الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيخ الاعلاميين

مرتضى الشحتور

2008 / 3 / 9
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كل يوم نودّع وكل نشّيع ،وكل يوم نردد اللهم اجعلها خاتمة السوء ،ولكن السوء ماض مستمر يضرب كل يوم بكل اتجاه ! لاشيء يوحي بنهاية .واية القول تعيد صيغها ،،فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
لقد شيعنا امس شيخنا مضرجا بدم الشهادة ،ودم الشيخ كرأي الشيخ كمداد قلم الشيخ خلاصة من العبر والفكر ،مزيج من النقاء والوفاءوالاصالة والالتزام.
لقد امطروا شهاب التميمي بوابل من الرصاص ، ولما وقفت عنده تبينت مواضع جروحه، رصاصةقرب قلبه حيث حب الوطن ،بين يديه حيث الانامل التي جسدت الولاء للوطن ،وفي رئتيه التي لم تتنفس غير هواء الوطن.
قبل ان ينعى الينا شهيد الصحافة.
ومن يومين قبل الفاجعة ،كنت ضمن ركاب طائرة عراقية الى السليمانية في رحلة داخلية.
في تلك اللحظات اوفي نصف الساعة مدى الرحلة بين السليمانية وبغداد.
حملتني مشاهد عديدة الى التفكير في الكتابة عن الطيارين العراقيين.
الى يميني تجلس سيدة في العشرين ،وفي الصف الموازي يجلس شيخ وقور،الطائرة تشرع بالانطلاق .
يخرج الشيخ كتاب ادعية،لم املك فضولي ،ثم استرقت النظر متفحصا !
كان الرجل ينشغل بقراءة دعاء الركوب.
اما السيدة الحسناء فقد كانت في وضع لاتحسد عليه.تخيلتها على وشك ان تتوجه الى مقصورة الطيار لتقول بطلت ما اسافر.هذا والطائرة لم تزل تدير دواليبها على الارض.
اكثر من شاب ممن لاعهد لهم كغالبية العراقيين بالسفر جوا يصاب بالرعب والاضطراب.
وسط تلك الحالة تتقدم مضيفة عراقية في الممر الطويل توزع ابتسامات واثقة.
ثم تتقدم لتتفحص الاحزمة وكبت الحقائب.
المضيفات العراقيات متقدمات في السن ذلك لانهن التحقن بالوظيفة قبل الكارثة، الطيارين العراقيين اكثر تقدما في العمر شيوخ ايضا ،هنا اسررت الى صديقي غسان حقيقة ادركتها .
اجزم ان طياري بلدنا من خيرة الطيارين لقد سبق لي ان سافرت على متن افضل الطائرات واكثر الخطوط شهرة.انا لم اشاهد هدوء الطيار العراقي وكفاءة الكوادر الوطنية.
ومن نافلة القول ان طيارينا الحاليين هم طيارينا قبل سقوط بغداد. لااعتقد ان الجماعة فكروا بتدريب شباب عراقيين كطيارين؟
ان مهمةاعداد طيار متمرس في كل وقت تعد عملية جبارة تاخذ من الدولة جهدا كبيرا وتتطلب وفرة في العملة الصعبة.الطيارين عملة صعبة .ترى،لمصلحة من يصفونهم؟ الشيطان !
,و،
من يقتل طياري العراق،؟
اميون وجهلة ومجرمون.
لماذا يقتلونهم ؟
لانهم ثروة وطنية وقيمة وطنية،وعملة نادرة،ووجه للتحضر وللرفاهية وللتقدم الاجتماعي.
تذكرت مئات العقول التي اغتليت .
ولقد جاء نعي شيخ الاعلاميين .ليعيد ترتيب اوراقي وافكاري.
فهل كان شهاب التميمي مسؤولا حكوميا. وهل كان مقاولا او رئيس شركة امبريالية او تخدم الشيطان الاكبر .وهل كان محدثا او بوقا ينّظر لفئة او طائفة.
لم يكن شهاب التميمي أي عنوان من ذلك ولكنه كان قلما اصيلا ،وعقلا نبيلا .وعنوانا للوطنية الصادقة.
كان التميمي نقابيا يبحث هموم الاعلاميين و حماية الصحفيين ثم ذهب شهيدا على ذلك الطريق .
كان راعيا للكّتاب والاعلاميين .يستصرخ الضمير الغائب ان انصفوا رجال الكلمة الحرة ورجال الحقيقة المرة.
كان التميمي قلما وحسب وانسانا وحسب وعنوانا للنقابي النزيه وحسب.
لم يهادن السلطة ولم يجامل طيف على حساب اخر.
لماذا قتلوه،لماذا وزعوا الرصاص بين قلبه وانامله وصدره ورئتيه.
من قتل شيخ الاعلاميين .؟
الجواب .الذين قتلوا الطيارين والاساتذة الجامعيين والبسطاء من الزائرين.
اللهم ارحم شهابنا التميمي شهيدنا وشيخنا اللهم واكرم مثواه .واسكنه اللهم فسيح جنانك ،وحسبنا الله ونعم الوكيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟


.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح




.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا


.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ




.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم