الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال البنا ومفهوم العفاف

نشأت المصري

2008 / 3 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الحقيقة عندما سمعت الأستاذ جمال البنا المفكر الإسلامي الشهير والمحبوب يتكلم مدافعا عن مفهوم جديد للعفاف في الأديان السماوية ,,أصبت بصدمة وربما خيبة أمل ,, لهذا وضعت على عاتقي أن أرسي مفاهيم العفاف لتأخذ نصابها الحقيقي في حياتنا.
مقالي هذا ليس دفاعاً عن الأديان السماوية لأن المدافع عن الأديان السماوية هو صاحبها الله عز وجل,,ولا أحد يستطيع أن ينقص أو يزيد حرفا على أقوال الله في كتبه المقدسة,,وعزرا أيضا لأخوتي المسلمين لأني سوف أستعمل آيات من الكتاب المقدس ,, لأني لا أرغب في استعمال آيات قرآنية خوفا من حساسية البعض فيتهمني بتفسير مالا أعلم.
بدءاً!! إليكم حديث الأستاذ جمال :
http://www.free-christian-voice.us/page83.html

العفاف في مفهومه هو كل ما تعفه النفس من أشياء تضرها ,,العفيف في المأكل يقي نفسه شر الأمراض العفيف في اتساخ جسده يقي جلده من التلوث والعفيف في مؤثرات الشهوة يقي جسده من الزنى ,,,( اما الشهوات الشبابية فاهرب منهـــــــا و اتبع البر و الايمان و المحبة و السلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي (2تي 2 : 22)) أي أن أي شيء يمكن أن يؤدي بالإنسان إلى الطريق الخطأ فلابد ان يهرب منه.
وأي دين سماوي لا يختلف عن هذا المفهوم وحاشا لله أن يضع كتبه المقدسة لتقديس الفواحش ,,وحاشا لله أن يخلق عبيده أجمعين للنجاسة والدعارة.
لقد استندت سيادتكم على الأخطاء نتيجة الضعف البشري, واعتبرتها ليست من الكبائر, ويمكن أن ينال عنها الغفران ببعض من ممارسات التقوى,,أي أنك فتحت الباب أمام الشهوة واللمم( ممارسات الشهوة بدون الدخول للزنى ,,القبلات والملامسات غير البريئة ) بصورة واسعة والأجرة مزيد من الصدقة أو ركعة زيادة في كل صلاة,,فهل هذا يعقل !!!! من أدراك ربما تكون هذه القبلات حارة بعض الشيء فتؤدي إلى الكبائر.
الضعف البشري موجود وتراعيه كل الأديان السماوية ,, والجميع يلتمس الأعذار للخطاة نتيجة الضعف البشري ويقول معلمنا بولس الرسول" من يعثر وأنا لا أحترق" ويقول أيضا ويحي من ينقذني من جسد الموت" إذا قوة الشهوة في الجسد ينتج عنها ضعف بشري,, ولكن ليس هذا الضعف مطلق بحيث أن كل من يقع فيه يكون مستوجب الغفران وبدون توبة.
الضعف البشري لا يفرض نفسه على الأديان ولكن الأديان تقوي وتقوم الضعف البشري,,ليتحول البشر إلى مقديسن بالأديان,,وليس شهوانيين أرضيين.
يقول معلمنا بولس الرسول لأهل فيلبي الإصحاح الخامس:
16 و انما اقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد
17 لان الجسد يشتهي ضد الروح و الروح ضد الجسد و هذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون
18 و لكن اذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس
19 و اعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة
فأعمال الجسد يا سيادة الدكتور جمال البنا ظاهرة وهي زنى عهارة نجاسة دعارة,, فكيف تفتح العنان لأعمال الجسد لدي قراءك أو المتمسكين بتعاليمك, ولدي الذين يريدون فتاوى ليستندوا إليها ,فبهذا كأنك تضع البنزين على النار,,فتلهب شهوات الشباب بحجة الغلاء و زيادة سن الزواج والمشاكل المجتمعية الكثيرة من حولنا ,,فتكون النهاية مزيد من الزواج العرفي وغير العرفي والدعارة وخطف البنات والتحرشات الجنسية والاغتصاب, وممارسات جسدية بغرض الغواية لأسلمة البنات القصر واللواط واللمم المقدس على حد قولك, وأيضاً مزيد من أطفال الشوارع ليس لهم هوية أو نسب.
الدين يا سيادة الأستاذ يقوي من إرادة النفس فلا تخوض في ضعفات الجسد ,, يقول الكتاب المقدس "احترسوا من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم لأن كرومنا قد أينعت " الثعالب الصغيرة هي بداية الشهوة أو هي المؤثر الذي يدخل الشهوة إلى النفس,, كما يقول رب المجد يسوع في العظة على الجبل :
27 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن
28 و اما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه
29 فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها و القها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك و لا يلقى جسدك كله في جهنم
30 و ان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها و القها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك و لا يلقى جسدك كله في جهنم
الدين تعاليم سامية تسمو بالروح لمجال الروحيات لحياة أبدية تمتد إلى ما بعد الموت , فكيف ترتد بتعاليم الأديان إلى مستوى الأرضيات و الجسديات الفانية فتبيح ما حظرت منه الأديان ,, فهل يعقل أن يباع الفسيخ في محل لبيع العطور الغالية القيمة,,, أو أن تباع اللحوم في محلات المجوهرات والحلي ,,لهذا لا يمكن لدين سماوي أن يبيح ويتاجر في أعمال الشهوة.
الدين موضوع أصلا لسمو النفس عن الأرضيات الفانية ,,حتى تتهيأ النفس لحياة أبدية " للمنتصرين على أهواء الجسد والتائبين عنها " لتنعم بعشرة مع السمائيين ,, فكيف يبيح الدين ممارسات من شأنها الالتصاق بالجسديات والأرضيات الفانية فتهيء النفس للزنى والدعارة والنجاسة.
عفواً سيادة الأستاذ جمال البنا هل هذا الفكر الوليد مجرد آراء أم أنك تبغي نمط إسلامي جديد تريد أن تنادي به , وهو عولمة الدين تبعاً لمجريات العولمة والتي تخطو بخطى واسعة للإطاحة بالقيم والتعليم الدينية السامية,, فيعتنق المسلمين مذهبك الجديد الذي يدعو إلى إسلام يميل للعولمة ..
كلامك عن التكفير في الإسلام السياسي كلام عظيم ولكن لا يمكننا مقاومته بمحو تعاليم الدين الأصيلة أو الارتداد عن القيم والأخلاق الحميدة .
وسؤال أخير!! هل لديك بنات ,,أو ولايا في بيتك ؟ فهل تسمح يا سيادة الأستاذ وأنت في مجتمع شرقي يقدس التقاليد والأديان السماوية ,,أن يأتي شاب ما ليقبل ويحضن ويلمم نساءك وبناتك ليقول لك أنت أمرت بهذا ,,أو يقول لك هذا عن ضعفي البشري ,, فماذا يكون رد فعلك آن ذاك؟
أخيراً
كل الأشياء تحل لي ولكن ليست كل الأشياء توافق, فنحن نطالب بنوع آخر من التعاليم الذي هو العين البسيطة,, العين البسيطة تنظر لكل البنات والنساء من الجنس الآخر ولا تتأثر بهن جنسياً ,وأن تنظر السيدات والبنات لكل الشباب الرجال من الجنس الآخر ولا تتأثر بهم أيضاً,لأن كل المحرمات كأنهم أخوات ,,لهذا!! الجنسي ينظر إلى ما تحت الملابس ليشتهي فتكون له حكم الزاني ,,فلا يعيق رؤيته ملبس أو حجاب أو خمار أو ما شابه ذلك ,,,,أما صاحب العين البسيطة لو نظر لمن هي بدون ملابس فلا يتأثر بها لأن حياتها مشبعة وروحانياته نشطة لا تتأثر بما حولها من عثرات ,,وإن ألحت عليه الخطية طالبة الممارسة يقول مع يوسف الصديق :
"كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطي إلى الله"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah