الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في نقض (الدستور ) الاسود

ليث الجادر

2008 / 3 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مهمة النقض هذه لا تتطلب منا جهدا فكريا كبيرا ومميزا كما قد يوحي به عنوانها ..انه فقط جاء هكذا ليعبر عن الصعوبه في جانب الممارسه العمليه التي تماثل محاولة علاج المدمنين عن طريق النصح والارشاد والاكتفاء بشكليهما الكلامي ,بينما يعرف المدمنون تفاصيل ومضار فعلهم بنفس مقدار ما يحاول ناصحهم ومعالجهم من ان يوصلها اليهم ..فهذا الدستور الاسود الذي نحن بصدده عباره عن حاله يصح وصفها بانها نموذج لظاهره متفسخه تنقض نفسها بنفسها لكنها تبقى مع ذلك وبفعل قدره ما محافظه على وجودها ..ويصف البعض هذه القدره على انها سر غيبي ودعم الهي ..بينما يحددها البعض الاخر على انها قوه نابعه من عوامل التخلف المزمن سواء على المستوى الفردي او الاجتماعي والتي تضع الغالبيه من المسلمين في مواقع من العجز ,وهم مجرديين تماما من اية قدره على المقاومه بحيث يصبح الاستسلام خيارهم الوحيد ويصير الوهم ملاذا يبرر لهم ذلك الخيار العاجز ..وبعكس هذا التفسير فأننا يجب ان نكون قد توصلنا مؤخرا الى ان لاوجود لماهية الموجودات الا بالوصف الفكري الاني لها ..لاوجود للنقض الا في صوره واحده وفي حاله مؤقته ..وان منطق الوجود هو اللاعقليه الانتقائيه ..لاوجود للاحكام العقليه ,انها فقط تاخذ شكل التعبير اللغوي ..فيمكننا ان نصف هذا الشيء او ذاك بانه اسود ليكون كذلك ويمكننا ان نفعل العكس ,كل شيء مرهون بأرادتنا .,لكن الجوهري في الامر ان لاوجود اصلا لارادتنا خارج تعابير القرآن ..خارج نطاق ارادة الله ..اننا ايضا محاسبون كموجودات واعيه ...اذن نفهم ان الاراده هي الخضوع لللاادري ..الذي هو موقف العقل الملزم بمنطق القرآن ...هذا المنطق الذي يصوغ لنا عدة مقدمات في تقييم واحد ولموقف واحد ليصل الى استنتاجات مختلفه ...فعلى سبيل المثال ..يقول المنطق القرآني ان الله هو المستعبد الوحيد وان كل الموجودات مستعبده من قبله ,لكن كل الناس احرار ..لان الله خلقهم احرار ..فأستعباد الانسان للانسان هو فعل يناقض ارادة الله (لانه المستعبد الضروره) ,وايضا علينا ان نرضخ لارادة الله في أقراره بالعبوديه الاخرى (عبودية الانسان للانسان ) في تنظيمه للعلاقات الناشئه عنها باعتبارنا احراروعبيد وذلك وفق قانونه (العبد بالعبد والحر بالحر ) وان التمرد على هذا القانون يعني التمرد على الله ..التمرد من اجل الحريه يعني التمرد على ارادة الحريه ؟؟؟ هكذا تصوغ لنا الذهنيه المحمديه ((ايبوريتها)) وفق اسلوب الهذيانات والتداعيات التأمليه الانتهازيه ولتقدم لنا نتاجها الشاذ متمثلا في القرآن ..ولهذا السبب تأكدنا من ان مهمتنا في نقضه اسهل ما يمكن ان تكون ..وهي لاتتطلب منا سوى ان نفترض القبول بألهية القرآن وان نفترض ايماننا بالغيب ونتفق على مواصفاته ثم نقارنها مع الطرح القرآني وان نحاول في موضع ما ان نواافق القران وان نديم هذا التوافق ...حينها سنجد ان الله ينقض القرآن وان القران ينفي الله وان العقل ينقضهما باعتباره وسيلة هذا النقض ...لكن هل هذا يعني في جانب معين ان ما يزيد على مليار من البشر اللذين يوصفون على انهم مسلمين ,ما هم الا اناس مصابين بقصور ذهني تأريخي يجعلهم لا يفقهون ذلك التهافت المنطقي الزاخر بالتناقضات ..والتي لا يحتاج لادراكها الا لادنى درجه من درجات الجهد العقلي الذي ربما يتمتع بها حيوان الشمبازي لو انها ترجمت باللغه التي يفقهها ؟ بألتأكيد ان هذا العدد من البشر ليسوا كمثل هذه الكائنات لكنهم ايضا وبصوره وبأخرى وتحديدا في اسلاميتهم يقتربون منها وفي اهم صفه من صفاتها وهي التقليد الاعمى والخنوع ..فهم ليسوا على درايه كافيه ولاعلى اطلاع بأدبيات دينهم وخصوصا القرآن ..بل ان هذا الكتاب بالذات استدعى منطقه المنهار لان يحجب عن النقاش الا بتوجيه محدد من متخصصيين يعرفون كيف يتقافزون على الالفاظ ويحسنون مهنة الاستغباء والغو والحشو اللفظي ..فبينما يبقى المسلم اكثر المتدينين جهلا وابتعادا عن فكر دينه ,تقوم نخبه معينه بمهمة صيانة وترميم المنظومه الاسلاميه وتحديثها بمنهج ترتيقي يعتمد بشكل اساسي على ديماغوجيه مبتذله ..يساندها بذلك توافر مستوى عام متخلف يفترض دوما شروط النزعه الايمانيه ..وبهذا يمكننا من ان نصنف المسلمين الى فئتين ..الاولى هي الاغلبيه غير القرانيه وغير المحمديه والثانيه فئه نخبويه قرانيه ومحمديه ..وهي ايضا فئه اجتازت النزعه الايمانيه وعارضت قياساتها التي تحاول من ان تنظم علاقات ما هو مادي بما هو غيبي وان توازن بينهما .فعند هؤلاء يحدث العكس حيث يتضخم الجانب الغيبي ويطغى على كل ما هو مادي ويترتب على ذلك ان يقدموا الله على هيئة حاله متأزمه تنفي ارادتها شروط الحياة وترفضها ..ان الله عند هؤلاء المسلمين يتجسد في صورة (مولوخ) مستديم الرغبه ((اله سامي كانت تقدم له القرابين البشريه في مناسبا محدده )) ففي كل مطلب من مطالبه يستهتر بحياة عباده ..بمناسبه ودون مناسبه ..بذريعه وبدون ذريعه يؤكد على نرجسيته ووحشيته من خلال مباركته لاحتقار الحياة البشريه الى درجه انه اضطر ان يعلن عن عدائه لفرح وسعادة الانسان ((ان الله لا يحب الفرحين) ...هذا اله البائس المتعطش دوما للدم والذي استنزله محمد مبطنا بسايكلوجيته القلقه المبنيه على اسس الشعور الخانع للدونيه _كما سنرى_ والذي البسه ولظروف موضوعيه لباس الاصلاحيه والعدل الاجتماعي ..مازال هذا الكائن المتخيل قابعا في دهاليز التعاليم الاسلاميه ومضامينها ....وللكلام بقيه









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال