الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب غير المسلح

منتدى الثقافة التقدمية

2008 / 2 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


الإرهاب غير المسلح (حوارية قصيرة وتداعيات طويلة)

بانفعالية صاخبة زعق رجل ملتح يعتمر العمامة , كان يقف أمامي في طابور الصيدلية بانتظار تسلم الدواء حيث انطلق – فجأة- يهاجم إحدى الصبايا العابرات كأنه ضبطها متلبسة بالجرم المشهود وراح يشتمها باسوا الألفاظ لمجرد إنها (لم ترتد الحجاب) بل تمادى في غيه ولعن أبويها متهما إياهما بسوء التربية والأخلاق وسرعان ما تضامن معه رجل آخر يعتمر الكوفية والعقال وجعل يوجه إليها انتقادات تشهيرية لاذعة كما لو كانت ألد أعدائه بينما تسمر الآخرون يتفرجون على مايجري بدهشة صاعقة وصمت مريب أما الفتاة فقد لاذت بالفرار خائفة مذعورة تتحاشى رشفات متواصلة من البذاءات المقرفة , وبحوار هادئ رصين وأسلوب ديمقراطي متحضر احتججت على سوء فعلة الرجلين النكرتين مبينا أن مايقومان به هو تدخل سافر بشؤون الآخرين , بل هو اعتداء صارخ على حريتهم وكرامتهم ثم تساءلت بأدب جم هل اعتدت عليكما هذه الصبية الصغيرة التي لم تبلغ سن الرشد بعد ؟ وهل ألحقت الأذى بأي منكما ؟ إنها مجرد عابرة سبيل , إن ضهورها بالشكل الذي اعترضتما عليه لم يشكل أي خطر على احد ولن يزعزع الاستقرار أو يخل بالأمن العام فلماذا تحطان من شانها بلسان سليط وعبارات فاحشة لا تليق بأي إنسان وقور ..... تساءل الرجل (المعقل ) هل يرضيك ردائها ؟ صبية بهذا العمر لم ترتدي الحجاب حتى الآن؟ أين حشمة النساء العربيات الأصيلات أين تعفف المرأة ايام زمان ؟؟!
ثم أردف الرجل ( المعمم) متسائلا أين آداب المسلمات؟ أليس هذا مفسدة للدين وخروجا عن تعاليم الشريعة ؟ انه الانحطاط الخلقي الذي نهى عنه ديننا الحنيف !!
بالرغم من إني أدرك سلفا إن الجدل العصري بين مثقف تقدمي معتدل وبين جاهل متخلف متطرف عقيم جدا لاطائل من وراءه لأنه غير متكافئ أصلا إلا أني رددت عليهما بهدوء وترو , تلتفتان الى هذه الصغائر والتوافه ولا تلتفتان إلى عظائم الأمور ولم تعرا أي اهتمام لما يجري من حولكما ؟! , إن مايجري في بلدنا اليوم من جرائم فضيعة هو كابوس مريع يثير في نفوسنا الهلع والفزع عصابات إجرامية مسلحة تنحر الرقاب البشرية بدم بارد , نهب ممتلكات وأموال عامة حرق منشات النفط ومشتقاته تخريب منظمات الماء وشبكات الكهرباء , اختطاف اغتصاب نساء , بطالة فساد إداري ومالي عجز حاد في إدامة الخدمات البلدية في سائر الأحياء المأهولة بالسكان كل هذه الأنباء لم تثر انتباهكما .
اهتمامكما فقط منصب على طفلة حاسرة الرأس جرمتموها لمجرد إنها لم تضع خرقة قماش فوق شعرها , أمركما مدعاة للاستغراب فان كنتما –حقا – مصلحين اجتماعيين وحريصين على أخلاق المجتمع وشرفه الرفيع فلماذا لم تطهرا المجتمع من تلك المفاسد المتفشية في أرجاء العراق .
وعند عودتي إلى البيت كنت ما أزال اردد : حسبكم تعسفا بحياة المرأة العراقية كفو عن اضطهادها اليومي المستديم .... منذ حقب سحيقة من التاريخ وانتم تستعبدونها كالأمة الذليلة وتكبلونها بأصفاد تعاليمكم الجائرة حتى حبستم صوتها وكتمتم أنفاسها فتفاقمت في صدرها نكبات تكفي وحدها لتفجير سلسلة من الجبال الشاهقة . مع تحيات عبد الستار الاعظمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج اليوم | حقوق المرأة المطلقة عربيا


.. مصر | معاناة مستمرة للمرأة المعيلة بعد الطلاق




.. إحدى الحاضرات منى الحركة


.. مسرحية حياة تروي قصص لبنانيات من مدينة بعلبك




.. سلوى جرادات وهي فلسطينية من رام الله