الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى ال20 لكارثة حلبجة

عبدالله مشختى

2008 / 3 / 18
القضية الكردية


كان قبل عشرون عاما بالتحديد وكانت الثورة الكردية فى اوج عنفوانها حيث كانت قد بدأت الثورة بتطبيق خطة استراتيجية لضرب العدو الفاشى وقواته بتكتيكات وخطط عسكرية جديدة وهى شن حملات وهجمات قوية ومكثفة وباعداد كبيرة من قوات البيشمركة وقوات الدفاع الشعبى على قواعد النظام الصدامى العسكرية بدلا من حرب العصابات والمجموعات الصغيرة من البيشمركة لضرب قافلة او موقع صغير ومن ثم الانسحاب السريع الى قواعدهم حيث تمكنت الثورة بقواتها من البيشمركة والدفاع الشعبى من الحاق خسائر عسكرية كبيرة بقوات النظام فى اروع ملاحم بطولية قل نظيره فى الثورات الشعبية كثورة الكرد التحررية والدفاعية حيث سقطت مواقع الوية كاملة ومقرات افواج النظام فى يد الثوار كملحمة سوتك وتحرير كانى ماصى وديرالوك ومطار بامرنى وعمليات اخرى كبيرة وقتل واسر اعداد كبيرة من جيش النظام وضباطه الكبار مما افقد قادة الحكم الفاشى صوابهم ولم يتمكنوا من الرد الا بالوسائل القذرة والدنيئة باستخدام الاسلحة الكيمياوية المحرمة والممنوعة دوليا بموجب مواثيق المنظمة الدولية واتفاقيات جنيف تحت مبررات واهية لم يكن لها اساس من الواقعية والصواب كون الكرد قد ادخلوا القوات الايرانية الى داخل الحدود العراقية . حيث كانت القوات الايرانية بالاساس موجودة داخل الاراضى العراقية فى المناطق التى كانت قد تمكنت ايران من اختراق جبهات الحرب للقوات العراقية فى مناطق كثيرة فلو افترضنا ما تحججوا به واقعا فى حلبجة الشهيدة فما بال منطقة بهدينان اى محافظة دهوك وماذا كان مبررهم لضربها بالاسلحة الكيمياوية مع العلم ان منطقة محافظة دهوك تبعد مئات الكيلومترات من الحدود الايرانية ومن جبهات الحرب .
لقد تعمد النظام البائد لضرب وقمع الارادة القوية والصلبة للثوار الكرد بعد ان يئس من اخماد نيران ثورة شعب اراد ان يحافظ على وجوده فى ارضه ووجه ثوران حقده وطغيانه وغليان وحشيته الى مدينة حلبجة الشهيدة التى راى بانها هدف سهل المنال لطائراته حيث هناك بلدة نائمة لاتحتوى الا على النساء والاطفال والشيوخ ليخمد نيران غضبه ولينتقم من خسائره الفظيعة التى اصابت قواته ومواقعه العسكرية على يد البيشمركة الابطال فى ذرى جبال كردستان وليخمد فى نفسية الثوار الروح الثورية المتفجرة على الظلم والعدوان ولبث الرعب واليأس فى نفسية المقاتل الكردى للتراجع عن الطريق الثورى الهادر ، ولكن حساباتهم كانت خاطئة ، حيث ان المذبحة التى اقامها النظام فى بلدة حلبجة قد الشهيدة لم تقلل من عزيمة البيشمركة بل زادهم اصرارا وعنادا لخوض النضال بشراسة واقدام اكثر قوة وعزيمة رغم المصاب الاليم الذى الذى احدثته الجريمة النكراء التى كانت تنم عن مدى وحشية الفاعلين وهستيريتهم وحقدهم الاعمى ضد شعب كان يدافع عن حقوقه الانسانية وقضيته العادلة المتمثلة بالاعتراف بحقوقه كجزء من الشعب العراقى له حقوقه ومميزاته القومية والتى كان يريد الاحتفاظ بهويته القومية كشعب يستحق ان يعيش اسوة بكل الشعوب والاجناس لا ان تهضم حقوقه وتبيد ثقافته وتراثه وصهره فى القوميات الاخرى .
ان كارثة حابجة هى كارثة انسانية بحق انها كانت كمحرقة موت شديد وسريع فالالاف من الاطفال والنسوة والشيوخ الذين لم يكن لهم ذنب سوى انهم كرد لاغير قد احرقوا وشوهوا وقتلوا خلال ساعات بل دقائق قد برهنت للانسانية جمعاء مدى خطورة سباق التسلح المحذور على الحياة الانسانية على هذا الكوكب وخاصة اذا وقعت فى ايدى انظمة لا تعى ولا تعرف القيمة الانسانية ولا تعترف بحقوق الانسان ولا بالقوانين الارضية ولا الاديان والشرائع السماوية التى تحرم استخدام مثل هذه الاسلحة الفتاكة والتى لازالت بعض الانظمة الدكتاتورية تسعى للحصول عليها ولليوم بنية استخدامها ضد الشعوب فيما اذا تهززت مصالهم او تعارضت مع شعب او قوم من الاقوام او البلدان . ان احياء الذكرى العشرين لهذه الكارثة اليوم فى بلدة حلبجة الشهيدة وبحضور دولى مكثف تمثلت الحضور من 88 دولة ممثلين ومنظمات انسانية دولية لهو الدليل على حجم الكارثة والتى كانت الاولى من نوعها ينفذها دكتاتور ضد شعبه لمجرد معارضته لاساليب ذلك الدكتاتور وانها لمناسبة جيدة كى ترفع الشعوب المحبة للسلم والخير والتعايش الاممى ان ترفع من صوتها عاليا ضد كل الانتهاكات التى تنفذ بحق الامم والشعوب المظلومة والتى لازالت تئن تحت رحمة العساكر والدكتاتوريين اينما كانوا سواء فى كردستان او فلسطين او امريكا اللاتينية او اى مكان كان اخر من العالم .
وفى هذا اليوم الحزين والاسود فى تاريخ الشعب الكردى ينبغى ان تبادر كل الشعوب الخيرة والمحبة للخير والسلام الى دعم القضية الكردية اينما كانت سواء داخل العراق او تركيا او ايران اوسوريا وغيرها من البلدان التى يعيش فيها الكرد للدفاع عنهم ومساندة قضاياهم العادلة فى المحافظة عليهم من الابادة والظلم كما دأب النظام التركى فى الاونة الاخيرة للاجهاض على حرية هذا الشعب ، وبالاخص الواجب يفرض على الاخوة العرب الذين تربطهم مع الكرد اواصر اخوية وتاريخية ودينية وثقافية واجتماعية ان تبادر الى فتح ابواب التعاون المشترك على مصراعيها لبناء علاقات ود واخاء مثمر لما فيه مصلحة الشعبين العربى والكردى وبناء جسور متينة تدعمها دعامات وأسس قوية لاتهزها اعاصير اعداء الشعبين وان يدع الجانبين الاحقاد والمهاترات الخالية والتى لاتخدم اى منهما سوى اعداء الشعبين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصول عدد من الأسرى المفرج عنهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير


.. الدكتور محمد أبو سلمية: الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب الإ




.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم