولا أي شيء. فبأي آلاء توقيع يكذب.
كان بالأحرى على الطالباني أن يكون سنداً للكرد في شمال كردستان لما يلاقونه من ويلات من يد هذه الحكومة الغاشمة والطورانية والتي لا تقبل بوجود الكرد إلى الآن. أم علينا أن نقبل موافقة السيد الطالباني هذه على أنها برايغما الدبلوماسية الزئبقية الطالبانية الجديدة في عرف السياسة الدولية.
الوجود الكردي في هذه الفترة كله على المحك وأن أي تخاذل من أي طرف كردي كان يعتبر خيانة للشعب الكردي عامة وللتاريخ بنفس الوقت. وكلنا يرى المخططات والألاعيب والمؤامرات الدولية والأقليمية التي يريدون تسييرها على الكرد من أجل إذلالهم والقضاء عليهم وتصفيتهم. فالحملة العسكرية التركية بقدر ما تهدف إلى القضاء على العمال الكردستاني أولاً، إلا أنها لن تتوقف هنا بل ستزيد سيطرتها وحاكميتها على كافة جنوب كردستان والقضاء على الحلم الكردستاني الوليد.
لذا يتعين على كافة التيارات الكردستانية إن لم يكن يمقدورها التصدي لهذا الهجوم الوحشي التركي لأسباب عدة، فليدعوا الساحة لمقاتلي وأبطال العمال الكردستاني كي يلقنوا هذا العدو الدرس المناسب وليعرفوهم من هم الكرد!!! وينبغي على كافة أبناء شعبنا الكردي أينما كانوا في كافة الأجزاء ألا يقفوا متفرجين وكأنهم يتابعون أحد الأفلام الهوليودية، بل على الجميع أن يهب على قدمية والنضال بكافة الأنواع بوجه هذا الاجتياح التركي الطوراني لجنوب كردستان. الكرد رفضوا هذا الاجتياح من أساسه وهاهم يعبرون عن رفضهم بالمسيرات والاحتجاجات اليومية إن كان في شمال كردستان أو في بعض مدن جنوب كردستان، وعلى المدن الأخرى أن تقوم أيضاً بما يقع على عاتقها برفض هذا الاجتياح. والمهمة الأساسية تقع على عاتق المثقفين الكرد بكل أطيافهم بأن يزرعوا الحماس في شعبنا من أجل حثّه على الانتفاضة الشاملة في كافة الأجزاء كي نسطر تاريخنا من جديد، ونعّلم الترك ومن يساندونهم بأن الكرد ليسوا بحاجة لأحد إن هم تكاتفوا وتوحدوا. وحتى ليعلم الطالباني أيضاً بأن ثورة كثورة العمال الكردستاني لن يطفؤها تخاذله مع الترك إن وافق وجدانه على ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو


.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع




.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن