الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوائر الهجرة والتنصّل عن المسؤولية

حسين التميمي

2008 / 3 / 19
المجتمع المدني


سألت احد المسؤولين في دائرة الهجرة والمهجرين في مدينتنا عن موعد استلام رواتب الوجبة السابعة فقال :(ان شاء الله قريبا) وحين استوضحته اكثر قال: الوجبة الثالثة تسلمت رواتبها !! أي لم يعد امامنا سوى ثلاث وجبات لننتقل الى العد التنازلي للوجبة السابعة. وهذه -وفقا للفترة التي مضت على الوجبات السابقة- لا تحتاج الى اكثر من عام واحد او اكثر بقليل كي يصلها الدور. بمعنى ان المهجر الذي تعرض للتهجير منذ عام ونصف سيقضي فترة مماثلة لكي يتقاضى مستحقاته. اي ثلاث سنوات على تاريخ تعرضه للتهجير !! الغريب في الأمر ان الكثير من المهجرين قدموا معاملاتهم منذ الربع الاخير من عام 2006 والى الربع الاول من عام 2007 لكن لم يتم ترتيب الوجبات وفقا لتواريخ تقديمها وقيل للكثير منهم ، بعد طول انتظار: معاملاتكم ضاعت وعليكم تقديم وثائق جديدة. ومنهم من قدم ثلاث نسخ او اكثر .

واشتكى عدد كبير من المهجرين بأن ثمة رشى او تسعيرات للوجبات بمعنى ان الاسم الذي يوضع في الوجبة الاولى عليه ان يقدم المبلغ (كذا) والوجبة الثانية (كذا) وكل حسب امكاناته. وبرغم الاذى والضيم الكبيرين اللذين تعرض لهما المهجر. ومنهم من خسر احد افراد اسرته او (احيانا) عدد كبير من اسرته. وخسر ايضا منزله ولم يستطع ان ينقل منه قطعة اثاث واحدة خشية ان يتعرض هو الآخر للقتل. اي انه اصبح بلا مال وبلا مورد رزق. وفوق هذا وذاك يجد من يقايضه على مآسيه وخساراته المريرة كي يتقاضى منه مبلغا من المال لترويج معاملته, وبعكس ذلك سيجد نفسه في اخر (الطابور) هذا ان تم ادخاله في الطابور. اصلا.
ثمة توجه لا نعرف مدى مصداقيته حول توجيه اصابع الاتهام الى وزارة الهجرة والمهجرين يمارسه مدراء وموظفو بعض دوائر الهجرة والمهجرين في المحافظات ضد وزارتهم، أي انهم يحيلون جميع المثالب والتقصيرات باتجاه وزارتهم. ترى هل هذا حقا ما يجري ام انها طريقة اخرى من طرائق تلك الدوائر من اجل رمي الكرة في ملعب الوزارة والتنصل من المسؤولية؟!
ويبقى السؤال: ما الذي حدث ؟ ماذا حصل لنا كي تتغير اخلاقنا، فنستسهل وضع المثل والمبادئ والقيم في كفة ونضع الورق الاخضر والاحمر في الكفة الاخرى من الميزان، وننتقي الكفة الثانية من دون ان ننتظر فيما اذا كانت سترجح ام لا؟!.
ومن ذا الذي سيمسح بانامله دمعة المهجر ويواسيه ويخفف من احزانه؟ لا احد يدرك مدى قسوة التهجير الا الذين تعرضوا له. وبما ان ساستنا الأفاضل لم يتعرضوا لهذه المعاناة فهم ينعمون في عسل احلامهم التي تمطر عليهم ورقاً اخضر ومعدناً اصفر، ولن يدركوا مهما قلنا وتحدثنا حجم المعاناة والمآسي التي نتعرض لها. وهم يسهمون -بعلم اوبغير علم- في تفشي الارهاب وتغذيته. وقيل (ان الظلم يورث الكفر) فالبطالة وغلق الابواب امام الناس الذين يبحثون عن لقمة العيش بالوسائل المشروعة يدفعهم للجوء الى اساليب أخرى!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حالة -إسرائيل- مزرية ونتنياهو في حالة رعب من إمكانية صدور مذ


.. احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات اعتقال إسرائيل




.. خيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.. موجات الحر تفاقم معا


.. العالم الليلة | ترمب: أتطلع لمناظرة بايدن.. ونتنياهو لعائلات




.. الأمم المتحدة تبدي انزعاجها من إجراءات إنفاذ القانون ضد محتج