الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسم العاطفة الدينية

هشام السامعي

2008 / 3 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا أدري لماذا تصر الصحف الأوروبية على استثارة شعوب هي تعلم أنها لا تجيد غير الصراخ والشجب والتنديد .
إنه موسم العاطفة الدينية , موسم القضية الكبرى , موسم الشجب والتنديد والاستنكار والتهديد الباهت .
ترى لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم موجوداً الآن في زمننا هذا هل كان سيرضى بحالنا هذا , هل كان سيقتنع أن نشر هذه الرسوم هي القضية الكبرى للشعوب العربية والإسلامية , الشعوب العربية التي تستورد كثير من حاجياتها من دول أوروبا , من الدنمارك التي تصدر لنا الحليب الذي تنمو معه الأجيال , الجبنة التي تزين طعامنا وتمنح أجسادنا نعجز أن ننتجها نحن لكي نحافظ على قوة أجسادنا , إنه موسم الصراخ العظيم , موسم المنابر التي ستضج بالدعاء بالهلاك والدمار على دول أوروبا واليهود والنصارى , واللهم يتم أطفالهم وأرمل نسائهم .
مع أشد أسفي على الطريقة المستفزة التي تم فيها إعادة نشر هذه الرسوم , ومع حزني الشديد على رسول الله صلى الله عليه وسلم عنوان المحبة والتسامح والسلام , إلا أني أأسف كذلك على الشركات التي ستتضرر مصالحها من هذه الحملة وهي لا علاقة لها بنشر هذه الرسوم بل وربما تكون بعضها غير راضية عن نشر هذه الرسوم ولا ذنب لها سوى أن شعوباً عاجزة عن تمثيل قوة للانتصار لذاتها والانتصار لمقدساتها وجدت في خيار مقاطعة منتجاتها الحل الذي ستردع به من تسول له نفسه النيل من كرامة هذه الشعوب , أسفي على كل المسلمين المقيمين في أوروبا والدانمارك تحديداً الذين سيعانون كثيراً بسبب المضايقات التي ربما تحدث لهم بسبب تعرقل مصالحهم في حال برزت أمراض التعصب الديني من قبل الآخرين .
إنها عقلية المدينة المغلقة , عقلية القوة البوليسية التي بقدرتها أن تطبق السماء فوق رؤوس الجميع , هذه العقلية هي التي تنادي بإغلاق الصحف التي نشرت وأعادت نشر هذه الرسوم , العقلية الغير قادرة على مواجهة القوة الإعلامية بقوة إعلامية مقابلة , العقلية الغير قادرة على تأمين أبرز حاجياتها ورغم ذلك تظاهر أنها ستقاطع هذه الأساسيات .
بربكم كيف يمكن أن نتخيل بيت أحد أباطرة الأنظمة الحاكمة وبيته خالياً من " جبنة لورباك , أو حليب دانوا أو أنكور " كيف نتخيل أن أحد أثرياء البلدان العربية يصحو من نومه ويخلو فطوره من الزبدة والمايونيز , بربكم يكفي إستخفاف بعواطفنا فالرسول صلى الله عليه وسلم أعظم من أن يصبح قضية عاطفية تستغلها الأنظمة القمعية للاستخفاف بشعوبها .
مقطع من قصيدة للشاعر عبدالله البردوني " بشرى النبوة "
مضى إلى الفتح لا بغيـا ولا طمعـا = لكـن حنـانـا وتطهـيـرا لأوزار
فأنزل الجـور قبـرا وابتنـى زمنـا = عـدلا تـدبـره أفـكـار أحــرار
يا قاتل الظلم صالـت هاهنـا وهنـا = فظايع أيـن منهـا زنـدك الـواري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah