الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انا حره ؟ ......

سرى الصراف

2008 / 3 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل انا حره سؤال طالما سألته لنفسي ........
هل انا حره ام ادعي التحرر كما يدعي المتزمتون انهم مستنيرون والجهله انهم مثقفون ؟ ..........
هل انا امرأه اقول مالا افعل وافعل ما لا اقول مثل الدكتاتور الذي يدعي الديمقراطيه والظالم الذي يدعي العدل ؟ ...........
هل اخذت حقوقي التي احلم بها من هذا المجتمع النتن ام ان هذا المجتمع سلبني كل حقوقي ( واهمها في نظري ) ان احب بحريه ؟ ..............
هل كل من يدعي التحرر والعلمنه متحرر ام هي مجرد شعارات مزيفه شأنها شأن اي شعار يرفعه السياسيون يضحكون به على الشعب خدمه لمصالحهم الخاصه ؟ ........
هل ...... هل ...... هل ...... اسئله كثيره اجابتها واضحه لكني اخشى ان اجيب عنها بصراحه .....

منذ ان كنت طفله وانا اشعر برفضي للعادات والتقاليد والقيم البدويه التي يعيش بها المجتمع لا بل وحتى القيم الدينيه ( او التي يدعون انها دينيه وهي لا تمت للدين بصله )فكنت احاول ان اثور بأمكانتي البسيطه على اشياء قد تبدو تافهه لكنها مهمه للطفل فأنجح تاره وافشل تاره اخرى ( وبالتأكيد الفشل اكثر من النجاح بكثير ) وبالطبع ثورتي هذه ازدادت بمرحله المراهقه وكنت دائما متشوقه لأن اكبر اكثر ليكون بأمكاني ان افعل ما يحلو لي فعندما اكون كبيره سوف اكون معتمده على نفسي ولست بحاجه لأحد واستطيع ان اقاوم الضغوط اكثر واتحمل مسؤوليه قراراتي ( افكار اقل ما يمكن ان يقال عنها انها بلهاء ) كنت اعتقد ان الشجاعه سوف تستمر وشعله الثوره سوف تزداد اشتعالا بمرور الوقت لتنير لي درب الحريه الذي طالما حلمت به لكن الواقع اني عندما كنت صغيره كنت اكثر شجاعه فعلى الأقل كنت افعل واقول ما اشعر به , صحيح اني كنت اواجه بالتأنيب او العقاب لكني كنت مستمتعه حتى بأخطائي وكنت اثور على كل من يحاول ان يسلبني حقوقي وبتقدم العمر وازدياد التجارب الحياتيه وادراك نتائج الشذوذ عن المجتمع , شجاعتي قلت حتى اصبحت اقرب الى الجبن منها الى الشجاعه وشعلت الثوره قاربت على الأنطفاء لتتركني تائهه في وسط الطريق بين الحريه والعبوديه ........
فالأغلال والقيود تقدم لنا ( كهديه لقدومنا الى هذه الحياه ! ) ما ان نصرخ اول صرخه حريه بعد خروجنا من سجن رحم الأم , فتكون في الطفوله خفيفه وغير محكمه يمكن للطفل ان يفلت منها احيانا , لكن الغريب في الأمر ان هذه القيود ليست جمادا فهي تكبر معنا وتزداد ثقلا واحكاما بمرور الزمن وتصبح قيود على القلب والروح والعقل اضافه الى الجسد , وكلما كبرنا اكثر يكون ثمن رفضنا لأي شيء اكبر فعندما نكون صغار او مراهقين نجد من يقدم لنا الأعذار بحجه اننا صغار وطائشيين ولا ندرك ما نفعل اما عند النضوج فالغلط ممنوع ومستهجن ( وكأننا في مجتمع الهه وليس مجتمع مليء بالسفاله والقذاره ! ) وعقاب الغلط هو سياط من نارتنزل على اجسادنا بكل عنف وبلا رحمه تاركه جراحا لا تندمل , وبالرغم من ذلك فالعذاب الجسدي يمكن ان يقاوم لكن هذه السياط الناريه عندها خاصيه التحول الى سياط ليزريه تخترق الجسد البشري لتصل الى الروح والقلب والعقل لتصيبهم بتشوهات وعاهات مستديمه وابديه ........
يمكن ان يتحمل الشخص هذا الغذاب في سبيل هدف معين او رغبه جامحه تعصف به لكن الذي لا يمكن ان يتحمله احد وخصوصا ( الأنثى ) هو نظرات الحزن والعتاب في عيون الأهل اذا ما حاولت ابنتهم كسر حاجز من الحواجز التي تحول بينها وبين ما تريد او ترغب , فأي شيء تفعله لا يتفق مع السياق الذي ارادوه لها يشعرونها بأنها ناكره للجميل , جميل الحب والتضحيه والرعايه والعطف الذي منحوها اياه ( فالتحرر من سطوه اهل قساه اسهل بكثير من التحرر من حنان اهل محبيين ! ) , وكأن الأهل بدون قصد او قصد لا اعرف يستعبدون ابناءهم (ذكور واناث وبالطبع الأناث اكثر لأنهم حاملين لواء شرف العائله وسمعتها على اكتافهم الضعيفه ) بتربيتهم لهم ( قد يبدو هذا الأستعباد , استعبادا جميلا او غير مؤذي اذا ما نظرنا له بصوره سطحيه , لكني ارى ان ابشع انواع الأستعباد هو ا ستعباد من نحب لنا ! ) ..........وهنا اقدم نداء الى كل الأهل ان لا يحملوا ابنائهم مالا يطيقون فهم بذلك يضعوهم في وسط امواج متلاطمه وعاليه تصعد واحده على الأخرى وتغطي واحده الأخرى , امواج رغباتهم وحاجاتهم وطموحهم وامواج ما يريده الأهل والمجتمع , فحتى لو خرجوا من هذه الأمواج فسيخرجون كالسكارى لا يعرفون اي طريق يسلكون واين سيذهبون .........
في ما سبق قدمت الكثير من المبررات لنفسي قبل ان اجيب على الأسئله التي طرحتها في بدايه حديثي ( ربما لأن تبريراتي حقيقيه وفي محلها اولأني قد اكون ممن استهوتهم حياه الخنوع والخضوع فهي حياه مريحه لأن المرأه فيها تفقد اهم اسباب عذابها وثورتها وهي عقلها وقلبها ! ) ..........
واخيرا الجواب سيكون هو اني ادعو الناس للتحرر وانا لست حره ولا ازال في مؤسسه العبيد ( شأني في ذلك شأن الكثير من مدعيات التحرر ) فسجاني في داخلي وقيودي ذاتيه والى ان اتخلص منها واقول اني حره بمليء فمي امامي طريق شائك وطويل اما ان امشيه وانتصرفي النهايه واكسر كل القيود واما ان اسقط شهيده طلب الحريه في وسط هذا الطريق فتعلن قيودي انتصارها علي ! ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش