الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آراء الداخل حول الاستقرار الامني والتهديدات القائمة

عبد العالي الحراك

2008 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتكلم بعض الناس في داخل العراق عن استقرار امني هنا او هناك او بعض الاستقرار, وهو ليس استقرارا بالمعنى الحقيقي ولكنه خفة في العنف والارهاب , ولم يرتقي بعد الى مستوى استقرار او بعض استقرار, ولا يمكن ان يرتقي لوجود الاحتلال وسيطرة الطائفية على الحكم وعلى الشارع . حيث ما زالت التفجيرات تدوي في قلب بغداد وسواها , وقتل الناس في الشوارع التي تجوبها ميليشيلت مسلحة , يهدد قادة بعضها بالعودة الى النشاط وعدم تمديد التهدئة . وهذا يعني بغباء عباراتهم ان الفوضى والارهاب, سببه الميليشيات القائمة حاليا . فكيف يمكن الحديث عن استقرار. كتب احد الأخوة في موقع العراق الالكتروني عن ظهور تيارات سياسية جديدة في العراق تدعو للتغيير, ولكنه لم يفصح عن اسمائها وبرامجها واهدافها وحجمها السياسي والجماهيري وانعاكاسات تأثيرها الايجابي في الاحداث . فأذا كان يقصد بالصحوات فهي لم ترتقي بعد الى تنظيمات سياسية , وانما ردود افعال لحالات سلبية حصلت في مناطقهم من قبل ارهاب القاعدة , ودعمت عسكريا وماليا من قبل الامريكان. بحاجة الى دراسة وتطوير , والا قد تتحول الى ميليشيات اخرى وارباك اخر. صحيح ان الدولة قد ظهرت بشكل فعال من خلال خطة فرض القانون , ولكن الجانب العسكري لوحده لا يكفي في ظل طائفية ما زالت قائمة سياسيا وعسكريا , ولا يمكن الحديث عن استقرار امني مستقبلي دائم , في ظل تواجد عسكري حاشد في جميع الشوارع والاحياء والمدن . فهذه العسكرة الفائقة تتنافى مع حالة الاستقرار المدني الاهلي الفعلي , اذا لم يسبقها ويرافقها استقرار سياسي ,عبر توجه وطني صادق والغاء للطائفية .المشكلة معقدة لان العملية السياسية بنيت طائفية , ومن يقدر على تغييرها ان ارتضت بها امريكا واعمدتها العراقية طائفية في جذورها ومبادئها؟ فهل يستطيع المالكي مثلا وعبد العزيز الحكيم ان يحلوا احزابهم , وهي اساس الطائفية الى احزاب وطنية عامة ؟ ويحتفظون بديانتهم ومذهبهم يمارسونها واتباعهم في الجوامع والحسينيات , ولا احد وطني سيمنعهم طقوسهم وعباداتهم مهما كانت ومهما بلغت , خاصة وانهم والناس الذين خلفهم , لا يمارسون امرا دينيا او دولة اسلامية يحلمون بها , وانما مجرد عبادات وزيارات حسينية ولطم وتطبير. فلماذا حشروا هذه الامورفي السياسة ؟ والسياسة هي حكم الناس وليست طقوس وعبادات .فخربوا بيوت الناس في سياساتهم الطائفية . الاستقرا الامني والسياسي في العراق يأتي بعد ابعاد الدين والمذهبية عن السياسة . هذا هو صريح الكلام ... والوطنيون كثر والمسلمون كثرايضا , ولا احد يخشى على الاسلام, فالوطنيون الديمقراطيون هم احرص نظريا وعمليا على كل الاديان , وفي مقدمتها الاسلام لغالبية اتباعه من شعب العراق بمختلف قومياته, ويجب ان يكون اسلاما نقيا موحدا ,لا ملوثا بسياسة الجهلاء المتخلفين , مفرقا من تجار السياسة الاسلاميين الذي لا يفقهون في جوهر الدين ولا في السياسة , بل استسهلوا السيطرة على الحكم والسلطة والمال بدعم من الامريكان , فاغراهم كل هذا وعبثوا بالبلاد والعباد وليس لهم مخرجا . وهم الان يتشبثون بوجود الامريكان اكثر من تشبثهم بدولة الاسلام التي حلموا بها منذ خمسين عام ونيف . من يتحدث عن وجود عقلية جديدة في الحكومة العراقية الحالية تريد تغيير الواقع , عليه ان يثبت ذلك وينورنا بالاسماء الصريحة والبرامج والخطط . وليعلن اصحابها عن اسمائهم اذا كانوا في الحكومة , وحتى المالكي نفسه يجب ان يفصح عن تغيير في مبادئه اذا اراد مصالحة وطنية فعلية واقعية.. ان المصالحة الوطنية سوف تأتي تلقائيا مع مجرد رفض الاحزاب الطائفية لطائفيتها , وهذا يتم عن طريف التنازل عن الحكم والسلطة والدعوة لانتخابات جديدة, داعين الناس ان لا ينتخبوهم على اساس اديانهم ومذاهبهم , وانما عن طريق شرفهم الوطني وكرامتهم الانسانية وبرامجهم السياسية الجديدة . وان يعتذروا ايضا للشعب ويطلقوا حريته.. وعندها سيهب الشعب كل الشعب بأصابع مصبوغة بلون حبر اخر ليس بنفسجيا لان هذا اللون الاخير سيعيد ذكرى الطائفية , التي لوثت كل شيء جميل في هبة الابرياء في الانتخابات السابقة ,التي لم يهنؤا بها بل عانوا وما زالوا من نتائجها الكارثية. عبد العالي الحراك 25-2-2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446