الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة عبر عصور التاريخ

احمد محمود القاسم

2008 / 3 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


إذا كانت المرأة قد عاشت في اغلب الظروف، قانعة بعرش الزوجية، وملكوت الأمومة، فقد عرفت الأيام نساء، كن الشهب الوضاءة في تاريخ بلادهن، وفي عصورهن، وقفن على قمم العظمة، وتربعن على عروش الممالك والإمبراطوريات، وتصرفن بمقدرات البلاد والعباد.
في كتاب (المرأة عبر عصور التاريخ/الكاتب والباحث احمد القاسم)، عرض موجز لوضع المرأة عبر عصور التاريخ، ولمحة عابرة لحياة طائفة من أشهر نساء التاريخ عبر هذه العصور، من مصر الفرعونية إلى ارض بابل-حمورابي في بلاد الرافدين، و إلى ربوع أوروبة وبلاد الشام، وما قمن به هؤلاء النسوة من أعمال، رفعتهن إلى ذرى المجد والسؤدد.
لنقرأ عن نساء مثل كليوباترا وسميرا ميس ونفرتيتي وبلقيس وزنوبيا وآسيا زوجة فرعون و مريم بنت عمران و الخنساء وشجرة الدر وهيلين كيلر ومدام كوري وهدى شعراوي ولطيفة السيد وماري تريزا وفالنتينا تيروشكوفا (رائدة الفضاء السوفييتية) وآمنة بنت وهب و خديجة بنت خويلد وعائشة وسكينة بنت الحسين وأسماء بنت أبي بكر، وفكتوريا وكاترين وآن بولين وانديرا غاندي وسيراماكوبندرانيكا وميجاواتي سوكارنو ومارجريت تاتشر وغيرهن كثيرات، لمعن في التاريخ العابر والمعاصر، وما زال ذكرهن على كل لسان، كرائدات من رواد المرأة عبر العصور، بل كرائدات عن الانسانية جمعاء.
إذا كانت المرأة قد استغلت عبر عصور التاريخ من قبل الرجل، واتخذها زوجة له بدون تحديد لعدد الزوجات (تعدد الزوجات)، كذلك استغلت من قبل الرجل، عندما اتخذها زوجة لأكثر من رجل واحد (تعدد الأزواج)، وعمل على وأد الأنثى في بعض عصور التاريخ، خوفا من الخزي والعار الذي يمكن ان يلحق به منهن، كذلك كان يضحي بها في المناسبات الدينية قربانا من القرابين من اجل إرضاء الآلهة او الرب المزعوم، وكانت تحرق فداء لزوجها عند موته في بعض الأحيان، في بعض الديانات الغير سماوية، ومع هذا كله، فان الرجل الذي يخجل من المرأة، ويعمل على وأدها ويقدمها قربانا من القرابين، كان يسعى دوما لإرضائها، و الحصول عليها من اجل متعته الخاصة، ومن اجل ان تنجب له الأبناء الذين كانوا يذودون عنه وعن حماه وممتلكاته، فكيف له ان يوفق بين احتياجاته للمرأة! وفي نفس الوقت، كان يعمل على وأدها؟؟!! فمن أين سيحصل الرجال على النساء إذا وأد كل زوج بناته!!!
لم تعط كافة الأديان السماوية (عدا الديانة الاسلامية) والغير سماوية المرأة حقها، ولم تحفظ كرامتها كما حفظها الدين الإسلامي، فالمرأة، كانت ألعوبة بيد الرجل قبل الديانة الاسلامية في عصر الجاهلية، يملكها كيفما شاء، وعندما يشاء، فكان بإمكانه بيعها وشراءها وتزويجها وتطليقها ووهبها وتوزيعها في الإرث حسب رغبته، كما يمكنه اتخاذها ائمة أو سراري خلاف الزوجات، على قاعدة (بما ملكت إيمانهم) وحسب القدرات المالية والجسمية والجنسية وحسب النفوذ والسلطان، التي يتمتع بها، كما كانت تقدم في الخلافات والشجار بين القبائل للفصل (فصلية).
زواجها في العصر الجاهلي متعدد الأنواع، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك عدة أنواع من الزيجات، حرمها الإسلام فيما بعد مثل:
1-نكاح الاستبضاع:
هو نكاح مؤقت، كان الزوج يدفع زوجته إليه، ويحدد مسبقا ماهية الرجل الذي ستتصل به زوجته جنسياً، بعد انقطاع دورتها الشهرية مباشرة، وغالباً ما يكون هذا الرجل شاعراً او فارساً، رغبة منه في إنجاب طفل له من زوجته بمواصفات معينة.
كان الزوج يقول لامرأته:"اذهبي الى الفارس فلان فاستبضعي منه" أي جامعيه، ويعتزلها زوجها فلا يمسها إلا بعد ان يتأكد حمل زوجته من ذلك الفارس، ويتم التفاهم بين اللزوجة وبين الرجل الفارس مباشرة او من خلال تفاهمه مع زوجته اذا كان متزوجا.
2-نكاح المخادنة:
كانت المرأة قبل الإسلام، تمتلك حق الصداقة مع رجل آخر، غير زوجها، يكون لها بمثابة العشيق، ولا يملك الزوج حق منعها عنه، واغلب الظن ان هذا العرف استمر حتى بعد الإسلام، وإن بشكل سري، رغم النهي القرآني الصريح عنه، وهذا النكاح، لا تتم فيه مجامعة جنسية، وكل شيء فيه مباح "كالغمزة والقبلة و الضم، بحيث يكون للعشيق نصفها الاعلى يصنع فيه ما يشاء، ولبعلها من سرتها الى أخمص قدميها، وهذا حسب اتفاق يتم بين العشيقين المتحابين.
3-نكاح البدل:
وفيه يتم تبادل الزوجات، بشكل مؤقت، بين الزوجين وبإرادتهما، لغرض المتعة ولتغيير روتين الحياة الممل فقط، وإذا كانت إحدى الزوجتين أجمل من الأخرى، يمكن دفع تعويض بدلا من ذلك، مبلغا معينا من المال يتفق عليه بين الزوجين.
4-نكاح المضامدة:
وهو ان تتخذ المرأة زوجاً إضافيا، زيادة على زوجها، لأسباب اغلبها اقتصادية، " كأن تصادق المرأة اثنين او ثلاثة من الرجال، في حالات الفقر ووجود القحط.
5-نكاح الرهط:
وهو من أنماط تعدد الأزواج، الذي مارسته المرأة قبل الإسلام، حيث يجتمع ما دون العشرة من الرجال، فيدخلون على المرأة كلهم، فإذا حملت ووضعت أرسلت إليهم، وادعت بان فلانا منهم هو والد ذلك الطفل، فتمنحه إياه.
6-نكاح السر:
وهو اقتران سري يعقده احد من الأشراف عادة مع من هي دونه في المنزلة الطبقية او الاجتماعية "فإذا حملت منه، أظهر ذلك علنا وألحقها به".
7-نكاح الشغار:
هو استنكاح تبادلي، كانت تلجأ إليه العرب في الجاهلية، بأن تتزاوج من خلال تبادل امرأتين من بنات الرجلين العازمين على الزواج او أختيهما، على ان تكون المرأة المعطاة بمثابة المهر المقدم للمرأة التي سيتزوج منها..ولفظة الشغار جاءت من الشغر أي الرفع..فقد ظل تأويل الصداق مثار اجتهادات مختلفة من الفقهاء إضافة الى تأويل النهي ذاته وفيما كان يقتضي إبطال النكاح أم لا؟
8-نكاح المساهاة:
وهو نكاح ملحق بنكاح الشغار تفرد بذكره أبو حيان التوحيدي في (الإمتاع والمؤانسة) بأن للعرب نكاحا يسمى:المساهاة بمعنى المسامحة وترك الاستقصاء في المعاشرة، وهو ان يفك الرجل اسر الشخص ويجعل فك ذلك الأسير صداقا لأخت صاحب الأسر او ابنته او قريبته منه فيتزوج المعتق من غير صداق.
9-نكاح الضيزن (المقت):
وهو وراثة النكاح، الذي ينص في وراثة المرأة..زوجة الأب..او الابن..بعد موت بعلها..لتصير ضمن نساء الموروث..والعرب تقول انها عادة فارسية نص القرآن بوضوح لا لبس فيه على تحريمها:"ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء، إلا ما قد سلف، انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا".هذه بعض أنواع النكاح في الجاهلية، وعندما جاء الإسلام حرمها جميعها، وعلى الرغم من ذلك، فقد يحدث ما يشبه بعض هذه الحالات من النكاح في العصر الحاضر.
لنقرأ عن المرأة في الحضارة الفرعونية والبابلية والفارسية واليونانية والرومانية وفي الديانة اليهودية والمسيحية والإسلامية وقبل بزوغ فجر الإسلام، ونحكم بأنفسنا في أي الأزمنة والعصور نالت المرأة حقها، وحفظت كرامتها وحتى يومنا هذا، على الرغم من ان بعض الدول العربية والإسلامية، كبلت المرأة وسلبتها الكثير من حقوقها باسم الدين، والدين منهم براء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملكة جمال لبنان ياسمينا زيتون تتألق في الحفل الرسمي لإطلاق ا


.. عائلة لوبان.. الأسرة التي تحلم بحكم فرنسا




.. ورشة عمل في الرقة لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة


.. غادة عبد الرازق: المرأة القوية ليست بالضرورة أن تكون بلا مشا




.. غادة عبد الرازق: المخرجون يطلبونني في شخصية المرأة القوية وا