الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلاك المساكين فقرهم

نشأت المصري

2008 / 3 / 17
المجتمع المدني


كما أن المال أصل لكل الشرور ومحبة المال عداوة لله ,, فإن الفقر يعتبر هلاك المساكين!!
الفقر إن لم تسنده علاقة حميمة بالله ,, وتسنده فضيلة هي من أعظم الفضائل وهي القناعة,,لأن التقوى مع القناعة تجارة عظيمة,ولكن كيف يكون الفقير عرضة للهلاك كما الأغنياء المتكلين على أموالهم ؟:
الفقر هلاك المساكين من شقين الشق الأول هو الهلاك الدنيوي ويصير آفة في المجتمع ,, والشق الثاني هو الهلاك الأبدي
أولا الهلاك الدنيوي:
الفقير الغير متمسك بفضيلة القناعة " علماً بأن هذه الفضيلة صعبة في تنفيذها وخاصة للفقراء المعدمين,إن لم تسندها علاقة قوية بالله لتسندها النعمة الإلهية كما باقي الفضائل" الاحتياج للمال ممكن أن يؤدي بالإنسان لمخالفة كل الشرائع والقوانين .
ـ كأن طفل لم يذوق طعم فاكهة معينة أو نوع حلوى معين والتي نسمع عنها في الإعلانات المختلفة وبطرق مشهية للناظر والسامع, وليس لهذا الطفل مال ليحقق به مبتغاة من الإشباع من هذا الصنف فماذا يفعل ؟
إما أن يلجأ لقهر والديه لتلبية رغباته ,,وهذا الحل طبعاً غير مجدي لأن والديه ليس لهم ما ينفقون على ضروريات الحياة من مأكل وملبس وخلافه .
وإما أن يصاحب أطفال أغنياء من سنه ليحصل منهم على ما يرده من هذه الأصناف مقابل التنازل عن بعض من كرامته ,,فيمكن أن يتسول طالباً ما يريده أو يسرقه ,,أو يلجأ لحركات البلطجة بأن يأخذ ما يريده كنوع من أنواع الابتزاز ,, أو نوع من أنواع الحماية لهم مما يطلقون عليهم عصابات المدارس والشوارع والأندية, أو أنه يكسر أطفال الأغنياء بوسيلة تجبرهم على مداومة مصادقته والإنفاق عليه وذلك بالتحرش الجنسي واللواط فيأسرهم ويأخذ مبتغاة منهم.
وإما أن يسرق ما يريد من الباعة ,,أو ينصب على الباعة ,,أو يسلم نفسه لمافيا الاتجار بالأطفال " يستعملون الأطفال في السرقة والنشل والتسول وتجارة الممنوعات" ليحصل على مال ينفقه فيما يريده لإشباع رغباته .
ففي جميع الحالات السابقة مهما فعل هذا المسكين البائس لا يجد الإشباع ,لأن رغبات الإنسان لا نهائية ولا تقف عند حد معين , بل يمكن أن يحصل على المال بأي وسيلة ويصير غنياً ولكنه لا يشبع أبداً حتى لو ملك الكون كله.
وفي النهاية يضاف للهالكين واحد.
ـ وكأن رب أسرة يريد ثمن علاج لأحد أفراد أسرته ,,أو أجرة جراحة معينة أو علاج أثار حادث لأحد أفراد أسرته ,,وليس له أو ماله لا يكفي,, لأن حياة الفقير المريض تساوي ثمن العلاج!! فماذا يفعل :
يبحث عماً يقرضه هذا المبلغ فيعول هم السداد لأن كل دخله في سنين عدة لا يفي ثمن لجراحة واحدة أو علاج طويل الأمد .
أو أنه يبحث عن عمل إضافي فينعكس على رعايته أسرته ,,كما أن الوظائف الإضافية لا تفي بكل الاحتياجات.
أو أنه يسرق أو يختلس أو يتاجر في الممنوعات أو يرتشي .
وفي النهاية يتحول أيضاً لمجرم أو مخالف للقانون ,, وربما تنتهي مشكلته وهو لا يقدر أن يمنع نفسه من الوسيلة التي لجأ إليها حين حاجته ,,فيمارس مخالفته للقانون باستمرار ليجاري متطلبات الحياة ,, ويقدر أن يصير ضمن زمرة الأغنياء.
ـ وكأن زوجة أو بنت تريد أن تتشبه بزوجات وبنات الأغنياء ,,فتلجأ لزوجها وتنكد عيشته ليحضر لها متطلباتها لتحقيق رغباتها والتي لا تنتهي ولا تشبع ,, فيلجأ الزوج أو الأب لوسيلة من وسائل الربح كما سابقه ,,أو أن ينفصل عنها فيصير خراب للمنزل والأسرة ,,فيتشرد الأبناء ,, أو أنها تلجأ لمخالفة شريعتها ودينها فتسلك سلوك غير أدبي ,, وأما البنات فتلجأن إلى التحرش بالشباب الغني لتسقط أحدهم في براثن عشقها ,,لتكّون به أسرة جديدة مبنية على الغش والخداع فتكون مصيرها التشرد والهلاك.
ـ وكأن رب أسرة يريد تعليم أبناءه المتفوقين ,,فيبيع كل ما لديه لينفقه على تعليمهم " لأن مقولة التعليم في مصر مجاني مقولة كاذبة فنفقة التعليم في مصر أكثر بكثير من نفقة التعليم في أي دولة متقدمة " وتعيش الأسرة رحلة كفاح وتقشف حتى يتخرج الأبناء ,, أملاً في نهاية لمشاكلهم ولكنهم يقعون في هوة البطالة ,,لا عمل ولا مال وإن كان هناك عمل فلا يفي احتياجات طفل رضيع ,, فتنصاع الأسرة والأبناء لسد احتياجاتهم بأي وسيلة كما السوابق ,, والمصير معروف أيضا وهو التشرد والهلاك.
كل ما سبق على سبيل المثال وليس الحصر ,, ولكن كل ما يقع فريسة للفقر وليس عنده غطاء القناعة والتقوى سيكون مصيره مخالفة القانون ,,أو يصير هو وأسرته من الأسر المنحلة أو أسر البلطجة,, ففي كل هذا هلاك دنيوي للمساكين بسبب فقرهم.
ثانياً الهلاك الأبدي:
فنتيجة لمخالفة الله في كل ما سبق من حياة الفقراء ,,تحسب عليهم خطايا فيكون مصيرهم جهنم مع الذي أغواهم وهو إبليس ,,فمخالفة الوصايا لا يبررها الفقر ,,فيتساوى الفقير والغني في مخالفة وصايا الله.
لأن الفقير المشتهي الغنى والمجد الباطل ولو بالشهوة فقط ,, كالغني المتكل على أمواله فهذا يحب المال ويشتهيه وذاك كذلك فيسقط كلاهما في حب المال الذي هو أصل لكل الشرور ولو ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثير,,فمصير الاثنين في جهنم وهنا نجد أن هلاك المساكين فقرهم.

مصرنا الحبيب تعاني كباقي الدول من مشكلة زيادة الأسعار العالمية للسلع ,, وهناك نقص في السلع الضرورية ,كما أنه هناك معاناة حقيقية لمحدودي الدخل ,,
لهذا وجب علينا فقراء وأغنياء أن نقرب الفجوة بين الاستهلاك والمعروض السلعي حتى لا تحدث زيادة مطردة في الأسعار,, ولأني غير ملم بالمعلومات الاقتصادية فإني أحاول أن أطرحها كما أفهم ,,أي أننا نرشد الاستهلاك,, وأقترح الأتي:
أولا واجبات الدولة والنظام:
ـ زيادة الدعم السلعي والدعم المادي والقضاء على ظاهرة محدودي الدخل في مصر ,,هو استثمار وليس عبء لأننا إذا قضينا على الفقر فإننا سنصبح في المستقبل القريب من الدول المتقدمة.
ـ توفير السلع الضرورية بصورة ميسرة لكل مواطن ,,ينعكس هذا على زيادة في ساعات العمل الجدي للمواطنين وبالتالي زيادة في الدخل وزيادة في الإنتاج.
ـ رعاية أطفال الفقراء في المدارس ودور العبادة عن طريق توعية المجتمع عن كيفية معاملة الفقير ,, ومطالبة علماء علم النفس وعلم الاجتماع بوضع مناهج ودروس تفيد المجتمع في هذا الشأن.
ـ زيادة الأجور تبعا لزيادة الأسعار ,,فهل يعقل أن تعطي أجر العامل بالعملة المحلية المتدنية أمام العملات العالمية,, وتبيع له السلع بالأسعار العالمية للعملات العالمية,,أي أن فرق العملة يتحمله محدود الدخل ,, وذوي الدخول الثابتة.
ثانياً دور الفقراء :
ـ تحديد النسل ,, وعدم الانسياق وراء شعارات دينية ,, وتعاليم دينية تحفز زيادة السكان.
ـ النظرة العملية للأغنياء وليس نظرة الحق الكراهية ,, ففي كل مجتمع أغنياء وفقراء لأن الله هو موزع الأرزاق , والغنى والفقر شيء نسبي فالذي هو فقير بالنسبة لأحد الناس فهو غني بالنسبة لشخص آخر, وهكذا الغني فهو فقير بالنسبة لغني أخر وهكذا!!
ـ التمسك بتعاليم الأديان في فضيلة القناعة لأن التقوى مع القناعة تجارة عظيمة.
ـ في حالة الحاجة لابد من اللجوء للمؤسسات الخيرية في الكنائس والجوامع لنقي أنفسنا من السقوط في مخالفة القانون ومخالفة تعاليم الأديان .
ـ الطموح الزائد في الاحتياجات هوة يمكن أن يسقط فيها الفقراء ,, والاتكال على الله لا يخيب فهو المدبر والمعين ويعطي البرد على قدر الغطاء .
ثالثاً دور الأغنياء :
ـ عدم الإسراف الزائد لأن هذا يثير شهوة الفقراء.
ـ العطاء ثم العطاء ثم العطاء ,, في أوعية الهيئات الخيرية وخدمة الفقراء لتساعد أخوتك الفقراء والمعدمين فنقرب الفجوة بين الأغنياء ومحدودي الدخل.
ـ الاشتراك في لجان توزيع الصدقات له فائدتان الأولي هي محبة الفقراء والشعور بهم ,, والثانية حتى نجعل رقابة مستمرة على القائمون على التوزيع فلا ينصرف جنيه واحد في غير محله ,,أو أن يتجاسر أحد في أخذ هذه الأموال لنفسه أو دعم لمشاريعه أو دعم لمشاريع أخرى لا تخص الفقراء.
ـ إقامة مشروعات خيرية ليعمل بها أبناء محدودي الدخل ,, مساهمة في القضاء على البطالة.
ـ بالنسبة لشركاتكم يجب أن يخصص نسبة لتعيين من ليس لهم واسطة ولا محسوبية.
ـ المواظبة على دفع الضرائب بصورة منتظمة ,لمساعدة الدولة على الإنفاق على القطاعات المختلفة.
هذا المقال مجرد وجهة نظر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق