الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاب يصر على التحرش بي

باسنت موسى

2008 / 3 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


منذ زمن بعيد جداً وأنا معتادة على أن أخرج بمفردي دون أن يشعر أهلي بالخوف علي، لكن مع ازدياد حدة هياج الشارع المصري جنسياً أصبحت أشعر بأنني مستهدفة كلما خرجت من منزلي وهذا الاستهداف ليس لأنني جميلة الطلعة، فأنا لا أعتبر ذاتي جميلة بالأساس وإنما لأن الرجل المصري أصبح يشعر بأن المرأة ليست سوى كائن جنسي، وبالتالي غير المسدلة أو المنتقبة أو التي لا تتغطي بزي ديني له ملامح بعينها تصبح متاحة حتماً برأيه لتفريغ عقده وهواجسه الجنسية، وهو عندما يفرغ تلك العقد في صورة سلوكيات تحرش قذرة لا يشعر بأن فعلته خطأ ينبغي أن يعالجه خاصة وأنه يقنع ذاته بأن المتحرش بها هي السبب لخروجها عن ملامح الزي الديني الموصوف بالتحشم، وهذا يعني أنه رأى يدها أو جزء من رجلها أو أعلى صدرها وما إلى ذلك من مساحات من جسد تلك اللعينة المثيرة والتي لا تشبه باقي بنات جنسها المسدلات بالقماش من أعلى الرأس لأخمص القدمين، واللواتي في الغالب تفوح منهن رائحة العرق والقبح ليعطوا بقبحهم أكبر دليل على أن المرأة المصرية تحولت من رمز دوماً للجمال إلى نموذج للجهل والتدني وعدم النظافة.

منذ أيام كنت عائدة لمنزلي في حوالي الساعة الثامنة مساءاً وأسفل البناية التي أقطن بها لا توجد لمبات إضاءة كافية لذلك يكون المساء أسفل بنايتي شبه معتم لكنني لا أكترث كثيراً بهذا الإعتام الجزئي، لذلك كنت أسير بشكل عادي وإذا بي أفاجأ بيد قوية تضغط على كتفي وتجذبني نحوها في قسوة بالغة أدخلت الرعب بقلبي؛ خاصة وأن صاحب تلك اليد كان شاب قوي البنية إلى حد كبير، بعد أن جذبي إليه بقوة نظرت له وعقلي يفكر في كيفية الفكاك من قبضته، وبالفعل ولا أدري من أين جئت بالقوة تلك نفضت يده عني بعنف واضح دون أن أصرخ وجريت نحو مدخل البناية وبالطبع توقعت أن يتجه هو بعيداً بعد أن أصبحت أنا داخل بنايتي، لكن العكس هو ما حدث حيث بدأ هذا الشاب في الركض ورائي داخل بنايتي ولكم أن تتخيلوا ماذا فعلت أنا معه وقتها؟ أسمعته شتيمة لم أعتاد بحياتي أن أطلقها هكذا، هذا بالإضافة لصوتي العالي والذي أسمع سكان البناية بالإضافة لباقي البنايات، والعجيب أنه لم يهرب من صوتي الذي يندفع عبره شتائم قاسية وإنما هرب جارياً بعد أن خرج السكان يسألون لماذا أصرخ؟ وكم كنت أتمنى أن يمسك به أحدهم حتى ألقنه درساً بحذائي لن ينساه، هذا إضافة إلى كوني حتماً كنت سأقيم ضده محضراً بقسم الشرطة. لكن حظه الجيد أنه هرب دون الإمساك به.

ذلك الموقف السيئ الذي حدث لي جعلني أشعر بخوف ليس بالقليل كلما توجهت خارج منزلي، حيث أصبحت أتلفت حولي كثيراً بالشارع حتى لا يفاجئني أحدهم بقبضة مثل تلك التي حدثت لي، كما أنني أصبحت أراقب اتجاه حركة أي رجل بجانبي، فربما تلك الحركة التي لا أهتم بها يكون الهدف من ورائها إيذائي بشكل ما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا