الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله إلكترونياً: تسعيرات واضحة!

عاصم بدرالدين

2008 / 3 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد تكون الرسائل التي سأتحدث عنها الآن، مرت سابقاً أمام بصر العديد من القراء، فهي ظاهرة منتشرة بشكل كبير في عالمنا الإسلام، وللحقيقة لا إسم رسمي لها، لكن نستطيع أن نسميها رسائل دينية إسلامية.
ولمن لا يعرف شيئاً عن هذه الرسائل، نستطيع أن نشرح له: هذه رسائل إلكترونية يتم إرساله عبر البريد الإلكتروني، وتتضمن عدداً من المعلومات عن الدين الإسلامي، على سبيل:
((هل تعلم أن أول من تمنى الموت ؟
يوسف عليه السلام
هل تعلم أن أول ما يرفع من أعمال هذه الأمة ؟
الصلوات الخمسة
هل تعلم أن أول صلاة صلاها رسول الله ؟
هي صلاة الظهر.))

ويضاف إليها بعض الجمل الدينية المنتشرة بين صفوف المسلمين.
الأهم من كل هذا: المحصلة التي ينالها مرسل هذه الرسالة، وهذه المحصلة أو المكافأة (الحسنات) تتغير بحسب عدد المرسل إليهم. وهنا جدول يبين هذه الفكرة:
((عدد الأشخاص:1 الحسنه:1
عدد الأشخاص:2 الحسنه:2
عدد الأشخاص:3 الحسنه:4
عدد الأشخاص:4 الحسنه:8
عدد الأشخاص:5 الحسنه:16
عدد الأشخاص:6 الحسنه:32
عدد الأشخاص:7 الحسنه:64
عدد الأشخاص:8 الحسنه:128
عدد الأشخاص:9 الحسنه:256
عدد الأشخاص:10 الحسنه:512
عدد الأشخاص:11 الحسنه:1024
عدد الأشخاص:12 الحسنه:2048
عدد الأشخاص:13 الحسنه:4096
عدد الأشخاص:14 الحسنه:8192
عدد الأشخاص:15 الحسنه:16384
عدد الأشخاص:16 الحسنه:32768
عدد الأشخاص:17 الحسنه:63536
عدد الأشخاص:18 الحسنه:127027
عدد الأشخاص:19 الحسنه:254144
عدد الأشخاص:20 الحسنه:508288
عدد الأشخاص:21 الحسنه:1016576
عدد الأشخاص:22 الحسنه:2033152
عدد الأشخاص:23 الحسنه:4066304
عدد الأشخاص:24 الحسنه:8132608
عدد الأشخاص:25 الحسنه:16.265.216
عدد الأشخاص:26 الحسنه:32.530.432
عدد الأشخاص:27 الحسنه:65.060.864
عدد الأشخاص:28 الحسنه:130.121.728
عدد الأشخاص:29 الحسنه:260.243.456
عدد الأشخاص:30 الحسنه:520.486.912
مجموع الحسنات لو ربي تقبلها في ثلاثين رساله فيها أحد الأدعيه ======> 1.040.973.824
للي ما يعرف يقرأ الرقم: مليار وأربعين مليون وتسعمية وثلاث وسبعين ألف وثمانمية وأربعة وعشرين حسنه .... يا رب يبلغنا.))

شيء جميل فعلاً، التسعيرات واضحة جداً.. وهذا ما يطمئن مصلحة الضرائب في أي بلدٍ كان. فكل حسنة تسعى لنيلها يجب عليك أن تؤدي فرضاً ما. الغريب في الأمر كيف عرف هؤلاء، كتاب الرسالة الأساسين (المصدر الأول)، حجم الحسنات التي سينالها المسلم، لقاء إرسال هذه الرسالة المليئة بالأفكار الدينية.
والأغرب والأشد وطأة، الإنتشار الكثيفة لهذه الرسالة، والرسائل الأخرى التي تشبهها، بين صفوف المسلمين بمختلف إنتماءاتهم المذهبية، هذه حالة مفرحة، أي وحدة المذاهب، لو كانت على أمور أكثر أهمية، كان فرحنا إزداد غبطتاً.

رسالة أخرى، ذات أهمية وإنتشار كثيف:"أرجوكم ياجماعة تنشروا الخبر لان في اخت في فلسطين شافت رؤيا ان اللي حينشر الخبر ربنا حيفرحوا بعد اربع ساعات رجل اسمه د/عبد الله مصطفى قال : شاهدت محمد صلى الله عليه وسلم في منامي واوصاني سلاما على الناس فيجب على كل من يقرا الرسالة ان يوزعها على الناس وينتظر اربعة ايام فسوف يفرح فرحا شديد , واذا لم يوزعها فسوف يحزن حزنا شديدا امانة في ذمتك الى يوم القيامة ارسلها الى 25 شخص".

وطبعاً خوفاً من الحزن الشديد، يرسلها المسلم. خوفاً من الغموض، خوفاً من التفكير يرسلها المسلم إلى 25 شخصاً يعرفهم. فهو يريد أن يفرح. يريد حسنات يحملها معه إلى يوم القيامة حين يواجه ربه. هذه الأفكار تشبه تماماً مرحلة ما قبل الثورة الفرنسية، حين كان المسيحيون يحجزون لأنفسهم أراضٍ في الجنة وهم على الأرض (أحياء) عن طريق رجال الدين.
وحتى المسيحيين، إتجهوا من جديد بإتجاه هذه الفكرة، البسيطة والسهلة للكسب!!!
فهذه رسالة تشير إلى ذلك"قال يسوع (انا معكم لحين انقضاء الدهر امين) ارسلها الى 9 اشخاص ستحصل على انباء ساره غدا اذا اهملتها يسيئ حظك 9 سنوات حقيقه مثبته بالانجيل"

إذاً هذه محاولة سهلة للكسب. مرةً كسب الحسنات لدخول الجنة، ومرةً أخرى من أجل كسب السعادة.. وخوفاً من الحزن، من المجهول.
بمعنى أخر هما السببان الرئيسان اللذان يمنعان الإنسان من التحرر. والذي ذكرهما إيمانويل كانت في معرض رده عن سؤال: "ما هي الأنوار؟"... فقال:"إن الكسل والجبن هما السببان اللذان يفسران بقاء مثل هذا العدد الكبير من الناس مرتاحين إلى قصورهم مدى الحياة، بعد أن حررتهم الطبيعة منذ زمن بعيد من التوجيه الخارجي. كما يفسران كم من السهل على البعض أن ينصبوا أنفسهم أوصياء على هؤلاء. إنه من السهل جداً أن يكون المرء قاصراً، فلو كان لي كتاب يقوم مني مقام العقل، ومرشد يقوم مني مقام الضمير، وطبيب يقرر لي نظام غذائي، الخ...، فلن أكون بحاجة إلى تجشّم أي عناء بنفسي. لست بحاجة إلى أن أفكر طالما أن بوسعي أن أدفع، إذ أن آخرين سيتكفلون بهذا العمل المضني. فان تعتبر غالبية الناس (بمن فيهم الجنس الضعيف برمته) تلك الخطوة نحو رشدها بمنتهى الخطورة، إضافة إلى كونها أمراً مضنياً، ذاك هو ما يعمل الأوصياء على تكرسه بكل جهدهم، إذ أنهم أخذوا على عاتقهم، إمعاناً في لطفهم، ممارسة إشراف تام على البشرية."

وقد يكون الإسلاميين أو الدينين بشكل عام، فهموا فكرة الإصلاح الديني بطريقة خاطئة، فإعتقدوا أنها تقوم على مواكبة التطور، أي عدم الإكتفاء بإستخدام المنابر في الجوامع، بل يجب الإنتقال إلى المنابر الإلكتروني، كالمواقع والمنتديات والرسائل البريدية.. فنقلوا أفكارهم البلهاء (بأغلبها) إلى الأنترنت.. رغم أن هذا الأخير هو إكتشاف غربي (صليبي، إذا أردنا أن نتماشى مع نظريات الإسلام المتطرف)، أي من صنع الأعداء.. لكن هذا لا يهم، المهم أن تنتشر أفكارنا المثيرة-المبكية-المضحكة!

أذكر تماماً، أني قرأت موضوعاً نشر في "شفاف الشرق الأوسط" منقول من إحدى المجلات الأجنبية، حول دراسة أعدت عن أسخف الفتاوى الإسلامية لعام 2007، وتصدرتها فتوىً عن شيخ أزهري، يمنع فيها ممارسة الجنس بين الزوج وزوجته، وهما عراة!!
فضولي دفعني للبحث عن مواقع الفتاوى هذه، فبحثت عن طريق الشبكة البحث العالمية "غوغل" فوجدت موقعاً، وكنا في مرحلة أعياد الميلاد المسيحية ورأس السنة، فلفتتني فتوى تحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم وحتى التعاطي معهم.. فخفت من العقاب، فسبق لي أن هنأت بعض الأصدقاء منهم... يا لها من مهزلة فعلية!

دعوة من جديد للتنبه لهذه المهازل الكثيرة الخطيرة.
على الدين، كمفهوم خير، أن يوطد علاقات الناس بــ بعضهم لا أن يفرقهم، وأن يعمل العقل مكان هذه الخرافات الخيالية.
دعوة للتحرر.. من قيود الجهل، والمجهول، والخرافة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah