الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء وحيدات

باسنت موسى

2008 / 3 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نقابل في حياتنا أنماط مختلفة من البشر وقد نجد في بعض من تلك الأنماط من يمثلون بتفاصيل حياتهم مادة ثرية لأي باحث يرغب في عمل أكاديمي عن ظاهرة بعينها، ولطالما نال اهتمامي موضوع النساء الوحيدات اللواتي يعشن بلا رجل في مجتمعاتنا الشرقية وذلك لأسباب عديدة تتعلق أغلبها بما يمثله هذا الوضع من الوحدة على السيدة نفسياً واجتماعياً.
قد تعيش المرأة وحيدة لأنها لم ترتبط بزواج ناجح يملأ حياتها الفارغة أو قد تعيش وحيدة بلا رجل ويكون لديها أطفال بعد رحيل زوجها عن الحياة في تلك الحالة يكون الوضع معقداً وصعباً لأنها لم تختار كزوجة هذا الرحيل القسري لزوجها من حياتها هي وأبناءها بل وربما يكون القدر أخذه للموت وهي وأبناءه في أشد الاحتياج له وهنا تكون المأساة التي تأتي على كل أخضر بالحياة، وربما هذا ما جسدته قصة إحدى صديقات والدتي والتي توفي زوجها منذ فترة لا تزيد عن العام وكانت ما تزال بمنتصف الثلاثينات وترك لها ثلاثة من الأبناء أكبرهم تسع سنوات وجدت نفسها تلك المسكينة وحيدة مطالبة برعاية هؤلاء من كافة النواحي وهي التي لم تعتاد أن ترعى حتى ذاتها فهو كان يرعى كل شيء هو كان الحياة وبموته انتهت الحياة.
منذ أيام قابلني ابنها الأكبر وكان حزيناً ومكتئباً وعندما سألته عن السبب قال لي "أمي دائماً عصبية دائماً تصرخ في وجهي وتضربني بقسوة ما كنتش متعود على كده منها كمان ما بقتش تهتم بمذاكرتي أنا وأخواتي البنات أنا تعبت ونفسي أموت وأروح عند بابا لأن ماما خلت الدنيا وحشة قوي في عيني دايماً تقولي أنتوا أبو كوا ميت أنتوا مساكين أنا كرهت كل حاجة حتى أخواتي والبيت مش عارف أعمل إيه مش عارف أحب حياتي تاني بعد بابا ما سبنا "تلك كانت كلمات الصبي بذات اللغة التي ذكرها لي وبالحديث مع أمه قالت أنها أصبحت مشوشة التفكير تشعر باكتئاب غير عادي جعلها تلتهم كميات كبيرة من الطعام وزاد وزنها بصورة مبالغ فيها ولا تعرف لماذا كل تلك الأحاسيس تنتابها هي تدرك دورها كأم وأب في حياة أبناءها لكن شعورها بالخسارة في فقدان زوجها أكبر منها على الرغم من مرور ما يقرب من عام على الرحيل، أنها تشعر أن كل صباح هو عبئاً ثقيلاً عليها لذلك تستقبله بعبوس كبير.
حاولت أن أساعدها لتفهم طبيعة ما يدور بداخلها دون أن أعظها فقط تساؤلات وهي:
** هل تحتاج المرأة الأرملة لوجود رجل بحياتها للإشباع العاطفي والبيولوجي أم لمجرد الوجود دون دور يسند له؟
** من المفترض أن يدعم الأبناء نفسياً ويكون سنداً وملجأ وقوة بالحياة عندما يفقدوا أحد والديهم هل الشريك المتبقي أم من تحديداً من الأفراد؟
** هل من الحكمة تذكير الأبناء دائماً بوالدهم المفقود واستخدام ذلك الشعور بالفقد للتحفيز على الإنجاز المدرسي والحياتي؟؟
** هل المجتمع فعلاً يحاصر المرأة الأرملة بما يضعف قوتها أم أنها هي التي ترسخ صورتها الضعيفة باستسلامها وعدم قدرتها على استلام دفة قيادة الحياة؟
لو أجابت بصدق تلك الصديقة أو أي امرأة قد تكون مكانها سيدركون جيداً كيف ترسم خطة حياتهم بمعالم شديدة الوضوح.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر