الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المختلف والمؤتلف

سلام خماط

2008 / 3 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما يحصل من صراع ونزاع بين الأطراف المختلفة سببه طغيان وتعدي طرف على الأطراف الأخرى ,لذا فان الفئات المضطهدة وشعورها بالظلم يمنعها من التفاعل الايجابي مع بقية الفئات ,بل ويدفعها احيانا الى التفكير في الثأر والانتقام .
فالمثقف الوطني لا يجوز ان ينحاز الى في موقفه على حساب الحق والعدل لصالح انتمائه الحزبي او القومي او الديني او المذهبي .
وان بلد مثل العراق متعدد الاديان والاعراق والمذاهب قد صهر كل هذه الانواع في بوتقته
منذ القدم ,وقد برزت فيه الكفاءات لا على اساس الدين او العرق او المذهب وانما على اساس المواطنة والانتماء للوطن ,من هنا اتسعت رقعت الوطن لتستوعب مختلف الاطياف حتى اصيح عبارة عن امة عراقية تعيش في ظل قيم واحدة حتى استطاعت بناء حضارة اسلامية متقدمة على جميع شعوب العالم انذاك .
ان ما يشهدة العراق اليوم من ازمات وما نعانيه من تخلف يرجع الى اجواء النزاعات السائدة بين الانتماءات والتوجهات المختلفة القائمة على عدم قبول الاخر وعدم مشاركته في بناء الحياة الحرة الكريمة .
ان المذاهب الاسلامية على تعدادها انما تستقي من ينبوع واحد ,هو كتاب الله وسنة نبيه ,اذن ما هو مبرر التنافر والصراع ؟والجواب هو الجهل بتعاليم الاسلام وجوهره بالاضافة الى الاخلاق السيئة التي نشاة من الانانية والمصلحة والتعصب وكذلك الى جهود اعداء الدين من الداخل والخارج التي تنصب على التفرقة وتزرع الفتن وتيث الاختلاف والفرقة
ان عملية فرض الاراء والمعتقدات قد اثبتت فشلها عبر التاريخ والسبب في ذلك ان اتباع كل دين او كل مذهب يعتقدون بصحة دينهم او مذهيهم وانهم مكلفين بنشره وتطبيقه,ولهذا السبب يتمسك الناس بأديانهم ومذاهبهم اكثر في حالة التحدي والمواجهه,وقد حدثت هذه المحاولات عندما ارادت بعض الجهات فرض رايها لانها تمثل الاكثرية ,او لانها تمتلك القوة والقدرة ,لكن تأثير هذه المحاولات كان فاشلا فيما مضى وسيفشل في المستقبل كذلك ,لكنها سببت ردود افعال سلبية على مر التاريخ ,منها خلق حالة من العداء ونعدام الثقة مما جعل من اتياع كل مذهب يتحصنون ويعبئون افرادهم اتجاة المذاهب الاخرى حتى سادة حالة من التشنج والعداء والقطيعة والتنافر ,ومن الغريب في الامر ان هذه الحالة انعكست على تصرفات بعض المدرسين في الوقت الحاضر ,فقد حصل قبل فترة ان طلب احد مدرسي التربية الاسلامية من بعض الطلاب ان يبدلوا أسمائهم لان هذه الاسماء حسب اعتقاد هذا المدرس لم تكن مطابقة لاسماء ابناء الطائفة التي ينتمي لها,مما تسبب بتدخل اولياء امور هؤلاء الطلبة لكي يضعوا حدا لتصرفات هذا المدرس .
ان تصرف هذا المدرس يعتبر منافيا للعقل والمنطق السليم ,لذا ادعوالمسؤلين في وزارة التربية الى اتخاذ اجراءات رادعة بحق كل من يريد زرع الفتنة بين ابناء الدين الواحد او الوطن الواحد,يقول الرسول محمد(ص) :( خير الولاة من جمع المختلف ,وشر الولاة من فرق المؤتلف) فلا يجوز ابدا ان يمارس رجل التربية والتعليم دور أذكاء التعصب المذهبي مهما كانت المبررات وان اكثرها واهية وزائفة.
لقد عانى غير المسلمين شيئا من الظلم في التاريخ العربي الاسلامي ,كما وقع الاضطهاد على( الموالي) من غير العرب من قبل بعض الحكام المسلمين ,اما اختلاف المذاهب والمدارس الفكرية فقد كان سببا لمأسي واعتداءات فضيعه داخل المجتمع الاسلامي ,من هنا نستطيع القول لايمكن الادعاء بان تاريخنا الاسلامي كان متظابقا مع جوهر الاسلام والسبب هو بعض الممارسات العدوانية المؤلمة التي تتناقض مع الاسلام وعدله ,وهذه الممارسات تحدث كلما ابتعد المجتمع عن منطق الحق ومنطق العدل بسبب تسلط جهه ظالمة او جاهلة او مغرضة تسعى لنشر اليغضاء والفتن بين الناس .
من هنا تكون مهمة الكاتب او الباحث عن الحقيقة هي الاستفادة من الجانب الايجابي في تراثنا وتاريخنا حتى نتمكن من اصلاح واقعنا ومواجهة التحديات الخطيرة التي تجابه مجتماتنا العربية والاسلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة