الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرأي الجاهز في التلقي ... والنقد الاكثر جاهزية في المسرح

فاضل خليل

2008 / 3 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"ان جمهور المسرح المعتاد ليس دائما جمهورا حيا"
(بروك)
أثار انتباهي كثيرا واوقفني للتأمل، واحيانا للنقاش مع المتخصصين حول ظاهرة الجاهزية في الرأي التي تسبق التلقي في المسرح، أي أن الكثير يأتي الى العرض المسرحي ومعه الرأي في المسرحية قبل مشاهدتها، وهي عادة سيئة جدا، ومن أكثر أمراض المسرح خطورة. نلمسها جليا من قدوم البعض، وغالبيتهم من المسرحين أو المهتمين بالمسرح – ولو كان هذا البعض قليلا لأهملنا الحديث في هذه الظاهرة لكنهم كثيرون في غالب الاحيان –. وكما أسلفنا فهم يؤمون العروض المسرحية وهم محملين بالرأي الجاهز الذي أخذوه من الآخرين. وأكثره ينطلق وفقا لسوء العلاقة أو لقربها، مه هذا أو مع ذاك، كأن يكون هذا الواحد هو، المؤلف، أو المخرج، أو الممثل الاول، أو أي من المبدعين في مجالات التكوين المسرحي الأخرى. المهم أن هؤلاء يأتون الى العرض المسرحي، وهم محملون بالرأي – السلبي غالبا – الذي أملته عليهم علاقاتهم المغلوب على أمرها مع أحد المنافسين لأحد أو كل أعضاء الفرقة المسرحية. والخلاصة أنهم يتلقون العرض وهم يحملون الرأي الذي غالبا ما يكون رأيا في غير صالح العرض الذي يتلقون. أما المنصفون منهم – أحيانا - فيعترفوا بأن ما حملوه من الراي الجاهز الذي أجبروا على حمله لسبب أو لآخر انما هو رأي ليس فيه من الصواب الى القليل – وغير المحسوس، وبعيد كل البعد عن رأيهم الخاص الذي وصلهم من المشاهدة.
على العموم ان هكذا آراء هي حالة غير صحية، وتحمل من السلبية الكبيرة في التلقي الذكي الذي يفخر به الاذكياء من مرتادي المسرح. كما ويفترض بالمسرحي الابتعاد عن تلك العادة غير المحمودة تماما في تلقي الرأي عن الآخر، فهو مثلبة لاتحسب للمبدعين، بل تحسب ضد ثقافة التلقي المساهمة في المسرح، والتي نطالب بها نحن كمسرحيين، باعتبار( الجمهور ) واحد من أركان المسرح الخمسة ( النص، المخرج، الممثل، المنصة، الجمهور )، والتي بدون أحدها يصعب النهوض بالحركة المسرحية اينما كانت.
على العموم وفي كل الاحوال فأن الجهود المسرحية، ومهما كانت نتائج المسرح، والعرض المسرحي، فأن تلك الجهود التي بذلت يجب ان تحمد. فليس من المعقول أن مبدعا خلاقا يقوم على تأسيس عرض مسرحي يطمح من خلال نتائجه الشتيمة، بل على العكس، ان ما ابتغاه هو ان تشكر الناس جهوده التي بذلها من أجل اسعاده وايصال المتعة والفائدة اليهم. فبدل أن تحمل الرأي الجاهز الذي أخذته من الآخرين خجلا، وتذهب الى العرض لتهنئ العاملين بعدها كذبا. ليكن ديدنك الذهاب والتهنئة على ما استقبلته من جهود مهما كانت، وانت تعرف انها كانت تبغي الحصول على رضاك واسعادك اولا واخيرا. على ان نعرف بأن مباركة الجهود الابداعية من الصفات الحسنة، والمحمودة. ومباركة جهود الآخرين عادة جميلة، حتى وان لم تأت النتائج لصالح جهودهم.
والخلاصة: فان على المتلقي ان يستقبل فكر المسرح وخطابه، بما يملكه هو من استعداد معرفي خاص وشخصي وقدرة على استقبال القراءة الخاصة بالمتلقي نفسه. كما لا ننسى بان الكثير من النقاد الذين لايمتلكون الرأي الخاص بهم، بل يسعون الى تجميعه التي تسبق الكتابة بواسطة استقرائهم لآراء الآخرين من ذوي الرأي الحصيف ليكون هو خلاصة رأيهم الذي سيصيغون من تجميعه مقالهم النقدي الهام – والذي احيانا يرهبون به الاخرين – لينشروه في مجلة أو يعرضوه في احدى الفضائيات المرموقة. هذا اذا ما اراد ان يبتعد عن السائد من النقد الذي يتحدث كثيرا عن النص – وهو الذي يحسنونه غالبا – ولا يقولون الا القليل عن الجوانب الفنية، في الاخراج والتمثيل، والتصميم والتنفيذ أحيانا. فغالبية النقاد من القراء المهمين وليسوا من المسرحيين الا قليلا. لذلك يطلق العنان لانطباعه كمشاهد عادي في مديح هذا او ذاك كي يقال انه لم يترك في نقده – شاردة أو واردة الا اتى عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت